استشاري نفسي يوضح أسباب الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.. وسيدات تروين قصصهن

كتبت: أمل سعداوي

تصاب العديد من السيدات اللواتي يضعن أطفالهن حديثًا بما يسمى بـ«إكتئاب ما بعد الولادة» ، في تلك الحالة تتمنى أنها لم تلد الطفل وأن تعود حياتها لما كانت عليه قبل الولادة، بسبب حالة من عدم الإتزان أو عدم إدراك أنها أصبحت أم وأن لطفلها عليها حقوق.

وما يجعل حالتها تسوء هو عدم إدراك من حولها لما تعاني منه، نظرة الجميع لها على أنها غير مدركة النعمة التي تمتلكها برزقها لطفل جديد، أو أنها تتدلل، المعاناة التي تمر بها لا يفهمها الكثيرون.

اكتئاب ما بعد الولادة

موقع «عالم البيزنس» يرصد بعض حالات النساء التي تعرضت «لإكتئاب ما بعد الولادة».

تقول سيدة وضعت حديثًا وتدعى «منى»: “عندي طفلين، ورغبت في إنجاب الثالث، في البداية رفض زوجي الأمر، أخبرني بأن ننتظر على هذا الأمر لمدة أطول ولكن بعد إلحاح شديد وافق، وبالفعل أنجبت طفلي الثالث، وبعد مرور أسبوعين من الولادة أصيبت باكتئاب شديد، دائما بكاء بدون سبب، لا اتحمل أي أحد، لا استطيع النوم، إحساس بالندم الشديد على إنجاني هذا الطفل.. لم أتمكن من تحمل الأمر لأقرر الذهاب لطبيب نفسي”.

عندما قررت السيدة العشرينية الذهاب لطبيب نفسي للعلاج ، لم تتلقى أي دعم لا من زوجها أو عائلتها، بل أتهموها بالتدلل، لتسيئ حالة السيدة أكثر ما يجعلها تفكر في الانتحار أكثر من مرة للتخلص مما تمر به.

“بصى لعيالك أنتى في نعمة غيرك مش لاقياها”، كانت تلك الجملة هي التي تسمعها «منى» من عائلتها “كانوا دائما بيقولولي انت مش حاسة بالنعمة اللي أنت فيها، بس اللي أنا فيها كان غصبن عني، أكيد مش هبقى مبسوطة باللي أنا فيه”.

لتقرر السيدة العشرينية أن تخرج من الحالة التي تمر بها:”قررت أخرج من الحالة اللي أنا فيها، بقيت أحاول أغير الروتين بتاعي، أبص للطفل وأقول هو مش ذنبه أن أمه تكون في الحالة دي، كنت دائما أحاول أعمل الحاجة اللي تفرحني.. لغايت أما تمكنت من أني أخرج منها”.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن 10 % من النساء حول العالم يعانون من الاكتئاب أثناء فترة الحمل، لتصل النسبة إلى 13 % بعد الولادة.
وترتفع تلك النسب في الدول النامية لتصل لـ 16 % خلال فترة الحمل و تصل إلى 20 % بعد الولادة.

قصص وحكايات واقعية

تخبرنا «شروق» وهي أم لطفلين:” كانت البداية طبيعية عندما علمت بخبر حملي كنت سعيدة للغاية وأجهز كل شيئ لاستقبال طفلي، ولكن بعد الولادة تبدلت تلك المشاعر السعيدة لآخرى سيئة، دائما ما كنت أبكي ولا أعرف السبب، مزاج متقلب دائما، لا أرغب في تناول الطعام، فقد وزني بشكل كبير، حتى أني لم أتمكن من النظر لوجه طفلي”.

تابعت: في البداية ظن زوجي وأمي أن ما أمر به أمر طبيعي، ولكن بالنظر إلى حالتي شكوا في الأمر، وبدوأ بالبحث عبر الإنترنت عن الحالة التي أمر بها ليكتشفوا أني أعاني من «اكتئاب ما بعد الولادة»، ليقرر زوجي أن أذهب لطبيب نفسي، وبالفعل ذهبت وباشرت في العلاج حتى تحسنت حالتى بعض الشيء.

أنواع اكتئاب الولادة

بدوره، قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن «اكتئاب ما بعد الولادة»، حالة تصيب العديد من النساء، وتنقسم لنوعان ” بسيط، وشديد”.

البسيط يصيب من 50 : 80% من الأمهات بعد الولادة وتعد نسبة مرتفعة للغاية، وتبدأ الأعراض من الأيام الأولى للإنجاب.

أما النوع الشديد، فهو يصيب الأمهات بعد الولادة بنسبة تتراوح بين 15 : 20%، ويستمر من أسبوعين لـ 8 أشهر.

أسباب الإصابة

أضاف «هندي» في تصريحاته لـ «عالم البيزنس»، أن هناك عدد أسباب وراء إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة والتي تتمثل في التالي:

-فقدان الأم لوالدتها في طفولتها.
-موت أحد أشقها في سن مبكر ما يجعلها تتذكر الحالة التي عاشتها والدتها في ذلك الوقت من الألم.
-الولادة قبل الموعد المحدد.
– ولادة طفل مصاب بمرض.
– التعب الناتج عن الولادة وفترة الحمل قد يؤدي للاكتئاب.
– ميلاد طفل على غير المتوقع.
-اضطرابات النوم التي تحدث لها بعد الولادة بسبب عدم انتظام نوم الطفل قد يعرضها للإصابة.
-عدم الدعم الزوج قد يعرضها للاكتئاب.
– اختلال بعض الهرمونات.

أعراض الإصابة

وعن الأعراض، فأشار استشاري الصحة النفسية، إلى أنها تتمثل في التالي:

-فقدان الوزن.
– فقدان الشهية.
-وفقدان الثقة بالنفس.
-الرغبة دائما في التخلص من الطفل.
-تأنيب ضمير اتجاه الطفل.
– بكاء مستمر.
-تقلب المزاج.

وينصح «هندي»، بأن تهتم الأم بنفسها وبنظافتها الشخصية حتى تتمكن من الخروج من تلك الحالة التي تمر بها، هذا بجانب الدعم الدائم من قبل الزوج والأسرة.

اقرأ أيضًا.. استشارين يوضحون التغذية السليمة للأم و الجنين من مرحلة الحمل حتى الولادة