رئيسىمقالاتمنوعات

د. رشا فهمي تكتب: «أنا مش عانس»

زادت ظاهرة تأخر سن الزواج في مصر وأيضاً في الدول العربية، وتلك الظاهرة لها أسبابها المنطقية من غلاء الأسعار وتكاليف الزواج الباهظة من المهر والأثاث أو تجهيز الشقة وأيضاً شبكة العروسة والفرح .. إلخ. لكن ليست هذه هي الأسباب المنطقية التي أقصدها لتأخر سن الزواج.

وهناك أسباب أخرى في العنوسة وأنا أرفض تلك العبارة عن الفتاة المتأخرة في الزواج. هناك أسباب تصنعها الأسرة وهناك أسباب تصنعها المظاهر الكذابة في المجتمع من هدايا العروسة أو ذهب أو من عائلات، ولابد من تقاليد الأخت لأختها أو البت خالتها أو عمها.. إلخ.

لكن هناك أسباب تجعل الفتاه تفكر مليون مرة قبل أن تلقي بنفسها لهذا المشروع الذي أعتقده مشروعاً فاشلاً خاصةً في العقود الأخيرة، فنحن مجتمع نلقي اللوم على الفتاه فقط. فهي من يقال عليها عانس وهي فقط من تتحمل مسؤلية هذا اللقب.

لقب عانس

لماذا إذا تأخرت الفتاة عن سن 30 عام، يطلق عليها لقب عانس ؟ ولا تطلق على الرجل الذي تأخر عن سن الـ30 ؟ وإلى متى تتحمل النساء المسؤلية كاملة ؟

البنت أصبحت في حالة خوف من الرجل الذي يطمع في مرتبها ؟ والرجل الذي يضربها ؟ والرجل الذي يخونها ؟ والرجل الذي يقهرها ؟ والرجل الذي يحزنها ؟

رجلٌ يخرجها من خانة آنسة إلى خانة متزوجة ثم إلى خانة مطلقة بسرعة رهيبة .. أصبحت الفتاة تدقق وتمعن في اختيار شريك الحياة بصعوبة بالغة.

ولذلك تتأخر الفتاة في الزواج لأنها تحتار في تحديد الرجل المناسب، فضلاً عن صعوبة الشاب نفسه في تجميع تكاليف الزواج.

فارس الأحلام

كل فتاة تحلم أن تكون زوجة أو أم، وترتدي الفستان الأبيض، ويأتي فارس الأحلام ويأخذها على الحصان الأبيض إلى جنة الحب والحنان والاحتواء.

ولكن في ظل الظروف الصعبة التي تؤدي إلى الطلاق أو حتى الخوف من الطلاق، تفضل الفتاه الحرية وراحة البال خوفاً من علاقة تلقي بها إلى التهلكة.

أرجو أن لا نطلق هذا اللقب المشؤوم على الفتيات مرة أخرى. لأن مصطلح العنوسة في حد ذاته ليس نهاية المطاف لأي فتاة.

وذلك رغم أن الرجل يطمئن المرأة لكي تأمنه على قلبها ونفسها، ورغم أن بعض الأهل يُحاولون تسهيل كلفة الزواج على الأبناء والبنات. ولكنّها ليست معضلة.

فمرحباً بالحرية دون ألقاب زائفة، ومرحباً بزواج مُرضي لكلا الطرفين، ومرحباً بإقامة علاقة مُقدّسة قائمة على الاستقرار الروحي والنفسي بين الطرفين.

د. رشا فهمي – أخصائي العلاج السلوكي والإرشاد النفسي وذوي الاحتياجات الخاصة

نرشح لك: 

د. رشا فهمي تكتب: «أزمة منتصف العمر»

د. رشا فهمي تكتب: «متنمرون يكرهون التنمر»

د. رشا فهمي تكتب «كيفية بناء طفل سوي نفسياً»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى