حوادث وقضايارئيسىملفات وتقارير

علماء نفس واجتماع وقانون يُفسّرون أسباب ظاهرة القتل بين الأزواج

طبيب: الضغط النفسي أحد مسببات جرائم القتل بين الأزواج وأيضاً دراما الأفلام

أستاذ علم اجتماع: اختراق الخصوصية أحد مسببات القتل بين الأزواج والزوجات

محامي يؤكد أن القانون رادع وكافي لقضايا القتل ولا محال من عقوبة الإعدام

ناقد فني: السينما والدراما قديماً ناقشت القتل الزوجي بشكل أفضل من الآن 

تحقيق – فاطمة عماد

انتشرت حالات القتل بين الأزواج في المجتمع العربي، خلال الآونة الآخيرة، بعد الإعلان عن عدد من جرائم القتل البشعة، كقتل زوجة لزوجها لرغبتها في شراء تكييف، وأخرى قتله بسبب رغبته في الزواج بأخرى، وطعن زوج لزوجته الصيدلانية وهي تصلي.

نرشح لك: تعرف على أبشع جرائم القتل في مصر خلال 2020

وأصبحت جرائم قتل الأزواج ظاهرة لابد من الوقوف عندها لتفسرها من قبل أخصائيين نفس واجتماع وقانون لمعرفة مدى خطورتها خلال الفترة المقبلة.

طبيب: الضغط النفسي أحد مسببات جرائم القتل بين الأزواج

علي النبوي – أستاذ الأعصاب والطب النفسي بجامعة الأزهر

أكد علي النبوي، استشاري الأعصاب والطب النفسي بجامعة الأزهر، أن ظاهرة القتل بين الأزواج التي انتشرت هذه الأيام على المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي ترجع إلى ضغوط نفسية وكذلك تغيّر قيم المجتمع نحو ثوابت نشأ عليها منذ سنوات طويلة.

وذكر استشاري الطب النفسي، أن في منتصف الثمانينات كانت هناك حادثة شهيرة، حيث قامت سيدة بتقطيع زوجها ووضعه في أكياس وتوزيعها في صناديق القمامة، وأخذت تلك الحادثة صدى كبير رغم عدم وجود «فيس بوك» أو «إنستجرام» لأنها كانت صادمة للمجتمع المصري والعربي.

نرشح لك: ممثلة مصرية تقتل زوجها بـ«زجاجة» بسبب صفعها على وجهها

أوضح علي النبوي، أن تلك الحوادث تتكرر كل فترة من الزمن، لكن زادت هذه الأيام بسبب سهولة وسرعة تداول الأخبار، ويرجع ذلك لكثرة الضغوط التي تتعرض لها الزوجة ولا تنفث عن نفسها بالتعبير اللفظي والحوار، وإنما تردد كلمة (لو انت مهتم كنت هتفهمني من غير ما أتكلم).

وقد يرجع العنف بين الأزواج إلى اضطرابات شخصية لدى بعض الزوجات مثل السيكوباتية والشخصية المندفعة، وكذلك تهوين الحدث لدى الزوجات مثل أخذ الأمر بسخرية واستهتار وعدم إبراز نتيجة العقاب فيما بعد كي يتعظ أي إنسان ويراجع نفسه.

رؤية العنف الزائد في الأفلام والمسلسلات يزيد معدّل الجرائم

القتل بين الأزواج

وأضاف الاستشاري النفسي: «وقد يرجع عنف الزوجات أيضاً إلى أمراض القلق والاكتئاب خاصة بعد الولادة، و تلجأ  الزوجة لتعاطي المخدرات كي تعالج القلق فقد وجد أن بعض النساء تدخن السجائر، وأحياناً تلجأ لمخدر الحشيش أو الترامادول .

أوضح علي النبوي، أن هناك نساء اعتادت رؤية العنف ضد الأزواج في دراما الأفلام والمسلسلات، منها إذابة رجل في بانيو الحمام في أحد مسلسلات رمضان، ومثل تلك المشاهد تزيد  من جرأة المشاهدين للإقدام على العنف، كما يرجع السبب أيضا في تصعيد العنف بين الزوجين بسبب أمور تافهة وخلافات عادية ومعظم الزوجات كانت لا تقصد القتل.

اختتم حديثه، أنه يجب عمل حلقات إعلامية ومقالات أدبية لتوعية الشباب قبل الزواج عن طرق التدريب على حل الخلاف بدون عنف ومراعاة مشاعر الطرف الآخر.

أستاذ اجتماع: اختراق الخصوصية أحد مسببات القتل الزوجي

الدكتورة هالة منصور – أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها

قالت هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، إن اختراق الخصوصية بين الأزواج يسبب مشاكل ومشاحنات كبيرة، ودائما هناك توتر بين الزوجة وأهل الزوج ونفس الوضع للزوج، حيث يتقبل من أهله التدخل ولا يتقبله من قبل أهل زوجته؛ ومن هنا تبدأ المشاكل بين أفراد الأسرة.

أضافت أستاذة علم الأجتماع، أن قتل الأزواج ليس بسبب تدخل الأسرة فقط، ولكن يرجع إلى العنف الأسري مع ضغوط نفسية كبيرة في ظل زيادة طموح الزوجة برغبة الحصول على إمكانيات أكبر من وضعها المادي.

لفتت «منصور»، إلى أن مفهوم الرضا اختفى في مستوى العلاقات الزوجية، كما أن المجتمع له دور كبير فى نشر عمليات القتل بين أفراد الأسرة وخاصة أن الدراما والسينما أصبحت تتجه مؤخراً لنشر العنف والبلطجة.

لابد من الرجوع لتطبيق ثوابت المجتمع ونشر القيم الدينية

أبشع جرائم القتل في مصر

ذكرت أستاذة علم الاجتماع، أن لابد من تقليل حالات العنف الحالية والرجوع لتطبيق ثوابت المجتمع ونشر القيم الدينية بين أفراده، كما أن القوانين موجودة لتجريم القتل إلا أن هناك بطء في تطبيقه نظراً لكثرة القضايا.

وأوضحت أن الأسرة حالياً تختلف عن الماضي فهناك حالة من فقدان الحوار العائلي داخل الأسرة الواحدة، ويرجع ذلك بسبب وجود التكنولوجيا وتطبيقات السوشيال ميديا التي أثرت بالسلب على المجتمع.

وقد انتشرت في الحياة الأسرية بعض الصفات السيئة منها عدم الاقتناع وعدم الرضا وشيوع الأنانية وزيادة الطموح المادي.

والسوشيال ميديا قد يكون لها خطورة بالغة على سلامة المجتمع ولابد من تحجيمها، لأنها تنقل عادات سيئة مبالغ فيها، منها أساليب وطرق القتل بين أفراد المجتمع.

محامي: القانون رادع وكافي لقضايا القتل ولا محال من الإعدام

القتل بين الأزواج

قال الاستشاري القانوني مجدي بدر، إن القانون والتشريعات لقضايا القتل كافية، وخاصة وأن القتل حكمه الإعدام فلا محال من فرض العقوبة، ولابد من تنفيذ أحكام القتل بشكل سريع .

ناقد فني: أفلام الجريمة قديماً تم تناولها بشكل أفضل من الآن

برنامج رامز
الناقد الفني أحمد سعد الدين

قال الناقد الفني أحمد سعد، إن السينما والدراما تناولت مشاكل القتل والثأر قديماً بشكل جيد، وتم تناولها عن طريق الكوميديا الساخرة، التى تجسدتها أفلام الفنانة ماري منيب، والفنان إسماعيل ياسين.

تابع الناقد الفني، أن هناك عدد من الأفلام تناولت سيطرة الأم على أبنائها والتى من ضمنها ، فيلم قصير للفنانة فاتن حمامة مع المخرج سعيد مرزوق حيث جسدت دور أم  تتطلب من ابنها أن يقوم بالثأر من أحد الأشخاص والقيام بجريمة قتل.

