صحةملفات وتقارير

بالتفاصيل … أسباب الخوف والرعب والفزع والهلع عند أطفالنا

إن نعمة الأمن والأمان والطمئنينة من أهم وأفضل النعم التي أنعم الله بها علينا، في حياتنا الأسرية ومع أطفالنا ومع الأخرين، وبالتالي فإن الخوف والفزع والإضطرابات النفسية تسبب لنا ولأطفالنا الكثير من المتاعب والمشكلات، حيث أن الخوف سلاح ذو حدين فهو غريزة طبيعية وضعها الله سبحانه وتعالى فينا، لحفظ ذات الفرد وحمايته من المخاطر، ولكن إذا زاد هذا الخوف عن المعدل الطبيعي تحول إلى خوف مرضي يسبب لنا المتاعب، ويعيق حركاتنا ويؤدي إلى تقليص قدراتنا في مواجهة الحياة وخاصة عند الأطفال.

موقع «عالم البيزنس» يقدم لك كل ما تريد معرفته عن مظاهر وأشكال الخوف المرضي في حياتك اليومية والتي تعاني منها أنت ويعاني منها أطفالك الصغار والكبار.

التعريف الواضح للخوف

يعرف علماء النفس الخوف بإنه انفعال قوي غير سار، ينتج عن الإحساس بوجود خطر ما، وتوقع حدوثه، كذلك يعرف الخوف بإنه حالة انفعالية، تتصاعد تدريجيًا أو فجأة، وتدل على أن شيئًا سيحدث لنا أو لأطفالنا، فنتحرك حذرًا، كي نسلم من عواقبه وآثاره.

وقد اعتقد علماء النفس لفترات طويلة أن الأطفال يولدون مزودين بغريزة الخوف، هذا عكس ما أثبتته الدراسات الحديثة التي أكدت أن الخوف عند الأطفال لا يبدأ قبل الشهر السادس من أعمارهم، وتظل وتيرته ترتفع حتى تبدأ في الخفوت تدريجيًا بعد سن السادسة، وهي السن التي تعد بمثابة بداية مرحلة النضوج العقلي لديهم، وأكدت الدراسات أن 90% من أطفالنا قبل سن السادسة لديهم مخاوف من أشياء ومصادر متعددة.

والخوف يعد حالة انفعالية طبيعية، يشعر بها الإنسان وكل الكائنات الحية على وجه الكرة الأرضية، وقد تظهر المخاوف التي يشعر بها الإنسان بصورة واضحة في سن الثالثة من العمر، وتتراوح درجاتها بين «الحذر، والهلع، والرعب، والخوف».

الخوف من أشد العوامل التي تؤثر على حياتنا وأطفالنا

يعد الخوف من أكثر العوامل وأشدها تأثيرًا علينا وعلى أطفالنا، ويعتبر من أهم المحركات التي تدفعنا إلى القيام بسلوكات معينة، كرد فعل لدفع الخوف والاضطراب الناشئ منه، والوصول إلى حالة من الاستقرار، وفي هذه الحالات يختلف سلوك الأفراد تجاه المؤثر المسبب للخوف، ويحاولون اختيار أفضل الطرق المتاحة بالنسبة إليهم للتغلب عليه، إما بالمواجهة، أو بالتجنب التام والابتعاد، أو بالتحايل والمدارة.

أطفالنا أكثر ضحايا الخوف

يستطيع الشخص البالغ التعامل مع حالات الخوف والفزع الذي ينتابه بالطرق السليمة والمعتادة التي ذكرناها أنفًا، فماذا لو كان ضحية الخوف هو طفلنًا، الذي قد يكتسب سلوكات سيئة من محاولته لمواجهة مخاوفة بعقله الصغير المحدود، وخبراته القليلة.

