رئيسىمنوعات

أصل الحكاية.. شوارع تملئها المشاهد وقلوب تملئها الحكايات.. المولد النبوي في قلب المصريين

كتبت: أمل سعداوي

بدأت من العصر الفاطمي واستمرت لألاف السنوات، ينتظرها المصريين بفارغ الصبر، يزينون المحال والشوارع استعدادًا له قبل قدومه بشهر، فرحة تملأ الشوارع، ورائحة الحلوى تنتشر في معظم الأماكن، ذكريات الماضي تمر أمام الجميع في شريط مسجل في عقلهم، لتُحي ذكريات قديمة، إنه المولد النبوي الشريف.

فقد حل علينا شهر ربيع الأول منذ يومين، لتبدأ فعاليات الاحتفال بمراسم المولد النبوي الشريف اليوم الذي وُلد فيه سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام، ويبدأ المواطنين في بناء السراديق لتتزين الشوارع بعرائس الحلوى التي تُعد إحدى مفردات التراث الشعبي المصري.

ورغم أن تلك العادة مصدر في إدخال السعادة للمواطنين إلا أن الكثير منهم يغفل عن تاريخ هذا الاحتفال ولماذا نحتفل به عن طريق الحلوى؟.

في الماضي كانت الحلوى تقتصر على بعض الأنواع مثل “السمسمية” و”الحمصية” و”الفولية” و”الملبن”، وكانت تُصنع يدويًا ولكن على مر العقود أصبحت هناك مصانع تقوم بصناعتها، ولعل أشهرها شارع باب البحر الكائن بمنطقة وسط القاهرة هو معقل صناعة حلوى المولد في العاصمة.

مر الاحتفال بالمولد النبوي بالعديد من المنعطفات سواء على المستوى السياسي والاجتماعي والديني، حتى أصبحت شكلاً من أشكال الصبغة الدينية، وفي مصر الخديوية انتقل من الاحتفال الشعبي للاحتفال الرسمي وكانت وزارة الأوقاف آنذاك مسؤلة عن تنظيميها.

إقرأ أيضًا.. بتخفيضات تصل لـ25%.. “التموين” تُعلن طرح حلوى المولد النبوي في المجمعات الاستهلاكية

تعدد الروايات

وتباينت الروايات حول تاريخ حلوى المولد، حيث تُشير الرواية الأولى إلى أن  ﻋﺮﻭﺳﺔ ﺍﻟمولد بدأ ظهورها ﺧﻼﻝ الفترة التي حكم فيها الحاكم بأمر الله مصر، إذ كان في يوم المولد النبوي يخرج برفقة زوجته التي كانت ترتدي ثوبًا أبيض، ومن بعدها قام صناع الحلوى بعمل قالب للحلوى على شكل الحاكم وزوجته اللذين رُمِزَ إليهما بعروس المولد والفارس على الحصان، وظلت تلك العادة حتى الآن.

أما الرواية الآخرى فتُشير إلى  أنها تعود إلى العصر الفاطمي، فقيل آنذاك أن الخليفة الفاطمي كان يخرج في موكب يوم المولد النبوي الشريف، وكان ديوان الحلوى التابع له يصنع كميات كبيرة من الحلوى، ويقوم بتوزيعها على عامة الشعب والجنود، واتجهوا إلى صناعة  قوالب من الحلوى على شكل العروسة والحصان لتوزيعها على الأطفال، فضلًا عن إقامة الولائم في يوم المولد النبوي والأيام التي تسبقه.

أصل الحكاية

ولكن أين أصل الحكاية الحقيقة لا أحد يعلم. رغب الكثير من الحكام القضاء بشتى الطرق على مظاهر الاحتفالات التي أقامها الفاطميون، حيث ادعوا أن هناك حرب ولا يوجد أي وقت للرفاهية، ولكن في الحقيقة كانوا يرغبون في القضاء على كل الظواهر الاجتماعية بالعصر السابق لمحو فترة حكم الفاطميين من ذاكرة المصريين، ولكن كما يقولون في «الحكمة الكثرة تغلب الشجاعة»، فقد انتصرت كثرة المصريين عليهم ومنعوهم من تحقيق مرادهم.

سعادة لا تنتهي

وحتى الأن لا يخفى المصريين فرحتهم بتلك المناسبة مهما اختلفت أعمارهم، لتجد الابتسامة تغمر وجهة الجد والأب والأبن والحفيد، فكما ذكرنا سابقًا فهي تحى للكبار ذكريات الماضي، وتعطي الأطفال فرحة كبيرة.

فقد أكدت أروى علي ابنة محافظة أسوان، أنهم يستقبلون هذا الحدث بالألعاب النارية، وفي يوم الاحتفال يصعدون بجوار جبل أبو الهوا لرؤية مظاهر الاحتفال التي تملئ شوارع المحافظة.

كما قالت بسنت عبد الكريم ابنة محافظة القاهرة، إن هذا اليوم يمثل أهمية كبيرة، فمهما مر بها الزمن تذهب لشراء عروسة المولد:«بحب أوي انزل مع ماما أروح أجيب الحلويات والرؤية مهما كبرت مش هكبر على العروسك ليها فرحة متتوصفش».

وأكدت تقى أحمد، أنها تحتفل بالمولد النبوي من خلال النزول للشوارع ورؤية المحال وهي تعرض الحلوى وعرائس المولد معلقة في كل مكان، ما يدخل البهجة إلى قلبها.

إقرأ أيضًا.. تصل لـ4200 جنيه.. أسعار حلوى المولد في أشهر المحال التجارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى