
معروف لدينا جميعا ان مع ازدياد اسعار الاستيراد سواء للمواد الخام التى تدخل فى صناعة الادوية او اسعار الادوية المستوردة التى يتم استيرادها بالكامل من الخارج ولا يتم تصنيعها بمصانع مصرية، فعندما ازداد سعر صرف الدولار زادت تكاليف واسعار البضائع المستوردة وبالتالى اصبح لزاما زيادة سعر المنتج النهائى ليتناسب مع اسعار تكلفته بالاضافة لهامش ربح مناسب لحلقات المشاركين فى دورة او سلسلة التوريد والإمداد بدأ من المورد (المصنع او المستورد) حتى يتم تسليم الدواء للمريض المصرى (المستهلك) مرورا بشركات الادوية والصيدليات، وهناك تفاوت شديد فى اسعار الادوية المستوردة والمصنعة محليا بشكل كامل.
سندان اقتصاديات ودخل المريض
هل سيستطيع المريض المصرى ان يشترى الدواء لنفسه ولأهل بيته ومن يعول زوجته وأولاده ووالده ووالدته، هل دخل المريض المصرى سيتحمل هذه الزيادة لبند الادوية فى بنود مصروفاته الحياتية، فهل سيظل الدواء فى متناول واستطاعة المريض المصرى ان يشتريه ويتعالج به، كل هذه اسئلة تدور فى خلد كل انسان مصرى ينظر للامر من منظور بسيط، فقد كان الدواء المصرى ارخص الادوية فى الوطن العربى كله ومع ذلك يقارن فى فعاليته ونتائجه الدواء المستورد فعندنا بمصر مجال صناعة الادوية به صيادلة كثيرة مصريين ووطنيين ووأكفاء ولديهم من دراسات وعلوم الصيدلة وتصنيع الدواء ما يكفى لان يكون الدواء المصرى متميز ومتوافر بمثائل وبدائل بأسعار متفاوتة و رخيصة.
ما هو دور صيدلى المجتمع فى ازمة زيادات اسعار الادوية؟
على الصيدلى توفير مثائل بنفس المادة الفعالة وبدائل رخيصة بنفس النتائج والفاعلية فى علاج الامراض، فصيدلى المجتمع هو اقرب فرد فى المنظومة الطبية للمريض المصرى ومتواجد بكل شارع من شوارع مصر فهو عالم وخبير بالادوية متواجد بصيدليته المفتوحة لخدمة جميع المرضى بمختلف طبقاتهم الاجتماعية بمختلف شرائح الدخل المختلفة للمريض المصرى وواجبا عليه ان يشارك بتوعية المريض لتوافر بدائل ومثائل رخيصة لكل دواء.
صيدلى المجتمع هو اقرب فرد فى المنظومة الطبية للمريض المصرى
ما هو دور مؤسسات الرعاية الصحية المختلفة بالأزمة؟
يتوجب على قنوات المؤسسات المختلفة الاعلانية والاعلامية توعية المريض بوجود مثائل وبدائل مختلفة بأسعار متفاوتة فعليه ان يسأل الصيدلى الخبير بالدواء عن اسعار الدواء وما هو الدواء الانسب اقتصاديا لدخله،
و على المؤسسات الطبية المختلفة ان تعمم على جميع السادة الاطباء بضرورة كتابة الدواء بالاسم العلمى او ضرورة طباعة جملة ” للصيدلى الحق بصرف المثيل او البديل المناسب” ليتلاشى مفهوم خاطئ عند الناس والمجتمع المصرى وتنتهى جملة مدمرة للاقتصاد ولسوق الدواء وهى جملة “بلاش بديل”، فكل الادوية المرخصة من هيئة الدواء والمصنعة محليا والمستوردة من الخارج هى بنفس الكفاءة والفاعلية طالما تم اجازتها وترخيصها من هيئة الدواء المصرية ولا يحق ولا يجوز لاى انسان سواء يعمل بالمنظومة الطبية او المريض ان يشكك بفاعلية دواء معين لصالح دواء او شركة انتاج معينة، فالدواء كله المتوفر بالسوق المصرى تم توفيره بجودة مناسبة جدا ويعطى نتيجة ممتازة فى علاج مختلف الامراض.
ماذا يجب على المريض المصرى فعله؟
علي المريض ان يسأل اقرب صيدلى مجتمعى له فالصيدلى هو الخبير بالادوية وتوافرها وخبير بمختلف اسعار الادوية والصيدلى المجتمعى هو الاقرب للمريض ولعائلته وظروفه الاقتصادية فهو جاره وصديقه وقريبه ومتواجد فى نفس الشارع الذى يتواجد به الصيدلية والذى يسكن به المريض، فهذا سيخفف كثيرا من ازمة زيادة اسعار الادوية والتى هى بين مطرقة زيادة اسعار الدولار وبالتالى تكاليف الانتاج والاستيراد وسندان اقتصاديات ودخل المريض المصرى.
ودمتم سالمين.

د. حسام حسن
مستشار الرعاية الصحية والخبير بقطاع الدواء
دبلومة في الادارة من جامعة ويلز البريطانية
ماجستير الإدارة في الصيدليات والمستشفيات
دراسات دكتوراة إدارة الاعمال جامعة القاهرة
نرشح لك : «الصحة»: نصدر الأدوية إلى 80 دولة.. وتوفير الإنسولين المستورد خلال 10 أيام