200 مليار دولار..بيل جيتس يتبرع بثروته للفقراء

في تحول بارز في عالم التبرعات الخيرية والصحة العالمية، أعلن الملياردير بيل جيتس عن التزامه بالتبرع بمبلغ 200 مليار دولار عبر مؤسسته الخيرية بحلول عام 2045.
يُعَد هذا الإعلان علامة فارقة في خطط توزيع ثروته، حيث صرح جيتس – الذي يبلغ 69 عامًا ويُعتبر من مؤسسي شركة مايكروسوفت – بأنه سيسرع من وتيرة تنفيذ مشاريعه الخيرية ويُقفل أبواب مؤسسة غيتس في موعد مبكر مقارنة بالتصورات السابقة.
وهذه الخطوة تأتي استنادًا إلى رؤية إنسانية طموحة تهدف إلى تحسين حياة ملايين البشر حول العالم، مع التركيز على تعزيز الصحة العامة والحد من معدلات الفقر والأمراض المُعدية.
نرشح لك: أغنى رجل في العالم 2023
رؤية شاملة لتحقيق أهداف إنسانية
أكد بيل جيتس في تصريحاته إن الأموال التي ستُخصص ستساهم بشكل فعّال في القضاء على أمراض خطيرة مثل شلل الأطفال والملاريا، بالإضافة إلى تقليل وفيات النساء والأطفال في المناطق ذات الاحتياجات الملحّة.
ومن خلال زيادة الميزانية السنوية لمؤسسته لتصل إلى ما يقارب 9 مليارات دولار بحلول عام 2026، ومن ثم نحو 10 مليارات دولار سنويًا في المستقبل، يأمل جيتس في سد الفجوات التي تُخلفها التخفيضات الحكومية في ميزانيات المساعدات الدولية.
يأتي هذا الإعلان في سياق تحركات عدة حكومات، ولا سيما إدارة ترامب السابقة، والتي شرعت في تقليص الإنفاق على برامج المساعدات الخارجية لمواجهة المجاعات والأمراض الفتاكة.
نرشح لك: «كورونا» تبدل مراكز أغنى 5 رجال أعمال في العالم
الانتقادات الحادة لإيلون ماسك
لم يخلُ الحدث من التوترات بين الشخصيات العملاقة في عالم الأعمال؛ حيث وجه بيل غيتس انتقاداته اللاذعة لإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس. واصفًا إيلون ماسك بأنه «يقتل أفقر أطفال العالم» بسبب التخفيضات الشديدة التي قام بها في ميزانيات المساعدات الخارجية الأمريكية.
وفي تصريحات أُجريت مع عدد من وسائل الإعلام، ركز جيتس على أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى ارتداد حاد في معدلات التحسين الصحي العالمي، خصوصًا مع الانخفاض الملحوظ في التمويل الحكومي الذي يُعد عمادًا لدعم برامج الصحة العامة في البلدان النامية.
وفي الوقت الذي انفصل فيه الطرفان عن اتفاق سابق على دور الأثرياء في دعم المبادرات الإنسانية، احتدم الخلاف بينهما بسبب اختلاف الرؤى حول كيفية توزيع الموارد المالية وأثرها على حياة المحتاجين.
نرشح لك: تعرف على عدد ساعات نوم أشهر رجال الأعمال بالعالم
التمويل والتوقعات المستقبلية
أكد جيتس في مقابلة مع وكالة رويترز أن خفض التمويل الحكومي خلال السنوات القادمة قد يؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات عالميًا، إذ أوضح: «سيبدأ عدد الوفيات بالارتفاع لأول مرة، مما قد يزيد الأرقام بالملايين بسبب نقص الموارد». وأضاف أن التحديات القائمة لن تحل إلا بدعم حكومي قوي ومتواصل، مشددًا على أنه حتى وإن كانت مؤسساته تمتلك موارد مالية ضخمة، فإنها لا تستطيع بمفردها سد الثغرات التي تُخلّفها السياسات المتراجعة في دعم الصحة العالمية. كما حذر جيتس البيت الأبيض من أن المؤسسات الخيرية، وإن كانت تسعى جاهدة، لن تكون قادرة على الحفاظ على مستويات التقدم المنجز إذا لم تعُد الحكومات إلى دعمها الكامل للفئات الأكثر هشاشة.
ومن جهة أخرى، يستعرض جيتس خطته الطموحة في خفض نسبة تبديد الثروة، إذ يُتوقع أن تُنفق مؤسسته نحو 200 مليار دولار بحلول عام 2045 بما يتوافق مع تغيرات الأسواق والتضخم. ويُذكر أن المؤسسة، التي أسسها جيتس برفقة زوجته السابقة آنذاك ميليندا فرينش جيتس في عام 2000، وارتبط بها فيما بعد المستثمر وارن بافيت، قد قدمت منذ تأسيسها تبرعات تجاوزت 100 مليار دولار، وساهمت في إنقاذ ملايين الأرواح، مع دعمها لجهود عالمية كتحالف اللقاحات «جافي» والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.
نرشح لك: «أمازون» في الصدارة.. 200 مليار جنيه تراجع في ثروة عمالقة شركات التكنولوجيا
إعادة توجيه الدعم الدولي
وأتت تصريحات بيل جيتس في ظل موجة انتقادات وسياسات متباينة في الدول المتقدمة، حيث شهدت ميزانيات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية انخفاضات حادة تصل إلى نحو 80%، فيما أنفقت هذه الوكالة ما يقارب 44 مليار دولار على مشاريعها في السنة المالية 2023.
وقد استخدم إيلون ماسك لغة نقدية عنيفة على منصة «إكس» مُشيرًا إلى أن هذه التخفيضات تجعل من الوكالة ما يشبه «آلة سحق الأخشاب».
وفي هذا السياق، أدلى جيتس بتصريحاته لصحيفة فايننشال تايمز قائلًا: صورة أغنى رجل في العالم وهو يُساهم في قتل أفقر أطفال العالم ليست صورة جميلة ، مُبرزًا بذلك حجم التأثير السلبي الذي قد يتمخض عنه هذا التخفيض على قطاع الصحة العالمي وفرص إنقاذ الأرواح.
نرشح لك: 73.2 مليار دولار خسائر أثرياء العالم في أسبوع.. فما الأسباب؟
برنامج القضاء على الأمراض
وقد شدد جيتس خلال مقابلاته على ضرورة استمرار الاستثمار الحكومي في البرامج الدولية لدعم الصحة، إذ تُدل التجارب السابقة على أن التراجع في هذا الدعم سيؤدي إلى انعكاسات سلبية على أداء برامج القضاء على الأمراض وتحسين ظروف المعيشة في الدول النامية. ورغم الانتقادات الموجهة لمؤسسته بسبب النفوذ الواسع الذي تمارسه في مجال الصحة العالمية، يبقى غيتس متمسكًا بموقفه القائل:« العالم له قيمة، وهذا ما علّمني إياه والداي» .
وبحسب صحيفة «ديلي ميل»، أعرب جيتس عن قلقه حيال تعيين روبرت كينيدي وزيرًا للصحة والخدمات الإنسانية، معتبرًا أن موقفه تجاه اللقاحات ينطوي على خطر، نظرًا لتاريخه المعروف بتشكيكه في برامج التحصين.
من جانبها، قالت ميليندا إن قرار إغلاق المؤسسة عام 2045 «يعود إلى بيل ومجلس الأمناء»، مضيفة أن الأثر المحتمل لما يحدث اليوم قد يمتد إلى عائلات ومجتمعات بأكملها، إذا ما تم استغلال الفرص المتاحة حاليًا.
وفيما تستعد «مؤسسة جيتس”» لمرحلة ما قبل الإغلاق، تترقب الأوساط العالمية كيف سيتم توجيه هذه الموارد الهائلة، وما النتائج التي يمكن أن تحققها البرامج والمبادرات التي سيتم تمويلها خلال العقدين المقبلين.
نرشح لك: 218 مليار دولار خسائر أكبر 5 أثرياء في العالم منذ بداية 2022.. التفاصيل
أهداف مؤسسة بيل غيتس
ولمؤسسة «جيتس» ثلاثة أهداف: إنهاء وفيات الأمهات والرضع التي يمكن الوقاية منها، والقضاء على الأمراض المعدية الفتاكة، وانتشال ملايين البشر من براثن الفقر.
على مدار 25 عاماً، تبرعت المؤسسة الخيرية بمبلغ 100 مليار دولار، وفقاً لجيتس.
تُقدر ثروة مؤسس «مايكروسوفت»، البالغ من العمر 69 عاماً، بنحو 108 مليارات دولار، وقد أنشأ مؤسسة خيرية مع زوجته السابقة ميليندا فرينش غيتس للتبرع بـ99 %من هذه الثروة.
نرشح لك: تقارير تكشف أسرار تضخم ثروات أغنياء العالم 80 تريليون دولار رغم «كورونا»