دكتور يسري الشرقاوي يكتب: «30 يونيو .. ويتجدد الأمل»

▪️▪️مما لاشك فيه ان ثورة 30 يونيو كانت ارادة شعبية واضحة مدعومة من الوازع الوطني والضمير الجمعي للشعب المصري الذي استيقظ وانتفض وانقض خوفاً علي وطنه وبلده ، خرج في حماية قواته المسلحة الوطنية عبر كل العصور ، رافضا اختطاف الدولة المصرية من عصابة الفاشية الدينية المأجورون الارهابيون الجواسيس .
لم يكن هذا التحرك والحراك الشعبي مدعوما الا من القلب والروح والحب والخوف علي الوطن ، لدرجة ان من لا يتحركون من منازلهم سواء نساء او شيوخ مسنين نزلوا للشارع مؤيدين وتوالي التأييد في 3 يوليو ثم التأكيد26 يوليو لدعم القائد البطل الذي حفر اسمه في صفحه من صفحات التاريخ بانه حمل روحه علي يده وقاد الشعب وصفوفه وتخلص وخلّص مصر من عمليات القرصنة العفنة والمستقبل اللامعلوم والمصير الصعب.
▪️▪️حقيقة الأمر ان كل من ادرك بعقل وعمق ما حدث في الشارع المصري في يناير 2011 والسقوط الامني التام للدولة ، وتحمّل الشعب مسئولية امن بلاده ذاتيا من وازعه الداخلي بالتناوب ليل نهار ،، سوف يتحمل كل هؤلاء اي تقصير او قصور او مرار معيشة من اجل عدم عودة هذا المشهد المهيب الذي ظّلّ ايام وشهور ، ومهما قست الايام اقتصاديا ، او قصرّت الحكومات المتعاقبة الا ان هؤلاء سيتحملون كل التحمل من اجل صورة هذا المشهد القبيح القابع في ذهن كل هؤلاء ،، لكن ماذا عن من كانت اعمارهم في تلك الايام في مستوى ال5 و6 سنوات وغير مدركين ، الان اعمارهم تقترب من ال19 وال20 عاماً ،،لم يستوعبوا المشهد وليس لهم اي ذنب ،، خضعوا لكافة انواع التجارب من تابليت – لبوكليت – لسقوط شبكة انترنت اثناء امتحان – وما ان وصل بهم القطار الي التعليم الجامعي وجدوا طبقية وغوغائية بين حكومية واهلية وتكنولوجية ” صحيح جيد التعددية التعليمية” لكن معظمهم غير مربوط بسوق العمل ومعظمهم مبني علي الاكتواء بلهيب اسعار التعليم لاسر مثقلة بالهموم ، بين اسعار وقود وطاقة وعلاج ودروس خصوصية ومساكن ،، فأحذروا كل الحذر من تكوين وتشكيل رصيد وعقلية هؤلاء الشباب الذين لايملكون في ذهنهم صورة لماحدث في 2011 ويملكون الان صورا متعددة لمشهد فيه ضعف ورتابة الممارسة السياسية ، والواسطة والمحسوبية والرشوة والفساد الاداري وضعف صور سوق العمل ،، وهم ايضاً خريجيون ضعفاء يرفعون معدلات البطالة وهم غير مؤهلين للعمل ولا للاخلاص لاصحاب الاعمال وغالبيتهم يحتاجون الثراء السريع عبر قطاع السمسرة العقارية او يصبحوا مديرون او فانز للسوشيال او ميكيب ارتيست …الخ ،، عقلية وايدولوجية تشكل ذاتيا في غياب الانظمة ( احذروا هؤلاء).
بعد 12 عاما من ثورة 30 يونيو المجيدة نقدم الشكر والتقدير والعرفان لكل مصري وطني كان له دور كبير وعظيم في هذه الثورة
▪️▪️بعد 12 عاما من ثورة 30 يونيو المجيدة نقدم الشكر والتقدير والعرفان لكل مصري وطني كان له دور كبير وعظيم في هذه الثورة ، لكن السؤال هنا الذي نود ان نطرحه ، هل مازالت مساحة التماسك والود والمحبة بين الشعب ورجال الشرطة المصرية مثل نفس الدرجة التي تحققت يوم30 يونيو ، علينا مراجعة هذه المعدلات ، بمنتهي الدقة ، وشفافية التقارير السيادية التي توضع بصدق امام متخذي القرار هي النجاة والمنجي الحقيقي لثبات الجبهة الداخلية ،، قياس حالة الرضا للسلطة القضائية ورجالها امر هام وبالغ الخطورة ،، تنقية مناخ الاستثمار وفك الدولة العميقة في منظمات ومجتمع الاعمال وتفكيك اللوبيهات والشلالية والاعتماد علي رجال الاعمال العصاميين الشرفاء وفسح المجال امامهم وتقليص دور الدولة واجهزتها في الاقتصاد واعتبار ان ما حدث كان مرحلة عقب مراحل زعزعة استقرار وكنا مضطرين والان وجب ان نكشف عن سياسات جديدة ناجزة وناجعة.
▪️▪️بعد 12 عاما من ثورة 30 يونيو نحتاج ثورة علي التطوير العقاري الذي افسد اقتصاد مصر شكلاً وموضوعاً وافسد واضر بالمجتمع في كل محاوره وطبقاته ، بلطجة مطورين الاّ قلة قليلة ،، وقوانين اذعان واكل حقوق و انتهازية لاصول الدولة ، وفي النهاية لن يصح ولا يصح الا الصحيح نحتاج ثورة علي الفساد الاداري وعلي الاعلام الردئ وعلي المحليات وعلي معوقات الصناعة والزراعة و علي السلوك المروري والانضباط وعلي الشاشات وعلي عالم الرياضة وفساد المنظومة الرياضية داخل الاندية والمنتخبات وتحديدا كرة القدم ،،وعلي صفحات السوشيال الرسمية تحتاج مزيداً من المصداقية،، مازلنا نأمل في حكومات مختارة بعناية وكفاءات ،، ولا نختار عناصر تتعلم في مقدرات الشعب وبعد كل فترة نعطيهم شهادة شكر ونبحث عن غيرهم ندور في نفس الفلك ،،اصلاح المحليات وانهاء قواعد البيانات السليمة الصادقة امر حتمي جدا ،، الاصلاح الداخلي هو اساس استقرار مصر ومازلنا بعيدين تماما عن بؤرة الهدف،، واؤكد انه لا خوف علي مصر من الخارج ومصر ورجالها قادرون علي صد اي مؤمرات او تدابير تحاك ضد مصر من الخارج ، أما الداخل فيحتاج ثورة ادارية يقودها الرئيس البطل تشفي غليل وصدور الشعب الذي مازال يحتاج الي من يحنو عليه.

نرشح لك : تعطيل العمل بالبنوك يومي الخميس المقبلين بمناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى ثورة 30 يونيو