نستكمل في هذا التقرير الحديث عن «مؤشرات اقتصاد المعرفة وماهيته» ضمن سلسلة اقتصاد المعرفة والذي بدأنه في الموضوع السابق بنشأة علم اقتصاط المعرفة ذلك لمعرفة إمكانية انضمام الدول ضمن هذا الاقتصاد الجديد والذي يرتكز بدرجة كبيرة على الثورة المعرفية ومن تلك المؤشرات:

مؤشر البحث والتطوير:

تعد بيانات الأبحاث والتطوير المؤشرات الأساسية لاقتصاد المعرفة، حيث يتم استخدام مؤشرين أساسيين هما : النفقات المخصصة للأبحاث والتطوير وفريق العمل المستخدم لأعمال الأبحاث والتطوير، هذه الأبحاث تخضع منذ مدة طويلة لعملية جمع منظمة ومعيارية للبيانات مما يسمح بإجراء تحاليل ديناميكية ومقارنات دولية

مؤشر التعليم والتدريب:

للموارد البشرية أهمية كبيرة في عمل النشاطات الاقتصادية وتنميتها وتطويرها خاصة في ظل اقتصاد المعرفة، وما يتضمنه من تقنيات مقدمة، إلا أن من المؤشرات المعروفة جدًا لدراسة هذا البعد من اقتصاد المعرفة ما تزال قليلة وذلك يعود من جهة إلى نقص الأعمال في هذا المجال ومن جهة أخرى إلى صعوبة قياس كفاءات الأفراد مباشرة، كما أنم لمؤشرات الموارد البشرية مصدران رئيسيان على قدر كبير من الأهمية، وهي البيانات المتعلقة بالتعليم والتدريب، والبيانات المتعلقة بالكفاءات أو بمهن العمال.

مؤشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات:

يعتبر مؤشر نشر واتاحة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على قدر كبير من الأهمية خاصة مع تزامن الوقائع، حيث التقى الاقتصاد القائم على المعرفة بقاعدة تكنولوجية ملائمة، وهذا ما أدى إلى تعزيز مشترك بين ازدهار النشاطات المكثفة في المعرفة والإنتاج ونشر التكنولوجيا الجديدة، كمان أن لهذا المؤشر تأثيرات في الاقتصاد من أهمها:

• يسمح بجلب أرباح إنتاجية خاصة في مجال المعالجة، والتخزين، وتبادل المعلومات.
• ساهمت تكنولوجيا المعلومات والاتصادلات الجديدة ظهور وازدهار صناعات جديدة مثل: وسائل الإعلام المتعددة، والتجارة الإلكترونية، والجداول الإلكترونية وغيرها.
• الترويج لاعتماد نماذج تنظيمية أصلية بهدف استخدام أفضل للإمكانيات الجديدة لتوزيع ونشر المعلومات.

مؤشر البنية الأساسية للحواسيب:

يتضمن هذا المؤشر كل العمليات ذات العلاقة بالحواسيب خاصة إذا ما تعلق الأمر بعدد أجهزة الحاسوب في كل ألف نسمة من السكان، ومستخدمى الشبكة العنكبوتية، إذ يعتبر عدد مصنفي الإنترنت عن مدى حضور البلد في الإنترنت، والمصنف هو اسم مجال له عنوان مسجل في بروتوكول الإنرنت مرتبط به فالاسم US يدل على أن المضيف من الولايات المتحدة إلا أنه في كثير من الأحيان تنتهي بالأسماء .Com, .Net، وفي كثير من مجالات الإنترنت يستخدم EDU للدلالة على أن الموقع خاص بالتعليم أو يتصل بالمؤسسات التعليمية.

ماهية اقتصاد المعرفة:

تعد الأرض والمال والعمال هي العزامل الاساسية التي كان يعتمد عليها الاقتصاد قديمًا في الإنتاج، أما اليوم فقد أضيف لهذه العناصر على أهميتها المعرفة، والخدمات والإبداع، والذكاء والتقنين في العمل، وأصبحت هذه العناصر تشكل القيمة الأكبر من المنتجات، وما يجعل المنتجات مرتفعة الأسعار هو قيمة المعرفة والخبرة والذكاء الموجودة فيها، فكما اوضحنًا أن اقتصاد المعرفة يسهم في نمو اقتصاد الدول عن طريق المعرفة والخبرات والذكاء، والاقتصاد المبني على الإنتاج يعتمد على المنتجات وكمياتها والتي غالبًا لا تحتوي على المعارف بنسبة كبيرة، لذلك فإن الموارد البشرية التي تمتلك المهارات العالية والتي تؤهلها للإضافة والتجديد والإبتكار والإبداع هى الأكثر أهمية وقيمة في التنمية الاقتصادية.

لذا نستطيع القول أن الاقتصاد المبني على المعارف والخبرات والموارد البشرية هو اقتصاد يستطيع أن يخلق روابط مشتركة ما بين المؤسسات التعليمية والأكاديمية مع التجارية، حيث ستساهم في التماشي مع المعارف التي ينصب اهتماها على تلبية الاحتياجات المحلية واحتياجات الإنسان، فالتعليم ركيزة أساسية لهذا الاقتصاد، وبدون التعليم لن يكون هناك تطور ولا إبداع ولا تقدم، ولن يرتقي الاقتصاد.

وتعد ثورات المعلوماتية من النتائج التي ظهرت ظراء تنامي اقتصاد المعرفة في العالم، حيث انتشرت واتسعت المعلومات، وأصبحت متوافرة لكل من طلبها، ولم تعد حكرًا على جماعة معينة فقط، إضافة إلى ازدياد انتشار العولمة في العالم، فكل شئ أصبح عالميًا، وأصبح هناك انتشار هائل وواسع في الأجهزة التكنولوجية المتطزورة كالحواسيب، والأجهزة اللوحية، والأجهزة الذكية، إضافة إلى الإنتشار الواسع لشبكة الإنترنت، والذي يعتبر المنصة الحالية لكل شئ نحتاج إليه.

أقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن اقتصاد المعرفة

عالم البيزنس: اقتصاد المعرفة، تعريفاته وسماته