رئيسىصحة

أستاذ بطب المنيا يكشف لـ«عالم البيزنس» تأثير الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية على جسم الإنسان

كتب: حسين علي

يواصل جسم الإنسان معركته الأزلية مع الكائنات الدقيقة من عالم الجراثيم والبكتريا وغيرها من مسببات الأمراض التي تهاجمه كل لحظة.

المضادات الحيوية وجسم الإنسان

ويصارع الجسم بما حباه الله من مقومات طبيعية فطرية أو مكتسبة من خلال جهازه المناعي القوي والذي يتكون من مليارات الخلايا المناعية منها ما يقوم باطلاق الاجسام المضادة ومنها ما يقوم باطلاق رسل كيميائية لتحفيز الخلايا الملتهمة على التقام البكتريا والأجسام الغريبة للتخلص منها.

بالإضافة إلى وسائل الحماية الذاتية من سلامة الجلد ووجود الحاجز الحمضي عند مدخل المعدة ووجود الاهداب داخل الجهاز التنفسي  ووجود البروتينات المناعية من نوعية IGA علي سطح الاغشية المخاطية للجهاز الهضمي والتنفسي، وكذلك وجود مخازن هائلة للخلايا المناعية في نخاع العظام والطحال والغدد الليغاوية.

وعلي الجبهة الأخرى تقف مستعمرات الجراثيم والميكروبات بشتي اشكالها وأنواعها تنتظر اللحظة الفاصلة التي تضعف فيها قوة جيش الحماية المناعية لمهاجمة الجسد البشري واحداث الامراض المميتة.

لذا تواصل موقع «عالم البيزنس»، مع الدكتور محمد عمر أستاذ الباطنة وطب الحالات الحرجة بجامعة المنيا للحديث أكثر عن التأثير السلبي للمضادات الحيوية على جسم الإنسان، كذلك الطرق السليمية لاستخدام تلك الأدوية، والذي أوضح بدوره أن العلماء والباحثين مطالبين على الدوام بالبحث عن مزيد من سبل الحماية للجسم البشري من الكائنات الدقيقة الهائلة التي تهاجمه، مشيرًا إلى أن الأبحاث العلمية جاءت باكتشافات عظيمة من مضادات حيوية لقتل هذه الجراثيم أو اضعافها أمام الجهاز المناعي ليستطيع بقدرته التخلص منها علي الفور مما يعد من الانجازات العظيمة في مواجهة هذه الحرب المستعرة بفعل الجراثيم.

اختراع واكتشاف المضادات الحيوية

أضاف الدكتور محمد عمر، أن اختراع واكتشاف المضادات الحيوية جاء على أثر البحث الجاد في هذا العالم غير المرئي بالعين المجرده من الجراثيم والبكتريا.

ولفت أستاذ الباطنة بجامعة المنيا، إلى أن أول اكتشاف جاء لفطر البنيسيليوم الذي يعد اول مضاد حيوي تم اكتشافه  لقتل الكثير من الجراثيم مما استرعي الانتباه إلي فصل اول مضاد حيوي وهو البنسلين من هذا الفطر  وتم استخدامه بنجاح تام لقتل الجراثيم .

وكانت هذه بادرة خير إذ أن فريق البحث في مجال الميكروبيولوجي  بدء في تصنيف هذه الجراثيم والبحث في تركيبها البيولوجي  وفي تجربة المركبات الكيميائية في الحد من تكاثر هذه الجراثيم  فخرج علينا علماء الميكربيولوجي باكتشافات علمية هائلة في عالم البكتريا  من حيث الشكل والتقسيمات البيولوجية منها: البكتريا الكروية أو العصوية أو الواوية أو الحلزونية ومنها ما يقبل الاصطباغ بصيغة جرام أو لا يقبل ومنها ما تزول صبغته باضافة المواد الحمضية ومنها ما تزول صبغته بالمواد القلوية ومنا ما ينمو في وجود الهواء والأكسجين ومنها ما يحتاج إلي بيئة لا هوائية بل وجود الهواء يوقف عملية تكاثرها ومنها ما يعيش في مستعمرات ومنا ما يعيش في ثنائيات ومنها ما يسبب المرض الحاد ومنها ما يميل إلى الادمان ومنها ما ينقل بالرزاز ومنها ما ينقل بالطعام والشراب ومنها ما يحتاج إلي تربة ينمو فيها وهلم جراء.

الأستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية

أوضح أستاذ الحالات الحرجة، أن حديث التخرج من الأطباء أو الذين لا يراعون الأصول العلمية والبحثية في وصف المضادات الحيوية والصيادلة المغرر بهم من تجار الأدوية، يساهمون بسبب الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية بدون النظر إلى نوعية الميكروب المسبب للمرض ولا عن تركيبه البيولوجي الذي يحدد النوع المناسب من المضادات الحيوية وكذلك الجرعة المناسبة لهذا العقار ومدة استخدامه إنما يسببون في تخليق سلالات جديدة من هذه الميكروبات والجراثيم التي تصبح مقاومة للمضادادات الحيوية علي مثل مقولة (الضربة التي لا تقتلك تقويك).

أشار الدكتور محمد عمر، إلى أن المريض يذهب إلى أي «صيدلية» يعاني من نزلات البرد وهي مرض فيروسي في الغالب لا يحتاج إلا إلى خافض للحرارة، فتجد من يصف له وصفة مكونه من حقنة مضاد حيوي غالبًا  تكون من مجموعة السيفالوسبورن أو ما يقال عنها علميًا «البيتا لاكتام» فما اكثر وصف السيفاتراكسون لعلاج نزلات البرد وما أكثر وصفها لعلاج الميكروب السبحي، وما اكثر وصف الامينوجليكوزايد وخصوصا الجاراميسن والاميكين لعلاج التهابات الجلد والجهاز التنفسي العلوي وهذا بلا شك لا يتفق مع أي بروتوكول علمي او اي بحث صادر عن موسسة بحثية محترمة فيال الجهل

قال الدكتور محمد عمر، إن مجموعة «البيتا لاكتام» من البنيسيللن السيفالو سبورن لها ثلاثة اصدارات: الأول: مخصص لعلاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي  والثالث مخصص لاصابات الجهاز التنفسي السفلي

أما الإصدار الثاني: وسط بين الاثنين، كما أن الإصدار الأول علميًا يناسب البكتريا موجبة الجرام، وبالنسبة للثالث: يناسب البكتريا سالبة الجرام لكن الصيدلي يصف حقنة واحدة من مضاد حيوي وحقنا كورتيزون وحقنة مضاد للهستامين وحقنة من المسكنات ولا ندري أي علاج هذا القائم علي هذه الجرعات

وكذلك طبيب أخر داخل وحدات الرعاية الحرجة والتي «تعج» بالمقاومات الميكروبية للمضادات الحيوية بسبب سوء استخدم المضاد ما بين صنف واثنين وثلاثة وأربعة بلا تحسن وكان من الأولى، الاعتماد على المزارع البكتيرية للحد من استخدام المضادات.

نصائح طبية

وفي النهاية طالب الدكتور محمد عمر، أستاذ الباطنة بطب المنيا بضرورة تفعيل الدور المهني لفريق مكافحة العدوي داخل المؤسسات الطبية بما فيها غرف العمليات المغلقة ووحدات الرعاية الحرجة والعنايات المركزة ووحدات الغسيل الكلوي والأطفال المبتسربن مع التركيز علي ضرورة عمل التعقيم الدوري وضرور التعامل من خلال المزارع البكتيرية  والحد من الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، وكذلك الاهتمام بوحدات العزل والمسارعة في التعقيم

كذلك ضروري التخلص من النفاية الطبية بالطرق الصحية من خلال المحرقات التي يجب التوسع في انشاءها لمواجهة الهجمة القادمة من هذه السلالات الجرثومية الفتاكة والتي صارت تتلذذ باستخدام المضاد الحيوي دون أن تتاثر به.

اقرأ أيضًا.. طبيب يكشف لـ«عالم البيزنس» تأثير عدوى الجراثيم والكائنات الدقيقة على جسم الإنسان

https://www.facebook.com/The.Agricultural.Bank.of.Egypt

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى