رئيسىصحة

استاذ باطنة وحالات حرجة يكشف «لعالم البيزنس» خطورة نقص حمض المعدة على جسم الإنسان وأسبابه

كتب: حسين علي

تتنوع درجة الحموضة والقلوية داخل جسم الإنسان للمساعدة في هضم الطعام، ومنع مرور الكائنات الدقيقة من الميكروبات والطفيليات والفيروسات والفطريات من الفم إلي داخل الجهاز الهضمي.

نقص حمض المعدة وخطورته على جسم الإنسان

قال الدكتور محمد عمر، استاذ الباطنة وطب الحالات الحرجة بجامعة المنيا، إنه في الوقت الذي تجد فيه العصارة اللعابية في الفم قلوية تتراوح ما بين 7 إلي 8 لتعطي الإنسان الطعم الحلو في الفم

إلا أن هذه الدرجة من الحمضية تقل تدريجيا داخل تجويف المرئ لتصل إلي أقصي درجات الحموضة داخل تجويف المعدة التي تصل ما بين 1.5 إلي 3 من درجة الحامضية والتي يقال لها ph ، حيث تستمر درجة الحمضية في الاثنا عشر وإن كانت أقل من حموضة المعدة حتي تصل إلي الجزء الثاني من الإثنا عشر حيث تصب عصارة البنكرياس والعصارة الصفراوية الغنية جدا بمادة البيكربونات التي تحول حموضة الطعام داخل الامعاء الدقيقة لتصل إلي القلوية  حيث يتم إفراز بيكربونات الصوديوم بكميات وفير لترتفع درجة القلوية إلي أعلي درجة قد تصل إلي 7.4

أهمية الدرجة الحمضية العالية

أضاف الدكتور محمد عمر في حديثه لموقع عالم البيزنس، أن أهمية الدرجة الحمضية العالية داخل المعدة وخطورة التدخل فيها تتمثل في:

أولا:- تعد هذه الحموضة حاجز فسيولوجي يمنع مرور الكائنات الدقيقة من الميكروبات والطفيليات والفيروسات والفطريات من الفم إلي داخل الجهاز الهضمي حيث يتم تدميرها بفعل هذه البوابة الكيميائية التي تشبة ماء النار بسبب وجود حمض الهيدروكلوريك الإفراز الطبيعي لبطانة المعدة

ثانيا:- يساعد وجود حمض الهيدروكلوريك علي تنشيط إنزيمات المعدة التي تقوم بهضم البروتين وذلك من خلال تحويل الببسينوجين إلي ببسين الذي يقوم بتفتيت البروتينات إلي أحماض أمينية داخل المعدة

ثالثا:- تساعد هذه الحمضية الموجودة داخل المعدة والإثنا عشر علي الإبقاء علي الحديد في الصورة الثنائية ferrous سريعة الامتصاص في الإثنا عشر وكذلك تزيد من سرعة امتصاص الكالسيوم من داخل الإثنا عشر  ولذلك فإن أدوية الحموضة تقلل إن لم تكن تمنع امتصاص الحديد والكالسيوم من منطقة الاثنا عشر والذي يودي بدوره إلي حالا ت هشاشة العظام والانيميا الغير مفسرة عند الكثيرين فمن يدور بخلده انها بسبب الافراط قي تعاطي هذه الادوية الخاصة بالحموضة

رابعا:- تساعد هذه الحموضة علي الإبقاء علي حيوية البطانة الخاصة بالمعدة والاثنا عشر وحماية الخلايا من الضمور والتلف مما يحافظ علي زيادة معدل إفراز العامل الأساسي الداخلي  (interinsec factor) المسئول عن امتصاص فيتامين ب١٢ في نهاية الأمعاء الرفيعة

ومن هنا يتبين العلاقة بين حدوث الأنيميا الخبيثة المصحوبة بالأعراض العصبية وبين الالتهابات المزمنة  لجدار المعدة وضمور بطانة المعدة

كذلك تساعد هذه الدرجة الحمضية علي تنشيط إنزيمات البنكرياس مثل الأميلاز والليباز والتي تقوم بدورها بتفتيت الدهون إلي أحماض دهنية وجليسرول

كذلك تساهم هذه الحمضية في زيادة حركة المعدة نحو الإثنا عشر للإسراع من عملية تفريغ المعدة في اتجاه الإثنا عشر

 اسباب الخلل الحاجز الحمضي بالمعدة

أولا: الاسراف في استخدام ادوية الحموضة بمركباتها المختلفة

ثانيا بعض الامراض المناعية التي تسبب ضمور في الغشاء المخاطي المبطن للمعدة مما يتسبب في ضمور الخلايا المفرزة للحمض مع حدوث الأنيميا الخبيثة

ثالثا:- الارتجاع القلوي للعصارة الصفراوية داخل المعدة  اما بسبب ضعف الصمام الموجود بين المعدة والاثنا عشر  وأما بعد عمليات تحويل المسار التي تجري لعلاج السمنة المفرطة كامله مستقله او جذء من عمليات الساسي المستحدثة  لعلاج السمنة المفرطة

ومن هنا يتبين لنا خطورة الاستخدام المفرط لأدوية الحموضة مع تنوع صورها ما بين الشراب والأقراص والحقن والفوارات وما بين التركيزات المختلفة للعقار الواحد فقد تجد تركيز ١٠ مج ٢٠ مج ٤٠مج من نفس العقار بل وتجد إصدارات محدثة لنفس العقار.

فمثلا مجموعة أدوية تثبيط مضخة نقل الأيونات والتي يقال لهاproton pump inhibitor

يوجد منها عدة إصدارات مثل الأوميبرازول واللانزوبرازول  والبانتوبرازول والرابيبرازول والايزوبرازول

وكلها بتركيزات مختلفة وخصائص كيميائية ودوائية مختلفة لا يعلمها إلا أهل التخصص.

كذلك من الأدوية التي تغلق مستقبلات الهستامين والتي يقال  لها H2 blockers يوجد منها إصدارات متعددة منها الثيميتيدين والرانيتيدين والفاموتيدين

وكذلك الأدوية التي تعمل علي معادلة الحمض مباشرة بواسطة إعطاء مركبات قلوية يوجد منها العديد من التركيبات

وكذلك الأدوية التي تحافظ علي سمك الجدار المخاطي للمعدة

أشار الدكتور محمد عمر، إلى دور الجرثومة الحلزونية في إحداث التهابات بجدار المعدة

كما أوضح استاذ الباطنة أن استخدام البهارات والمواد الحريفة في الطعام كسبب رئيسي لارتفاع مستوي الحموضة الذي يمكن علاجه من غير أدوية بمجرد التوقف عن تناول الأطعمة الحريفة وكذلك دور المسكنات  nonsteroidal anti inflamatory

في تآكل الجدار المخاطي المبطن للمعدة وفي ضرورة التوقف عن استخدام هذه الأدوية إلا للضرورة القصوي وليس المسارعة في استخدام الأدوية المضادة للحموضة

لفت عمر، إلى أنه ليس كل ألم في منطقة فم المعدة أو (epigastric region ) يتم تشخيصه علي أنها التهاب بالمعدة  فقد تكون هذه آلام الكبد أو آلام الحويصلة المرارية أو البنكرياس أو آلام القولون المستعرض أو آلام الشريان التاجي للجزء الأسفل لعضلة القلب وغيرها وغيرها من مسببات الغثيان أو القئ أو حتي آلام فم المعدة التي يخطأ الكثر من الأطباء في تشخيصها ويكون مآلها إلى وصف مركب واثنين وثلاثة من أدوية الحموضة بتركيزاتها المختلفة التي يستمر عليها المريض شهور وسنوات  فيظهر منها الكثير والكثير من المضاعفات التي لا حصر لها والتي كان سببها الأساسي هو الإفراط في استخدام أدوية الحموضة بلا علم ولا رقابة مما ادي الي ضياع هذا الحاجز الحمضي بما له من فوائد عظيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى