أسواق المالرئيسىعقاراتملفات وتقارير

أزمة ديون «إيفرجراند» الصينية تهدد الأسواق المالية العالمية

كتبت: أمل سعداوي

يعيش المستثمرون في العالم مخاوف شديدة، في الوقت الحالي، بسبب الأزمة المالية الكبرى التي تعرضت لها شركة التطوير العقاري العملاقة «إيفرجراند» في الصين.

وبلغ إجمالي قيمة مديونية «إيفرجراند» نحو 2 تريليون يوان صيني، بما يعادل نحو 300 مليار دولار أمريكي، فيما تدهورت السيولة النقدية في الشركة إلى أدنى مستوى منذ 6 سنوات.

وأصبحت «إيفرجراند» عنوانًا رئيسيًا لأزمة سوق العقارات الصيني، وسط مخاوف كبيرة من امتداد الأزمة إلى قطاعات البنوك وأسواق المال، وتحوّلها إلى أزمة مالية عالمية على غرار انهيار بنك «ليمان براذرز» الأمريكي الذي مهد للأزمة المالية العالمية في 2008.

وتعد شركة إيفرجراند الأكبر المديونية على الأسواق العالمية، حيث انخفضت أسهمها في بورصة هونج كونج.

هبوط أسهم إيفرجراند الصينية بنسبة 85% منذ بداية العام

هبطت أسهم عملاق العقارات الصيني «إيفرجراند» بنسبة 85% منذ بداية العام الجاري، مع تفاقم ديونها أعلى 300 مليار دولار، وذلك رغم أن الاستثمارات العقارية في الصين زادت بنسبة 16% خلال الـ8 شهور الأولى من هذا العام بالمقارنة مع مستوى عام الوباء.

وذكرت وكالة بلومبرج أن أسعار أسهم شركة إيفرجراند تعاني من هبوط متواصل على مدار العام الجارى لدرجة أنها خسرت فى الجلسات الخمس الأخيرة فقط 40% من قيمتها بعد أن ظهرت أزمة ديوها منذ بداية عام 2018.

بداية الأزمة في العملاق الصيني

وبدأت القصة عندما تخلفت الشركة عن سداد ديون بأكثر من 4 مليارات دولار، ثم جاء عام كورونا «زاد الطين بلة» لدرجة أنها منحت فى أواخر عام 2020 تخفيضات على وحداتها وعقاراتها بحوالى 30% فى محاولة لجذب العملاء.

الأمر الذي دفع الصين تعمل جاهدة لحل تلك الأزمة التي أثرت على حركة الأسواق، حيث قامت بضخ 14 مليار دولار في النظام المصرفي من أجل توفير السيولة.

ووفقًا لمصادر صينية، فإن السلطات الصينية قد أبلغت البنوك الكبرى الدائنة لمجموعة إيفرجراند جروب الصينية، بأن المجموعة من المحتمل أن تتوقف عن سداد فوائد الديون المستحقة عليها خلال الأسبوع المقبل.

هبوط أسواق المال العالمية

تراجع مؤشر Hang Seng بنسبة 3.87%، وهبط أسهم “China Evergrande Group” بنسبة 17% تقريبًا، وانخفض مؤشر “Hang Seng Properties” إلى أدنى مستوى خلال 52 أسبوعًا.

وانخفض مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان بنسبة 1.8%.

ويُشار إلى أن الأسواق في البر الرئيسي للصين واليابان وكوريا الجنوبية مغلقة يوم الاثنين بسبب العطلات.

الهدف المحوري لشركة إيفرجراند

قامت الشركة الصينية العملاقة برهن بعض ممتلكاتها ومعداتها من أجل تأمين سداد جزء من القروض.

وأعرب رئيس مجلس إدارة إيفرجراند الصينية «هوي كا يوان» عن تقديره وشكره للعمل الشاق للموظفين، مؤكدًا أن الشركة ستقدم مشاريع عقارية كما تعهدت، وستفي بالمسؤوليات تجاه مشتري العقارات والمستثمرين والشركاء والمؤسسات المالية.

وأضاف «هوي كا يوان»: «أعتقد أن الجهود المتضافرة والعمل الجاد، ستخرج «إيفرجراند» من أحلك لحظاتها، وتستأنف الإنشاءات على نطاق واسع في أقرب وقت ممكن، وتحقق الهدف المحوري المتمثل في تسليم المشاريع العقارية كما تعهدت».

ولكن رئيس الشركة لم يوضح ما الطريقة التي ستحقق بها ذلك.

إعادة النظر في الاستثمار الصيني

وعلى الصعيد الآخر، قال الخبير الاقتصادي، محمد العريان، إن عمليات الشراء والبيع في أسواق الأسهم العالمية اليوم تُشير إلى أن المستثمرين يعيدون النظر في مدى استدامة الاستثمار في الصين.

وأضاف «العريان»، إن السوق الصيني يمر في الوقت الحالي بمرحلة انتقالية وهناك حديث بين المستثمرين بأن إيفرجراند من الممكن أن يعيد تكرار سيناريو “ليمان براذرز” بالنسبة للصين، وذلك في إشارة لانهيار بنك الاستثمار الأميركي الذي تسبب في الأزمة المالية العالمية لعام 2008.

ونفى الخبير الاقتصادي، احتمالية حدوث أزمة مالية أخرى على غرار عام 2008، قائلاً “لا أعتقد أننا وصلنا لهذه المرحلة.. لكن هذا الشعور موجود”.

وقال «العريان»: “السؤال الكبير هو هل تتعرض لحادث في السوق أو خطأ في السياسة يشكل الحالة السلوكية للأسواق لشراء الانخفاضات، وهذا ما سيتم اختباره خلال الجلسات القليلة المقبلة”.

نرشح لك: التحليل الأسبوعي للأسواق العالمية والمحلية خلال الفترة من 3 لـ 10 سبتمبر 2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى