أسواق المالبنوكرئيسى

هشام عز العرب: خروج البنوك المركزية من التيسير الكمي خطر سيواجه الدول الناشئة

كتبت: أمل سعداوي

أكد الخبير المصرفي، هشام عز العرب، إن الإجراءات التي اتخذتها البنوك المركزية لمواجهة تداعيات جائحة كورونا كانت محاولة منها لإنقاذ الاقتصاد. مُشيرًا إلى أنها لو تركت الأمور على ما كانت عليه ومع استحقاق أقساط القروض على الشركات ونتيجة عدم وجود تدفقات نقدية لديها بسبب توقف الاقتصاد كانت ستحدث وقتها حالة إخفاق وستكون عملية مرعبة لمختلف اقتصادات العالم.

أضاف «عز العرب»، أن لهذا الأمر اختارت البنوك المركزية بعض القطاعات من أجل مد لها فترات الاستحقاق، فضلًا عن تقديم بعض التسهيلات لها، الخطوات التي كانت محمودة من البنوك المركزية على مستوى العالم.

التحدي الأكبر

أشار الخبير المصرفي، إلى أن التحدي الأكبر هو توقف البنوك المركزية عن تلك التسهيلات مستقبلاً من أجل العودة إلى نظامها القديم.

أكد «عز العرب»، أن بعض البنوك المركزية قامت بترك الأمور مفتوحة لمن يريد السداد أو التأجيل، مؤكدًا أن الأساس هو التأجيل.

تأجيل أم سداد؟

‏وتساءل الخبير المصرفي، هل التأجيل من مصلحة المستثمرين؟، لتكن إجابته أن التأجيل من مصلحة الشركات المتوسطة والصغيرة لأنها في حالة وصولها إلى مرحلة الإفلاس كان ذلك سيمثل تحدي أكبر للمستثمرين من الوضع الحالي.

التيسير الكمي

قال الخبير المصرفي، إنه مقابل الطلب من البنوك والجهات المانحة مد الأقساط وتعرضها لمخاطر مستقبلية فإن تلك البنوك تحتاج هي أيضًا لمساعدة وهو التيسير الكمي لتحقيق أرباح تساعدها في عمل مخصصات تحتاجها مستقبلاً.

ذكاء مؤكد

أكد «عز العرب»، أن لا أحد يتوقع مدة فترة تخارج البنوك المركزية من برامج التيسير الكمي حاليًا لكنها قرارات اتخذت. مؤكدًا أن الذكاء في تخارج تلك البنود من البرامج دون ترك آثار مدمرة على الاقتصاد

أوضح الخبير المصرفي، أن نتيجة الخروج من برنامج التيسير الكمي ستختلف من بنك مركزي لآخر.

حساسية شديدة

أشار «عز العرب»، إلى أن المعروض النقدي غير الطبيعي هو نتيجة شراء البنوك المركزية الديون من أجل تمويل عجز الموازنة في البلاد. مؤكدًا أنه أمر ليس طبيعي للاقتصاد لكنه حدث بسبب ظروف معينة والتخارج منها خطير جدًا إن لم يطبق بحساسية شديدة لتطورات السوق.

العقل المخطط 

أكد الخبير المصرفي، أن الولايات المتحدة هي المحرك الأول للاقتصاد العالمي تليها الصين. مُشيرًا إلى أن الأولى ستعمل كل ما يصب في مصلحتها، مع الأخذ في الاعتبار التوازنات بين القوى العظمى وتأثير إجراءاتها المزمعة في الاقتصاد العالمي.

لكن الأساس هو التخارج من برامج التيسير الكمي ورفع أسعار الفائدة لصالح اقتصادها، مؤكدًا أنه يجب على الدول الأخرى التي ستتأثر بتلك الإجراءات أن تُعد العُدة لما هو قادم لأن ما هو قادم أصعب كثير جدًا مما سبق وقت جائحة كورونا.

وأوضح «عز العرب»، أن الولايات المتحدة من مصلحتها قوة الدولار مع ارتفاع التضخم لتخفيض الضغوط التضخمية لديها وتكرر ذلك على مدار عشرات السنوات الماضية، ولا بد أن نتوقع ارتفاع الدولار، وكيف تضبط الدول ميزان مدفوعاتها وأرقام تقييم عملتها المحلية.

أسباب تاريخية واقتصادية

تابع الخبير المصرفي، أن بعض الدول مثل دول الخليج عملتها ثابتة أمام الدولار لأسباب تاريخية واقتصادية، لكن المشكلة ستكون في الدول التي لديها عملة تتحرك أمام الدولار، وبعض الدول بدأت ما يُسمى «حرب العملات» لتخفيض سعر عملتها، لتشجيع اقتصادها وصادراتها لكن بعض الدول الأخرى متخوفة من الآثار التضخمية لتخفيض عملتها.

أكد «عز العرب»، أن الولايات المتحدة رفعت سعر الدولار أمام الإسترليني واليورو لكن الرفع يتم ببطء ولذلك لا يُحس به، لكن وتيرته على الأسواق الناشئة ستتم أسرع من ذلك.

شدد الخبير المصرفي، على ضرورة وضع البنوك المركزية في الدول الناشئة خطط عمل وليس خطة واحدة من أجل التعامل مع تلك الأوضاع كرد فعل تجاه كل متغير.

فرصة ذهبية

ونوه «عز العرب»، عن وجود فرصة غير عادية أكثر منها تحدي للأسواق الناشئة حاليًا في ظل ما شهده العالم وسلسلة التوريد ومشكلات الصين خلال الفترة الماضية، وتغير اقتصاد الصين في اتجاه أكثر للتكنولوجيا المتقدمة، فيمكن للدول النامية لا سيما دول الشرق الأوسط أن تحل محل الصين في بعض المنتجات، خاصة بعد تعلم دول العالم دراسًا ألا وهو أن الصين ليست المصنع الوحيد لتلك المنتجات.

استراتيجيات سليمة

لذك وجود الشرق الأوسط وسط العالم يمكنه توفير المنتجات لآسيا وأوروبا، وتلك فرصة عظيمة لو وضعت الدول استراتيجيات سليمة لتحل محل جزء من منتجات الصين.

الخطر الأكبر

وأكد الخبير المصرفي، أن الخطر الأكبر على الدول الناشئة في 2022 هو الخروج من برنامج التيسير الكمي بوتيرة أسرع، لأنه قد يتسبب في ارتفاع التضخم في الدول التي تحرك أسعار العملات مع ارتفاع أسعار الفائدة وخدمة الدين.

إقرأ أيضًا: «خبير» يوضح ثمار مشروع توشكى بعد إعادة إحياءه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى