الأسواق العربيةرئيسىمقالات

أ.د. جمال شقرة: «مع السلامة يا عبدالناصر يا حبيب الملايين»

يحكي الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، على هامش ذكرى جنازة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، إنه سمع بعض العبارات في ذهنه التي ودّع بها ملايين المصريين الزعيم الراحل مثل «مع السلامة يابويا»، «إلى جنة الخلد يا ناصر»، «سايبنا لمين يا ابو خالد»، «مع السلامة يا حبيب الملايين».

جمال عبد الناصر
الذكرى 51 في رحيل الزعيم جمال عبدالناصر

يقول جمال شقرة: «كنت وقتئذ في الصف الثالث الاعدادي وكنت أجلس وبجواري جهاز الراديو، وإذا بي أسمع خبر وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، كان كل من في البيت يغطون في النوم، لا أجد تفسير لبكائي ولماذا قفزت وبصوت عالي أيقظت البيت والجيران، مات جمال عبد الناصر، مات جمال عبد الناصر»

كنت منذ أيام قد تسلمت منه رسالة رداً على رسالة طلبت منه صورة للذكرى، كتب الزعيم عبدالناصر على ظهر الرسالة «إلى جمال معوض محمود شقرة مع أمنياتي لك بمستقبل باهر»

بعد أن أيقظت الكل وبعد أن شاهدتهم جميعاً يبكون وبعضهم غير مصدق للخبر، سمعت أصوات عالية في الشارع وفي البلكونات، هرولت إلى الخارج فوجدت أعداداً غفيرة تتجمع وتسير في اتجاه المستشفى العام.

«إلى جنة الخلد يا ناصر»

وهناك جهزوا نعشاً وحملوه وبدأوا يمرون على كل شوارع البلد ولاحظت أنهم يهتفون «تحيا جمال عبد الناصر»، وأنا ببراءة الصبيان هتفت في أذن رجل كبير كنت أمشي بجواره: ليه بيقولوا تحيا جمال عبد النصر مش هو مات؟ ما يقولوا إنه هيروح الجنة؟

نظر لي الرجل بغضب ونهرني، وبعد لحظات سمعته بأعلى صوت يقول: «إلى جنة الخلد، إلى جنة الخلد يا ناصر، إلى جنة الخلد يا زعيم» كان الرجل مدرساً للغة العربية، التقيت به بعد ذلك عندما انتقلت إلى المدرسة الثانوية.

وكان المُدرّس يذكرني بالواقعة وشرح لي أن الناس لم تكن تصدق أن عبد الناصر مات. وذلك لدرجة أن أحد الأشخاص العامة كان يردد شوف كتفه عرض إيه ولسه صغير يموت ازاي، يقول نهرته وقتها وقلت له «الأعمار بيد الله».

جمال عبد الناصر
الذكرى 51 في رحيل الزعيم جمال عبدالناصر

في الصباح جحافل من رجال وشباب المدينة ركبت القطار إلى القاهرة، كان والدي قد حذرني أن أسافر لأن الزحام سيكون شديداً، وفعلاً جلسنا نشاهد الجنازة، والغريب أن معظم اللافتات كتبت إلى جنة الخلد يا ناصر، وبعد الجنازة المهيبة ساد اللون الأسود شبابيك وبلكونات كثيرة.

ولوحظت ظاهرة غريبة خاصةً في محافظة القليوبية وشبرا؛ حيث قام البعض برسم صورة عبد الناصر على ورق أسود وتعليقها، والبعض قام بدهان مساحة بجوار الشبابيك أو البلكونات باللون الأسود، ورسم فوقها صورة عبد الناصر وتحتها إلى جنة الخلد.

وكان ركاب محافظات الوجه البحري ينظرون من نافذة القطار إلى الصور فينتحبون ويقرأون الفاتحة على روح كبير العيلة، كانت الجنازه أكبر معبر عن انحياز عبد الناصر للجماهير، ولذلك وقفوا خلفه بعد مؤامرة يونيه 67 ، وخرجوا يودعونه في جنازة عرفت بأنها أعظم جنازة في التاريخ.

صدقت الجماهير، وإلى جنة الخلد ياناصر.

جمال شقرة
أ.د. جمال شقرة – أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر – ومدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس السابق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى