حوادث وقضايارئيسىملفات وتقارير

أستاذ قانون: الزواج المبكر ظاهرة سلبية تؤرق الأسرة والمجتمع

مضاعفات خطيرة عند الحمل..«الزواج المبكر» مرض مجتمعي ضحيته الفتاة

كتبت: دنيا عبد الله

الزواج المبكر قضية اجتماعية واقتصادية أيضاً، تؤثر على المجتمعات بشكل سيئ، لما لها من أثار سلبية، وما ينتج عنها من تفكك أسري ومجتمعي، وما ينتج عنها من ظواهر سلبية ومنها أطفال الشوارع، والأطفال بلا مأوى والتشرد وغيرها من القضايا الاجتماعية.

يستعرض موقع «عالم البيزنس» في هذا التقرير، أسباب ظاهرة الزواج المبكر، وآثارها السلبية وكيفية التخلص منها.

توضح نبيلة قشطي، أستاذ القانون الدستوري والنظم السياسية وأخصائي الصحة النفسية والإرشاد الأسري، أن الزواج المبكر له العديد من الأضرار النفسية والاجتماعية والصحية على الفتاة، التى تفقد متعة الاستمتاع ببراءة طفولتها، مما يجعلها غير سوية نفسيًا إلى حد ما.

وتضيف أستاذ القانون الدستوري والنظم السياسية، في تصريحات لموقع «عالم البيزنس»، أن البنية الجسدية للفتاة قد تكون ضعيفة فلا تستطيع تحمل أعباء الزواج والحمل.

وتشير نبيلة قشطي، إلى أن الزواج المبكر يؤثر بشكل مباشر على تعليم الفتيات، وصحتهم الجسدية والنفسية وصحة أولادهم، فجسم الإنسان لا يكتمل نموه إلا بعد سن الثامنة عشر، فإذا تزوجت الفتاة قبل سن الثامنة عشر تتعرض لمضاعفات خطيرة عند الحمل، بالإضافة إلى حرمانها من التعليم، حيث تقوم الأسرة بإخراجها من التعليم من أجل تزويجها، وعدم قدرة الفتاة على تحمل المسئولية الملقاة على عاتقها مما يعرضها لبعض المشكلات مع شريكها، مع مواجهة صعوبة في تربية الأطفال لنقص الإلمام الكافي بأساليب التربية مما يعرض أطفالها للمخاطر.

دوافع الزواج المبكر

أما عن أسباب الزواج المبكر، توضح قشطي، أن الفقر من أهم الأسباب التي تدفع الآباء لتزويج بناتهن القصر للحد من النفقات الزائدة.

وتلفت قشطي، كذلك إلى أن عدم تطبيق القوانين الرادعة التي تقف ضد مسألة الزواج المبكر مما يزيد من نسبة انتشار هذه الظاهرة.

وتضيف قشطي، أن رغبة بعض الرجال في الزواج من صغيرات السن ظناً منهم أنها تستطيع إنجاب الكثير من الأطفال، وأنه يمكن جعلها تكتسب طباعه وعاداته وتكون مطيعة له، وتدفع بعض الأسر بفتياتها للزواج المبكر خوفًا من العنوسة على فتياتهم.

46% نسبة الزواج المبكر فى مصر

د. نبيلة قشطي

وأشارت وأخصائي الصحة النفسية والإرشاد الأسري، إلى أن هذه الظاهرة تنتشر فى عدد من القرى المصرية، وأن هناك عدد من المحافظات تمثل 46% من إجمالى حالات الزواج المبكر فى مصر، حيث سجلت ما يزيد عن 117,220 ألف حالة حتى الآن, تمثلت فى البحيرة، الفيوم، الدقهلية، الجيزة، والشرقية.

وأعربت نبيلة قشطي، عن استيائها من مشكلة الزواج المبكر المنتشر فى الريف المصري، كما أن الظاهرة نتاج جهل فكري، وغياب إعمال العقل, مع ارتفاع لنسبة الأمية في القرى.

طرق الحد من ظاهرة الزواج المبكر

وبالنسبة لسبل الحد من ظاهرة الزواج المبكر، قالت قشطي، إنه يجب على الدول أخذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار هذه الظاهرة، ووضع عقوبات صارمة لمن يقوم بتزوير شهادة ميلاد للفتيات أو استخراج شهادات بعمر أكبر من الحقيقي.

وأضافت قشطي، أن مشكلة الزواج المبكر لا تحتاج إلى قانون لحلها بقدر ما تحتاج إلى تفعيل لهذا القانون، فالقانون يجرم الزواج في سن أقل من 18 سنة وللأسف لا يتم تطبيقه، وتصدر شهادات التسنين.

وتابعت قشطي، أن التخلص من هذه الظاهرة يحتاج لاتحاد جهود جهات عديدة، فالحكومة ليس عليها فقط إصدار القوانين اللازمة بل المتابعة لتطبيقها، كما يتطلب الأمر تضافر جهود المجلس القومي للمرأة، وقيامه بدور التوعية لمخاطر هذا الزواج.

وفي النهاية أشارت أستاذ القانون، إلى ضرورة مساهمة وسائل الإعلام بكافة أشكالها في التوعية بالمخاطر الصحية والنفسية والاجتماعية التي تصدر عن الزواج المبكر، فضلًا عن توعية الفتيات أنفسهن بمخاطر هذا الزواج، وعلى مراكز إرشاد الأسر أن تتواصل بشكل مباشر مع الفتيات والآباء مع وجود أخصائي نفسي واجتماعي لشرح مخاطر هذا الزواج.

اقرأ أيضًا.. مناقشة قضايا «زواج القاصرات» بمنتدى نوت لقضايا المرأة بمهرجان أسوان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى