«المُر» يوضح أسباب وأعراض «فيروس نيباه الجديد» وطرق الوقاية منه
كتبت: دنيا عبدالله
انتشرت أنباء في الفترة الأخيرة عن فيروس نيباه وخطورته، على الرغم من أن ضحايا الفيروس لم يبلغ الألف منذ ظهوره حتى الان، إلا أن التحذير الخطير الذى نشرته جريدة الجارديان البريطانية الشهيرة مؤخرا أعاد خطره إلى الأذهان والذاكرة.
ذلك وفقا للتقرير العلمي الذى أصدرته منظمة الصحة العالمية عام 2018 يتضمن الأمراض التي قد تسبب خطورة ويمكن أن تحدث أوبئة شديدة، والتي يجب تكثيف البحوث لمواجهتها ومن بينها مرض نيباه، إذ لا يوجد أي علاج أو تطعيم له حتى الآن.
كشف الدكتور عبداللطيف المر، أستاذ الصحة العامة بطب الزقازيق، أن «نيباه» هو مرض فيروسي معدي بين الحيوانات والبشر، تم اكتشافه لأول مرة في مدينة “نيباه” بماليزيا عام 1998، وقد تسبب الوباء آنذاك في إصابة حوالى 300 شخص ووفاة 100شخص منهم.
كما أحدث فيروس «نيباه» خسائر اقتصادية كبيرة بسبب إعدام مليون خنزير للقضاء على الوباء آنذاك، ولحسن الحظ لم يتكرر الوباء في ماليزيا مرة أخرى، مشيرا إلى أنه تم تسجيل وبائيات محدودة شبه سنويا بعد ذلك فى الهند و بنجلاديش، وقد تسببت في وفاة حوالى 800 شخص منذ ظهوره وحتى الان.
أضاف عبد اللطيف المر، في تصريحات خاصة لموقع عالم البيزنس، أن من الضروري أخذ الحذر الشديد، فلا يوجد تطعيم لا للبشر أو الحيوانات لذا يجب الحذر وإتخاذ طرق الوقاية، خاصة في المناطق التي قد تتواجد بها خفافيش الفاكهة مثل الهند وباكستان وتايلند.
عبداللطيف المر يوضح خطوات الوقاية من الفيروس
– غسل الأيدي بالماء والصابون بانتظام.
– عدم التعرض إلى خفافيش الفاكهة وسوائلها.
– عدم الاختلاط غير المحمي مع الخنازير المريضة.
– حماية الاطقم الطبية بتطبيق إجراءات مكافحة العدوى جيدا.
– عدم الإختلاط مع المرضى أو سوائلهم مثل اللعاب أو البول أو القطيرات التنفسية.
– طهى الطعام جيدا والحذر من تلوث المواد الغذائية بسوائل الخنازير أو خفافيش الفاكهة.
المر: الإحتكاك المباشر يسبب العدوى
أضاف أستاذ الصحة العامة، أن العائل الطبيعي للفيروس هو خفافيش الثمار (والتي تعرف باسم الثعالب الطيّارة)، تستطيع أن تنقل الفيروس إلى الخنازير أو البشر، أما الخنازير فهى تمثل العائل الوسيط.
أوضح الدكتور عبد اللطيف المر، أن طريقة انتقال الفيروس إلى الحيوانات أو البشر، قائلا:” السبب الرئيسي في انتقال العدوى هو الاحتكاك المباشر بين الإنسان وبين الخنازير، أو الخفافيش أو سوائلهم.
مثل الدم واللعاب والبول والقطيرات التنفسية، وتناول الطعام وخاصة الفواكه الملوثة بسوائل الخفافيش أو الخنازير المصابة، أو المخالطة اللصيقة بين إنسان وبين آخر مصاب أو سوائله (مثل الرذاذ أو القطيرات التنفسية من فم أو أنف المصاب).
وأشار الدكتور عبد اللطيف المر إلى أن فترة حضانة الفيروس، تتراوح ما بين 4 إلى 14 يوم (وقد تكون أكثر من ذلك).
أعراض فيروس نبياه
قال استاذ الصحة العامة، أن الشخص المصاب قد لا يشعر بأى أعراض أو قد توجد أعراض خفيفة، لكن هناك مرحلتين هما:
المرحلة الأولى من الأعراض، قد تشمل واحدا أو أكثر أو كل الأعراض التالية: الحمى، الصداع، الكحة، التهابات الحلق، صعوبة التنفس، القئ.
تعتبر المرحلة الثانية أشد خطورة، وهى اعراض التهابات الدماغ مثل: الدوخة، الإرتباك، عدم التركيز، وعدم إدراك الوقت أو الأشخاص ما نوبات من الصرع.
وقد تحدث الإغماءات و التورم في الدماغ بسبب التهابه، مؤكده أن نسبة الوفاة كبيرة جدا تتراوح ما بين 40 إلى 70% من الحالات.
أشار المر إلى أن هناك صعوبة في تشخيص المرض في مرحلته الأولى، بسبب تشابه الأعراض مع الكثير من امراض الجهاز التنفسي، مضيفا ان يمكن تشخيصه في الأماكن الموبوءة.
كما توجد العديد من الفحوص التي يمكنها اكتشاف المرض سواء في مراحله الأولى أو المتأخرة مثل مسحات الحلق PCRأو وجوده بسوائل الجسم المصاب كما يمكن إجراء فحص الأجسام المضادة IgG و IgM .
الدول المنتشر فيها «فيروس نيباه» مصر ليست منها
وأضاف المر أن البلدان التي تنتشر بها خفافيش الفاكهة العائل الطبيعي للفيروس، هي وجود فيروس نيباه في الصين، الهند، باكستان، كمبوديا، اندونيسيا، الفلبين وتايلاند، غانا ومدغشقر، ومصر لسيت من بينهما.
مؤكدا أن لم يتم رصد أي حالة إصابة فيروس نيباه في مصر، ونطمئن المواطنين بوجود نظام ترصد قوى وفعال في وزارة الصحة.
وتهدف الوزارة إلى رصد الأمراض المعدية بدقة، وجدير بالذكر أن خفافيش الفاكهة، وكذلك تربية الخنازير لا تنتشران في مصر.
أكد المر، أن الفيروس لا يوجد له علاج مخصص لمرض نيباه سواء للبشر وللحيوانات، ولذلك يتم تقديم العلاج الداعم للمريض و التعامل مع الاعراض والمضاعفات.
اشار استاذ الصحة، إلى أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة هم، القوى العاملة الطبية، والعاملين في حظائر الخنازير، أو من يتعرضون لخفافيش الفاكهة باستمرار.
