د. حسام حسن يكتب: نواقص الأدوية بين الحقيقة والسراب
مشكلة خطيرة متعارف عليها خطأً بالدواء ومثيله وبدائله وتصنيعه وتوافره وفاعليته.
بلاش بديل.. هذه الجملة اللى تم تداولها بعض المرضى بفهم خاطئ، من أخطر ما يكون على توافر الدواء وعلى أزمة نقص الادوية رغم توافر مثائلها وبدائلها.
جملة حاربتها كل هيئات الدواء بكل دول العالم الغربى وحتى العربى فهناك دول عربية أصدرت قرارات بضرورة كتابة الدواء بالاسم العلمى وليس الاسم التجارى للدواء فى الروشتة الطبية.
اقتصاديات الشركات
جملة تسببت بخراب اقتصاديات الشركات المحلية وتسببت فى اساءة سمعة الدواء المصرى المحلى , جملة هدمت خطوط انتاج لشركات محلية وتسببت فى عدم تداول ادوية تعادل كفاءة الادوية العالمية نتيجة لجملة نشأت بسبب الدعاية والصرف على الدعاية بغرض كتابة صنف تجارى معين بالروشتة الطبية واجبار المريض على شرائه دون غيره من باقى الادوية بسوق الدواء والتى تتواجد بنفس المادة العلمية و الفاعلية وربما بأسعار انسب لاقتصاديات المريض المصرى.
جملة أنهكت المرضى بالبحث والعناء للعثور على دواء معين قد يكون توقف استيراده او توقف انتاجه بغرض زيادة سعره او بغرض بيعه بالسوق السوداء.
اذا نسأل أنفسنا بعض الاسئلة
هل يوجد نقص بالأدوية فى السوق المصرى؟
نعم يوجد نقص فى بعض الادوية التى يتم استيراد المواد الخام من الخارج ومع زيادة الدولار زادت تكلفة الانتاج وهذا امر يحدث فى كل السلع فبالتالى يحدث نقص استيراد حتى يتم تعديل سعر الدواء ليتناسب مع تكاليف انتاجه، ويعود للتوافر وهو امر طبيعى.
هل يوجد ادوية حيوية ناقصة بالسوق المصرى؟
فى الاونة الاخيرة الادوية المستوردة استيراد كامل من الخارج بالتأكيد زادت تكلفة الاستيراد عن سعر المنتج الحالى وهذا نقص مبرر نتيجة لطبيعة وظروف السوق كأى سوق بأى دولة.
ولكن هناك نقص غير مبرر لبعض الادوية والتى مازال سعر وتكاليف استيرادها مناسب لسعر البيع للمريض وعندما تنقص فهذا نقص متعمد لاحداث نقص ببعض الادوية كى يتم توريد الادوية للصيدليات بدون خصومات من مخازن وشركات الادوية واحيانا تبيعها المخازن والشركات والمناديب للمريض خارج الصيدليات بأزيد من سعرها وهذا مع الرقابة على الدواء تتلاشى هذه الظاهرة وهى ظاهرة بيع الادوية خارج الصيدليات لان الصيدليات هى المكان الرسمى الوحيد المرخص لتداول الدواء للمريض.
نعم يوجد ادوية بديلة لمعظم الادوية الناقصة سواء نقصت بشكل مبرر او غير مبرر، وهناك أدوية محلية بكفاءة عالية وبسعر رخيص مازالت تعتبر بدائل جيدة جدا بنفس المادة (مثائل) او نفس الفاعلية(بدائل), وتفيد المريض المصرى وتفيد اقتصاديات الشركات المحلية وبالتالى تعود بالفائدة على عجلة الاقتصاد المصرى من قطاع الدواء.
ما هو دور الصيدلى بالأزمة؟
الصيدلى هو الخبير الاول بالدواء وتفاعلاته مع الجسم وفاعليته لعلاج المرض او العرض وخبير بتصنيع الدواء وتفاعلاته الكيميائية والحيوية.
والصيدلى خبير بالادوية الموجودة بسوق الدواء وما هى مثائله بنفس المادة وما هى بدائله بنفس الفاعلية فيجب استغلال دور الصيدلى فى المنظومة الطبية التى تبدأ من الطبيب فى تشخيص المرض وتنتهى عند الصيدلى بصرف الدواء وتفاعلاته وتداخلاته وإخبار المريض بمثائله وبدائله وبأثاره الجانبية.
ما هو دور الطبيب بالأزمة؟
على الطبيب توعية المريض بأن هناك مثائل للأدوية وبدائل للأدوية وأن عليه أن يسأل الصيدلى الخبير بالدواء عن ذلك و أن يستفيد من وجود الصيدلى بالمنظومة الطبية جنبا الى جنب مع الطبيب كأفراد فريق عمل متكافئ كما يحدث فى كل الدول المتقدمة للوصول لأفضل نتائج فى علاج المرضى كل له دوره وكل منهم له تقديره.
د. حسام حسن
مستشار الرعاية الصحية والخبير بقطاع الدواء
دبلومة الإدارة جامعة ويلز البريطانية