كتب: حسين علي
قال الدكتور محمد عمر عبد العزيز، أستاذ طب الحالات الحرجة بجامعة المنيا، إن حالة الخوف والهلع التي تتملك العالم هذه الأيام لا سيما في مصر، من جراء إعلان منظمة الصحة العالمية عن رصد عدد 169 حالة مصابة بالتهاب كبدي «غير معروف السبب» في أكثر من 11 دولة حتي الآن وأنها تصيب الأعمار ما بين 11 شهرًا إلى 13 عامًا مبالغ فيها.
أكد أستاذ طب الحالات الحرجة بجامعة المنيا في تصريحات لـ«عالم البيزنس»، أنه رغم الـ169 حالة التي تم رصدهم في بريطانيا و الولايات المتحدة وايرلندا وإسبانيا وعدد من الدول الأخرى فإنه لم يتم تحديد وجود أجسام مناعية ضد فيروس بعينه.
الكبد أكبر غدة في جسم الإنسان
كما أوضح الدكتور محمد عمر، أن الكبد أكبر غدة في جسم الإنسان، وقد يصل وزنها إلي 1.5 كجم في الإنسان البالغ، موضحًا أن له العديد من الوظائف الحيوية البنائية والإخراجية قد تصل إلى 500 وظيفة ومعني كلمة التهاب كبدي هو تعرض الكبد لأحد العوامل المدمرة التي تتسبب في حدوث دمار لخلاياه مما يتسبب في تعطيل الوظائف الكبدية هذه العوامل المدمرة قد تكون عدوي فيروسية مثل فيروسات الكبد المتخصص التي تصيب الكبد وحده مثل A. B. C. D. E. F.G) and others) كما يوجد هناك العديد من الفيروسات الأخرى التي لا تصيب الكبد وحده إنما تصيب جسم الانسان عامة مثل فيروسات «herpes siplex cytomegalovirus rota virus corona verus EBV and others».
أسباب إصابة الإنسان بالالتهاب الكبدي
أشار عمر، إلى أن الكبد قد يصاب أيضًا بعدوي ميكروبية في حالات التسمم الدموي أو وجود خراج بكتيري بالكبد أو عدوي طفيلية مثل الملاريا والفاشيولا والإنتاميبا هستوليتكا وهناك العديد من الأسباب غير معدية مثل تعرض الكبد للكيماويات المدمرة والمركبات الغير عضوية والمواد المسرطنة وبعض العقارات الكيميائية المعالجة للسرطانات.
كما يصاب الكبد بعض أدوية التخدير وبعض المضادات الحيوية وكذلك الأفلاتوكسن وهو فطر ملوث لمحاصيل القمح قد يتسبب في حدوث سرطان بالكبد، كذلك قد يصاب الكبد بسبب العيوب الخلقية التي يكون الكبد جزء منها مثل الخلل في تمثيل عنصر النحاس الذي يسبب مرض Wilson كذلك زيادة عنصر الحديد Haemochromatosis وغيرها من أمراض الخلل الإنزيمي مثل ألفا وان أنتي تربسن وأمراض تخزين الدهون والنشويات كذلك الخمور الذي ثبت تأثيرها المدمر علي خلايا الكبد بالإضافة إلي تدمير الكبد الاحتقاني الناشئ عن هبوط عضلة القلب وكذلك تدمير خلايا الكبد بسبب الأمراض المناعية.
الالتهاب الكبدي الحاد
كما أضاف الدكتور محمد عمر، أن الالتهاب الكبدي قد يكون حاد ينشأ عنه تدمير سريع لخلايا الكبد والذي يتحسن في أقل من ثلاثة أشهر ويعود المريض إلي الشفاء التام أو قد تستمر الإصابة لمدة أكثر من ستة أشهر وهذا الذي يقال عنها التهاب كبدي مزمن يصل صاحبه إلي التليف الكبدي والذي يحتاج إلي عمليات زرع الكبد ففي حالات الإصابة الحادة فإن نسبة التحسن تصل إلي 95 % تحسن كلى بدون أدني مضاعفات.
أما النسبة المتبقية فقد يحصل تدمير كامل لخلايا الكبد يؤدي بالمريض إلى فشل كبدي حاد يصل إلي الوفاة إن لم يتم عمل زراعة كبد والنسبة المتبقية قد تصل إلي التهاب كبدي مستمر أو مزمن يؤدي إلي التليف الكبدي وفي جميع الحالات فإن الالتهاب الكبدي يسبب قيء وفقدان للشهية وإعياء شديد وارتفاع بنسبة الصفراء مع سخونة وتغير بلون البول والبراز وغيرها من الأعراض التي تشترك فيها كل أسباب الالتهاب الكبدي بنسب متفاوتة وفي جميع الإصابات الفيروسية الحاده مثل الفيروس (A. E. G. F) وغيرها من الفيروسات الغير كبدية وكذلك الالتهاب الكبدي الناشئ عن الأدوية والكيماويات.
الكبد يستطيع إعادة بناء نفسه
كذلك أكد أستاذ طب الحالات الحرجة، أن الكبد يستطيع إعادة بناء نفسه بمجرد استبعاد الأسباب المدمرة مع إعطاء مدعمات الكبد وفي جميع الحالات تتضاعف إنزيمات الكبد إلي عدد قد يصل إلي عشرين ضعف وترتفع نسبة الصفراء إلي نسبة قد تزيد عن عشرة أضعاف وفي جميع الحالات لا يمكن معرفة الفيروس المسبب لهذا الالتهاب إلا بالكشف عن الأجسام المناعية الخاصة بالفيروس وهذا لا يتم عمله روتيني لكل المرضي فيما عدًا الفيروس سي والفيروس بي والفيروس ألف أما ما خلا ذلك فيتم التعامل مع المرضي من خلال وقف العوامل المدمرة إن كانت معروفة مع إعطاء مدعمات الكبد والتأكد من عدم تناول الكحوليات.
نصائح لتجنب الإصابة
وفي النهاية أوضح الدكتور محمد عمر عبد العزيز، أنه ليس كل التهاب كبدي سببه الفيروسات وليس كل الفيروسات كبدية وليس كل الفيروسات الكبدية قاتلة.
ونصح أستاذ طب الحالات الحرجة بجامعة المنيا، بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتي من أهمها النظافة الشخصية.
اقرأ أيضًا.. « الصحة العالمية» تعلن إصابة 169 طفل بالتهاب الكبد الغامض
