كتب- مجدي دربالة
تترقب الأسواق العالمية مساء اليوم الأربعاء، قرار اجتماع الاحتياط الفيدرالي الأمريكي بقيادة جيروم باول، الذي بدأ أمس اجتماعاً للجنة السياسة النقدية.
وذلك لحسم قرراه بشأن أسعار الفائدة وسط توقعات بأن يميل إلى الإبقاء عليها، دون تغيير مع إعطاء المزيد من الإشارات على خطوته المقبلة، وربما منح الأسواق تلميحًا عن موعد انتهاء موجة التشديد النقدي التي أطلقها في مارس 2022.
وفي اجتماع السياسة النقدية السابق خلال يومي 30 أبريل والأول من مايو الماضي، أبقى الفيدرالي على أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ 23 عامًا 5.25% و5.50%.
وأظهر محضر الاجتماع أن صناع السياسة في أكبر بنك مركزي في العالم، لديهم تخوفات حيال الوقت المناسب للبدء في خفض أسعار الفائدة وسط استمرار تحرك معدلات التضخم بعيدًا عن مستهدفات الفيدرالي البالغة 2%.
أبرز التوقعات
وفقًا لاستطلاع رأي أجرته شركة البحوث المالية FactSet الأمريكية، فمن المتوقع أن يبقي صناع السياسة النقدية خلال اجتماع اليوم على سعر الفائدة كما هو دون تغيير، وسط استمرار تحرك معدلات التضخم أعلى مستوى 3%.
يشار إلى أن معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة خلال أبريل الماضي تباطأ إلى 3.4% من 3.5% في مارس، فيما سجل زيادة على أساس شهري بقرابة 0.3%.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ميوتشوال أوف أمريكا كابيتال لإدارة الأصول ستيفن جيه ريتش، في مذكرة حديثة، إن الفيدرالي خلال صيف 2024 من غير المرجح أن يتجه صوب خفض الفائدة وسط استمرار تحرك معدل التضخم أعلى مستوى الـ2%.
هذا على الرغم من أن تأخير قرار خفض الفائدة يضر بالمستهلكين أصحاب الدخل المتوسط والمنخفض إذ يكافحون من جهة تضخمًا مرتفعًا، كما يواجهون ارتفاعًا في تكاليف الاقتراض.
تراجع التضخم
حذر “بنك أوف أمريكا”من أن مؤشرات الاقتصاد حتى الآن ليست كافية لمنح الفيدرالي الثقة اللازمة للتحرك صوب خفض الفائدة، فلا تراجع ملحوظ للتضخم ولا تباطؤ قوي للاقتصاد، ووفقا لاستطلاع أجرته وكالة رويترز خلال الأسبوعين الماضيين، فمن المتوقع أن يتراجع معدل التضخم الشهري في أمريكا خلال مايو إلى 0.1% من مستوى 0.3% المسجل في مايو، فيما أظهرت بيانات سوق العمل الأمريكية أن الاقتصاد أضاف خلال مايو 272 ألف وظيفة ارتفاعًا من 165 ألفًا في أبريل.
يتفق مع بنك أوف أمريكا غالبية بنوك وول ستريت، وأبرزها جولدمان ساكس وجيه بي مورجان وسيتي جروب، وتشير توقعاتهم إلى تثبيت الفيدرالي اليوم لمعدلات الفائدة دون تغيير على أن يبدأ خلال الربع الثالث من العام خفض الفائدة.
وصرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في أكثر من موقع، بأن الفيدرالي يفضل الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة إلى حين اقتراب معدلات التضخم من مستهدفها عند 2%، لا سيما وأن خفض الفائدة ينطوي على مخاطرة تأجيج جولة جديدة من ارتفاعات الأسعار.
موعد خفض الفائدة الأمريكية
في أبريل الماضي، اضطر بنك جولدمان ساكس إلى تعديل توقعاته بشأن موعد أول خفض لأسعار الفائدة الأمريكية منذ قرابة 4 أعوام.
وذلك في أعقاب تسجيل معدل التضخم السنوي في مارس ارتفاعا بـ0.3% ليصل إلى 3.5% ، وحاليا يتوقع جولدمان ساكس أن يبدأ الفيدرالي خفض الفائدة في يوليو مقابل توقعاته مطلع العام لأن يكون هذا القرار في يونيو الجاري.
لم يستبعد البنك الشهير ألا يقر الفيدرالي أي خفض للفائدة حتى نهاية 2024، لكن بنك جيه بي مورجان ومؤسسة ستي جروب يتوقعان أن يبدأ المركزي الأمريكي التخلي عن تشديد السياسة النقدية اعتبارًا من يوليو المقبل.
بينما يرجهح بنك يو بي أس السويسري أن يبدأ الفيدرالي خفض الفائدة اعتبارًا من سبتمبر.
ومن جانبه، رأى كبير المستشارين الاقتصاديين لدى إليانز محمد العريان في مقابلة مع “فوكس بيزنس” الأسبوع الماضي، أن الفيدرالي يجب أن يبدأ خفض الفائدة في يوليو وليس سبتمبر . وذلك لعدة أسباب أهمها أن الاقتصاد بدأ يتباطأ في قطاعات حيوية كالإنتاج الصناعي والتجزئة، ورجح أن يخفض الفيدرالي الفائدة هذا العام مرة أو مرتين.
في الوقت الحالي تتوقع الأسواق الأمريكية فرصة بنسبة 56٪ تقريبًا لبدء خفض الفائدة في سبتمبر المقبل.
وذلك نزولا من مستوى 78% المسجل مطلع يونيو، ورجح استطلاع رأي أجرته رويترز خلال الفترة من 7 إلى 13 مايو الماضي أن يخفض الفيدرالي الفائدة مرتين هذا العام بدءًا من سبتمبر.