ماذا لو كان الخوف عند أطفالنا مرضي؟

الخوف المرضي عباره عن خوف غير طبيعي دائم وملازم لنا، من شئ غير مخيف في أصله، وهذا الخوف لا يستند إلى أي أساس واقعي، ولا يمكن السيطرة عليه من قبلنًا، ذلك رغم إدراكنا أنه غير منطقي، ومع ذلك فإن الخوف في هذه الحالة يعترينا ويتحكم في سلوكاتنا، ويتحول الخوف في هذه الحالة إلى مرضي، لأنه عادةً ما يكون شعور شديد بالخوف من موقف لا يثير الخوف لدى الكثير من الأفراد، هذا ما يجعل الشخص يشعر بالوحدة والخجل من نفسه، ويتهم نفسه دائما بالجبن وضعف الثقة، وإنعدام الشخصية، فحالة الإنسان هنا عبارة عن اضطرابات في الوظائف العقلية أو علة نفسية لا يوجد معها اضطراب جوهري في إدراك الفرد للواقع.

صور ومظاهر الخوف عند أطفالنا

للخوف في حياة أطفالنا العديد من الصور والمظاهر والأشكال الذي يمكن تفصيلها في العناصر الأتية:

  • خوف أطفالنا من الظلام:

فالخوف من الظلام أحد أنواع الخوف الطبيعية، ذلك لأن العقل البشري لا يستطيع التعامل مع المجهول، فالظلام يجعل جميع ما يحيط بنا لا سيما الأطفال مجهول، وهذا المظهر من الخوف يتلاشي مع النمو العقلي لدى أطفالنا، وربما مع تقدم العمر.

الخوف من الظلام عند الأطفال
الخوف من الظلام عند الأطفال

والخوف من الظلام إحدى علامات عدم الفهم الكامل لأي ظاهرة يتعرض لها الإنسان في حياتة، فالطفل بعقليته المحدودة لا يستطيع أن يدرك أن الأشياء موجودة، حتى وإن لم يراها، ذلك لأن الأشياء ثابتة، ولا تتحرك بمفردها، فالطفل لا يعي أن الظلام يغطي الأشياء التي من حولنا، وأنها ما زالت موجودة ولكنه لا يراها.

  • خوف أطفالنا من الحيوانات:

خوف الأطفال من الحيوانات
خوف الأطفال من الحيوانات

يعد الخوف من الحيوانات الموجودة معنًا في الحياة بمختلف أنواعها بمثابة عامل مشترك بين معظم الأطفال، فلا يوجد طفل لا يخاف من الحيوانات، وعادة ما يكون الخوف من الحيوانات لدى أطفالنا ما بين سن العامين إلى سن الأربع أعوام، وليس بالضرورة ان يتعرض الطفل لحادثة معينة مع الحيوانات التي تخيفه، ولكن تعتبر هذه المرحلة طبيعية لأبد وأن يمر بها نتيجة لقلة الخبرة في حياته، ذلك لأن الخوف من الأشياء الجديدة غير مألوف خاصة لدى الأطفال، ومع التقدم في العمر تتبدد تلك المخاوف ويصبح التعامل مع الحيوانات أمر عادي.

  • خوف أطفالنا من المصعد الكهربائي:

الخوف من المصعد الكهربائي
الخوف من المصعد الكهربائي

تعد ظاهرة الخوف من المصعد الكهربائي ظاهرة لا ترتبط بالشخص البالغ الكبير أو بالأطفال، ولكنها أكثر مرتبطة بالأطفال، ولكن نجد أشخاص في مرحلة متقدمة من العمر يعانون من مشكلة ركوب المصعد الكهربائي.

والمصعد الكهربائي «الأسانسير» من الأجهزة التي يجب ألا يتعامل معها أطفالنا بمفردهم، حيث أنهم أكثر عرضة لمواقف غير مرغوبة، ومنها لا قدر الله تعرضهم لحواث قد تودي بحياتهم، وغالبًا ما تسبب لهم تلك الحوادث حالة من الخوف الشديد تكون ملازمة لهم في حياتهم.

  • خوفنًا وأطفالنًا من الموت:

خوف الأطفال من الموت
خوف الأطفال من الموت

الخوف من الموت أمر طبيعي في حياتنًا جميعًا، أما عن خوف أطفالنا من الموت فلا يستطيعون إدراكه أو تحديده في مرحلة عمرهم البدائية، لأن فهمهم لحقيقة الموت وتصوراتهم عنه لا يكون صحيحًا أومكتملًا بصورة كبيرة، ويبدأ اكتمال مفهوم الخوف من الموت لديهم في سنوات متقدمة من العمر.

  • خوف أطفالنا من حمام السباحة والبحر:

خوف الأطفال من البحر وحمامات السباحة
خوف الأطفال من البحر وحمامات السباحة

من مظاهر وهو الخوف لدى أطفالنا أيضًا موضوع الخوف من الذهاب إلى حمامات السباحة والنزول فيها، وشواطئ البحار، فالخوف من المياه يعد من المخاوف التي لها جذور تبدأ من الطفولة، وإذا لم تعالج فإنها تلازم الإنسان حتى مع التقدم في العمر.

تجربة لطبيب نفسي مع حالة خوف طفل من حمام السباحة والبحر

يروي الأستاذ الدكتور حسن أحمد شحاته مستشار الصحة النفسية في كتابه «الخوف عند الأطفال»، تجربة حقيقية لصبي يبلغ من العمر 17 عامًا، كان يخاف من الماء، سواء ماء البحر أو حمام السباحة، وبدأت معه تلك الحالة منذ عمر الـ 5 سنوات، أي في مرحلة الطفولة، وأثناء لعبه مع أبناء عمه حاولوا تعليمه السباحة في البحر، وكانت النتيجة ان ابتلع كمية كبيرة من المياء، وضاق تنفسه، وبقي مريضًا لمدة شهر بعد هذه الحادثة في المنزل وبعدها رفض النزول للماء مرة أخرى، حتى ولو في حمام السباحة.

ويحكي الدكتور شحاتة قصة أخرى لطفلة عمرها 4 أعوام، تخاف بشدة من المياه وحمامات السباحة وحتى حمام المنزل، لأن الطفلة عند انتقال أسرتها إلى منزل جديد اسرعت إلى الصنبور للعب بالمياه، وهنا حدثة المشكلة نزلت بعض الحشرات السوداء من الصنبور ففزعت الطفلة، وصرخت، ومنذ ذلك الوقت وهى تخاف من المياه والحمام، وتعتقد أن المياه مليئة بالحشرات.

الأسباب الحقيقية للخوف عند أطفالنا

تختلف مسببات الخوف والفزع عن أطفالنا، حيث أنه في السنة الأولى يحدث الخوف نتيجة للأصوات الفجائية المرتفعة، وما بين السنة الثانية إلى الخامسة تتعدد وتتنوع أسباب ومصادر الخوف لديهم، وكذلك يخاف أطفالنا من الأماكن الغريبة والشادة والمرتفعة، ومن الأشخاص الغرباء عنهم الذين يرونهم لأول مرة، ويخاف أطفالنا كذلك من الحيوانات ومن الطيور بصفة عامة، وخاصة غير المألوفة بالنسبة لهم، ومن أشد مسببات الخوف لديهم المواقف والحوادث المؤلمة التي يتعرضون لها، كذلك الأدوية التي ياخدونها في مراحلهم الأولى من الحقن وغيرها تسبب لهم فزع شديد وخوف شديد.

خوف الأطفال من الحقن
خوف الأطفال من الحقن

كذلك فإن الظلام كما ذكرنا أنفًا من ضمن مسببات الخوف لدى أطفالنا، وكذلك الكائنات والشخصيات الأسطورية مثل «العفريت، والغول»، كذلك يلعب الأباء دورًا هامًا في تعرض أطفالهم للخوف من خلال الكلام والأفعال التي يوجهونها لأطفالهم مثل قولهم «سأذبحك، أو العفريت جاي، أو هلسعك بالولعة» وغيرها من الكلمات التي تعتبر مصدر للخوف لدى الأطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى