حفل زفاف بيزوس المثير للجدل والمليء بالنجوم يصل إلى ذروته في البندقية ..250ضيفًا وفاتورة بقيمة 50 مليون يورو

ترجمةواعداد- ناصر حسين

الموت الأسود. بايرون يتجول. ارتفاع منسوب المياه. سفن سياحية بحجم أحياء المدينة. ربما تكون البندقية قد شهدت العديد من الأحداث المضطربة والتحديات المشؤمة على مر القرون، ولكن نادرًا ما واجهت في تاريخها الطويل قضية غريبة ومثيرة للانقسام مثل حفل زفاف رابع أغنى رجل في العالم.

صباح الجمعة، وجدت مدينة البحيرة نفسها تفعل ما تجيده: بدت رائعة الجمال وغير واقعية بعض الشيء، حيث استضافت آلاف السياح الذين وقفوا في قوارب الجندول الفضية، وشربوا مشروبات منتصف الصباح، أو ببساطة ذبلوا في الحر الرطب.

لكن على الجانب الآخر من ساحة سان ماركو، كان يوم جيف بيزوس ولورين سانشيز المنتظر على وشك البدء. ربما لم يكن التخطيط الدقيق للأحداث واضحًا، لكن عمليةً مُخططًا لها بإتقان ونُفذت بسرية كانت تتكشف في جزيرة سان جورجيو ماجوري الصغيرة، حيث تعهد الزوجان لاحقًا بالحب والإخلاص الأبديين أمام حشد من 200 ضيف، معظمهم من المشاهير.

تسكع عدد قليل من طواقم التصوير حول مدخل مؤسسة جورجيو سيني، حيث جلس شخصان، صامتان لكنهما مهذبان، أمام الشاشات تحت مظلة، وصدّا بأدب طلبات المعلومات.

ولم يكونوا يعلمون حقًا متى سيبدأ الحفل. ووفقًا للتقارير، كان الزوجان قد عقدا قرانهما بالفعل في الولايات المتحدة، مما جعل حفل يوم الجمعة رمزيًا بقدر ما كان باهظ التكلفة.

استيقظت ظهيرة البندقية الطويلة من سباتها في الخامسة مساءً عندما خرج سانشيز من فندق أمان، مرتديًا بدلة كريمية اللون ونظارة شمسية وحجابًا. ثم استقلت العروس قاربًا مائيًا نقلها عبر حشود المصورين إلى الجزيرة. وتبعها العريس، مرتديًا ربطة عنق سوداء، بعد ساعة.

على الرغم من الحضور الإعلامي المكثف والحجم الهائل للاحتفالات، لم يكن الجميع في سان جورجيو ماجوري في قمة الحماس.

بينما كان أحد السكان المحليين يرش سطح قاربه في ميناء الجزيرة، على بُعد 100 متر من مكان الحفل، قدّم وجهة نظر مقتضبة وغير مألوفة حول ما أصبح يُعرف، وإن كان مملاً بعض الشيء، بـ(زفاف القرن).

ماذا كان رأيه في كل هذه الضجة؟ قال: (لا أفكر في الأمر إطلاقًا. لا يهمني).

لوّحت سانشيز من قارب في طريقها إلى سان جورجيو ماجوري.

سانشيز تُلوّح من قاربها في طريقها إلى سان جورجيو ماجوري

أدت احتفالات الزفاف – التي بدأت جدياً مساء الخميس، ومن المقرر أن تُتوّج بحفل استقبال في مجمع أرسنال التاريخي لبناء السفن يوم السبت – إلى انقسام المدينة إلى ثلاث مجموعات. فهناك من لا يكترث، مثل مالك اليخت، وأخرى غاضبة من خضوع البندقية لرجل تُقدّر ثروته الصافية بـ 212 مليار دولار (154 مليار جنيه إسترليني)، وأخرى، مثل عمدة المدينة، ترى في هذا الحفل الضخم الذي تبلغ تكلفته 40 مليون جنيه إسترليني مصدراً مرحباً به للدخل وعرضاً رائعاً لمعالم المنطقة.

لا يبدو أن أصدقاء بيزوس وسانشيز المشهورين قد تأثروا بالجدل، وقد ظهرت احتجاجات مبتكرة خلال الأيام القليلة الماضية – بما في ذلك شائعات عن وجود أسطول احتياطي من التماسيح القابلة للنفخ التي تسد القناة.

أوبرا وينفري وأورلاندو بلوم يغادران فندق غريتي بالاس، في اليوم الثاني من احتفالات زفاف بيزوس ولورين سانشيز.

أوبرا وينفري وأورلاندو بلوم يغادران فندق جريتي بالاس، في اليوم الثاني من احتفالات زفاف بيزوس وسانشيز.

حضر حفل الاستقبال الذي أُقيم مساء الخميس في أروقة كنيسة مادونا ديل أورتو، وهي كنيسة من القرن الرابع عشر في منطقة كاناريجيو، مشاهير من بينهم ليوناردو دي كابريو، وأوبرا وينفري، وكيم كارداشيان، وإيفانكا ترامب، وتوم برادي، وأورلاندو بلوم.

لكن أعقب ذلك عرضٌ آخر مُبتكرٌ للاستنكار. فقبل الساعة الحادية عشرة مساءً بقليل، استُخدم ليزر أخضر لتهجئة شعار “لا ملوك، لا بيزوس” على برج الجرس في ساحة سان ماركو. شملت أعمال عصابات مماثلة خلال الأيام الأخيرة رفع لافتة كُتب عليها: “إذا استطعتَ استئجار البندقية لحفل زفافك، فستدفع المزيد من الضرائب”.

جماعات غاضبة

ويقول منظمو الاحتجاجات – وهم تحالف من جماعات غاضبة من بيع المدينة، ونشطاء الإسكان، ومعارضي السفن السياحية – إن تحالفهم “لا مكان لبيزوس” قد أتى بثماره. ويزعمون أن ضغطهم المستمر، لا سيما التهديد بنشر أسطول التماسيح المنفوخة، دفع الزوجين إلى تغيير مكان حفل الاستقبال من مدرسة غراندي ديلا ميزيريكورديا، وهي مبنى مهيب من القرن السادس عشر في وسط المدينة، إلى أرسنال الأكثر خصوصية.

انظروا إلى اليخوت الفاخرة والطائرات الخاصة التسعين التي حطت في البندقية هذا الأسبوع نظرة مختلفة. وصف عمدة المدينة، لويجي بروغنارو، المتظاهرين بأنهم “مخزون”، وقال إن اتحاد بيزوس وسانشيز سيملأ خزائن البندقية.

يرفع المتظاهرون لافتة (لا ملوك، لا بيزوس) في ساحة سان ماركو، في البندقية، إيطاليا

لافتة احتجاج (لا ملوك، لا بيزوس) في ساحة سان ماركو

تتفق وزيرة السياحة الإيطالية، دانييلا سانتانشي، مع هذا الرأي. وقالت لوكالة أسوشيتد برس: “ستنتشر الصور في كل مكان، وستُثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي حول فستان العروس وحفل الزفاف”.

كل هذا يُترجم إلى حملة دعائية مجانية ضخمة. في الواقع، بما أنهم سينفقون أموالاً طائلة، سيُثريون البندقية – أصحاب متاجرنا، وحرفيينا، وأصحاب مطاعمنا، وفنادقنا. لذا، فهي فرصة رائعة للإنفاق وللترويج لإيطاليا عالمياً.

مع ذلك، كان لدى رجل واحد أسبابه الخاصة ليتمنى كل التوفيق لمؤسس أمازون.

كاغداس هاليسيلار، ألماني يبلغ من العمر 47 عاماً، يدير شركة شاحنات توصيل، لديه عمل إضافي كشخصية مقنعة تشبه بيزوس.

سافر إلى البندقية لتحية الحشود وإبهارهم، وكان يأمل أيضاً في لقاء سريع مع بيزوس ليتمكن من إعطائه زجاجة ويسكي بقيمة 3000 يورو (2600 جنيه إسترليني) اشتراها له كهدية زفاف.

قال: أدركتُ الشبه قبل ثلاث سنوات. لقد تغيرت حياتي كثيرًا منذ ذلك الحين. أينما ذهبت، يُناديني الناس: ‘جيف! جيف!.

لقد اقترب بشكلٍ مُثير من شبيهه ليلة الخميس عندما مرّ قاربٌ عنابيٌّ جميلٌ بجانبه. قال هاليجيلار: لقد رآني ولوّحتُ له، فأشار إليّ بإبهامه. كنتُ في غاية السعادة. بكيت.

نرشح لك : ثروة الملياردير الأمريكي جيف بيزوس تُحطم رقم قياسي في تاريخ الأثرياء.. الأسباب والتفاصيل

إذا تمكّن مدير التوصيل الألماني أخيرًا من مقابلة بيزوس، فلديه رسالة بسيطة: سأخبره أنني فخورٌ بشبهه. هذا كل شيء. إنه ليس مغرورًا، وقلبه كبير. إنه يُدخل الابتسامة على وجوه الناس، وأنا من أشدّ مُعجبيه.

(ويأمل أيضًا أنه إذا كان بيزوس يقرأ هذه المقالة، يُمكن لمُساعديه ترتيب لقاءٍ لتسليمه الويسكي).

ليوناردو دي كابريو يُحافظ على الهدوء أثناء صعوده على متن قارب

مع مرور اليوم، استمرت الاستعدادات السرية، وأحرقت شمس يونيو اللاذعة السياح والضيوف والصحفيين، حتى أن إحدى الزائرات التي كانت تتجول في سان جورجيو ماجوري هزت رأسها. كان هذا كله دليلاً، إن لزم دليل آخر، على النفوذ الهائل لأثرياء القرن الحادي والعشرين.

قالت المرأة، وهي من شمال إسبانيا: إنه أمر غريب. مئتان وخمسون ضيفًا وفاتورة بقيمة 50 مليون يورو؟ لهذا السبب لا أشتري أي شيء من أمازون .

نرشح لك :  زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز في حفل أسطوري بتكلفة 20 مليون دولار وتكهنات قانونية مثيرة