ياسمين الموجي تكتب: ألم يأن الأوان كي تستريح أيها الغريب؟!

ولدنا غرباء فى هذه الحياة وسنعود يوما غرباء أيضا ، ولعل فى النفس آفاق ودروب لا نراها ولا نستطيع ايضا الحكم عليها، ولكنها بمثابة أساس الحياة واتزانها،فكما تعلم ان اتزان الداخل ينعكس بشكل مباشر على السلوك والأداء الخارجى، والانتاجية ايضا او ما يعرف بأسم productivity ،فهى تعتبر بمثابة معادلة ربانية بحتة يعلمها الله عز وجل ولا نعلمها نحن .
ولا أخفيك أمرا اننى استمعت ذات مرة من عالم فى مجال تنمية الذات والتنمية البشرية والصحة النفسية ،يقول ان الحياة وتوازنها ينقسم الى الاهتمام الى أفاق النفس البشرية، فتنقسم الى عدة اجزاء منها الاهتمام بالجانب الروحانى،الجانب العملى والمهنى،الجانب الشخصى ،الخ .
أفاق النفس البشرية
وتعتبر هذه الأجزاء من اهم جوانب وافاق النفس البشرية ،فجميع هذه الاجزاء هى بمثابة ماكينة تتفاعل مع بعضها البعض،ان ضل او خرب ترس منهم توقفت الماكينة و اعطت انتاجية ليست كما هو متوقع ،فضرورة قراءة نوعية فريقك هامة للغاية لمعرفة.. بمعنى ما هى اوجه استخراج منهم افضل انتاجية؟ .. فهذا يدل على حسن مهاراتك الشخصية وحسن قراءتك لمن هم فى رحلة حياتك الشخصية كانت او العملية ،وبالتالى ستنعكس على اداء المؤسسة ككل .
مدفع رمضان يعانق آذان المغرب
والتراويح تعانق جباه المصليين
ودعنا نسلط الضوء اكثر على الجانب الروحانى فى هذه السطور ، خاصة فى شهر رمضان المعظم، ولعل مصر دولة رائدة وغنية للغاية بطقوسها وتفاصيلها ومظاهرها بهذا الجانب الهام من اتزان الانسانى فالقاهرة مدينة الألف مأذنة .
رمضان هو مصر
حتى اننى اتذكر جملة من احد الاصدقاء غير المصريين واشقاؤنا منذ عدة سنوات عاشقين لمصر يقولون: (رمضان هو مصر) ،وهذا لا يعنى انه لا يوجد فى كل بلد من بلاد العالم لكن مصر فيها ما يميز هذه الايام الفضيلة والاستثنائية بمذاقها الخاص وكنوزها الخاصة.
مدفع رمضان
ونعود سويا ونتذكر مدفع رمضان يعانق آذان المغرب، والتراويح تعانق جباه المصليين، فوازير رمضان، الفوانيس، رائحة المساجد، كلها تمتزج بأصوات كروان مصر من اصوات المبتهلين النقشبندى، الطبلاوى، محمد رفعت، وغيرهم، والسحور مع دقات ساعات الفجر وآلوان السماء التى تغزو قلبك دون هوادة.
الطبق الواحد الذى يربط ويلتف على ابناء العمارة الواحدة .. وذلك يجعلنل نتذكر يوما ما هو يميزنا .. ونتذكر ان اللحظات الاستثنائية التى تريح النفس وتهتم بالجانب الروحانى وتريح النفس من سرعة الحياة وتعقدها، والاستفادة منها ايضا بما ينفعنا.
لنقول فى نهاية كلماتنا فى سطورنا القليلة .. ألم يحن الوقت لتستريح قليلا ايها الغريب؟
ياسمين الموجي