فضلاً عن أفلام أخري لقتل الأب لأولاده بتحريض من زوجته ومنها فيلم «البوسطجي» وفيه قتل الأب ابنته لأن زوجته حرضته حين قالت له أن ابنته حامل من شخص أخر.

السينما والدراما الفنية دروهم توعية المجتمع من قضايا القتل فقط

قتل الأزواج

أضاف أحمد سعد، أن ظاهرة القتل موجودة في المجتمع منذ فترة، ولكن دور السينما والدراما أن تقوم بانعكاس ما يحدث بالمجتمع في صورة عمل فني جيد توعوي، إلا أن بعض الأفلام قد حركت المسئولين في الدولة لتغير بعض القوانين مثل فيلم «كلمة شرف» للفنان فريد شوقي.

ذكر الناقد الفني، أن على الرغم من تناول السينما والدراما لعمليات القتل بين الزوج والزوجة وعرضها على شاشات السينما والتليفزيون، خلال الفترات الماضية إلا أنها  حتي الآن  لم تؤثرعلى قرارات الدولة، كما أن قوانين القتل موجودة منذ القدم وتطبق على أى جريمة قتل سواء بين الزوج والزوجة أو غيرها من القضايا.

نرشح لك: الجديد في قضية الممثلة عبير بيبرس بعد قتل زوجها وأخذ صورة سيلفي مع الجثة

لفت «سعد الدين»، أن السينما عرضت قضايا القتل بين الزوج والزوجة بشكل جيد ولكنها تعرض المشكلة فقط لأن الحل في القانون وهو موجود وتطبقه الدولة المصرية بكل قوة وعدالة، كما أن أسباب جرائم القتل ترجع إلى تداول الحديث عن خصوصيات الزوج والزوجة بين الأهل، ما يصل أحياناً إلى جرائم القتل الحالية.

طالب الناقد الفني، أن يتم مناقشة قضايا القتل بين الزوج والزوجة من كل الأوجه بدور السينما والأعمال الدرامية خلال الفترة القادمة نظراً لخطورة الموقف، كما أن تردى الحالة الاقتصادية للمواطنين والعصبية في التعامل فيما بينهم أدى إلى خلافات تصل إلى القتل.

ناقد فني يؤكد خطورة السوشيال ميديا بنشر جرائم قتل المتزوجين

ذكر أحمد سعد، أن السويشال ميديا لها دور سلبي في المجتمع وسلبي للغاية وخاصة وأنها ساعدت على نشر القضية بشكل سريع فى المجتمع وبكل تفاصيل طريقة القتل .

كما طالب الناقد الفني، بتوفيرأفلام لعرض قضايا اجتماعية موجودة في المجتمع، فالأفلام الحالية لم تناقش هذه المشاكل فالبعض موجه للكوميديا ونشر موضة القتل والبلطجة وهذا يعد خطراً على المجتمع المصري.

استكمل حديثه، أن فيلم «المرأة والساطور» كان توعوياً للمجتمع، حيث ناقش قضية قتل الزوجة للزوج في إطار توعوي للمواطنين وليس ما يحدث الآن من خرق لثقافة المجتمع المصري.

كما أن السينما تعلم الأطفال البلطجة، والرقيب المتثمل في الدولة المصرية لا يستطيع أن يوجه الفيلم، لكن بدوره يمنع عرض عدد من المشاهد، لكن المنتج هو أساس الفيلم فالمنتج يجب أن يكون فنان لأنه يحدد مسار الفيلم والكاتب الجيد أيضاٌ مطلوب.

اختتم حديثه، أن ثقافة المجتمع حالياً في أسوء حالاتها، ويفضل الجمهور أن يشاهد الكوميدي أو الساخر أو الأكشن وليس التراجيدي، كما أن أفلام التلفزيون توعوية ولكن غير قابله للربح، والبحث عن الربحية بدور السينما هو ما وراء تفشي ثقافة البلطجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى