كتبت- أمل سعداوي
«غير طريقتك دي مش كويسة»، «أنت إزاي بتتصرف كده».. تلك الجمل تردد على مسمعه بشكل يومي سواء من الأصدقاء أو الأقارب أو حتى من الأغراب، كلمات يقولها الأخرون ولا يدركون أثر وقوعها عليه، إذ يعاني من أزمة نفسية بسببها، يحاول مرارًا وتكرارًا تغير عاداته التي لا يرغب بها الآخرون والتي تسبب له بعض المشاكل ولكن كل محاولاته باءت بالفشل.
أحمد عبدالله، البالغ من العمر 30 عامًا يحكي لـ «عالم البيزنس»، معاناته بسبب بعض السلوك في شخصيته، يقول:« الناس بتقعد تنتقد شخصيتي رغم أني بحاول اغيرها بس مش بعرف، حاولت كتير بس محاولاتي كلها فشلت الأمر أثر عليا وعلى نفسيتي».
أكد «عبدالله»، أن هذا الأمر جعله يقلل تعامله مع الأشخاص قدر المستطاع حتى باتت علاقته قليلة للغاية بسبب ما يتعرض له، ولم يكتفي الأمر عند هذا القدر بل تطور حتى أنه أصبح لديه خوف من فكرة الزواج خوفًا من عدم تقبل ما يرغب في الارتباط بها بشخصيته.
تمنى «عبدالله» أن يجد طريقة لاتباعها لتغير هذا السلوك حتى تصبح حياته أفضل، الأمر الذي دفع «عالم البيزنس» للتواصل مع الدكتورة إيمان عبدالله استشاري الصحة النفسية لتقديم طرق تمكنه من التخلص من هذا السلوك.
السلوك الروتيني
قالت الدكتورة إيمان عبدالله، إن تغير السلوك شيئ ليس صعبًا على الإنسان. مؤكدة أنه في حالة مواجهة الشخص صعوبة في تغير عاداته فإن المشكلة ليست فيه، بل في النظام الذي يتبعه.
أضافت «عبدالله»، أن العادات البسيطة التي يقوم بها الفرد في يومه من خلال السلوك الروتيني، تُعد مصدر للقوة، فعلى الشخص الذي يرغب في تغير هذا السلوك بأن يغير من تلك العادات بشكل مجزء بحيث لا يجد صعوبة، حيث يصل إلى النمو التراكمي.
النمو التراكمي
أوضحت استشاري الصحة النفسية، أن النمو التراكمي مهم للغاية. مؤكدة أن العادات سلاح ذو حدين، تعمل تارة صالحك وتارة آخرة ضدك، فالتغيرات البسيطة في العادات تحدث فارقًا في حياة الشخص.
أشارت استشاري الصحة النفسية، إلى أنه من أجل تغير السلوك يوجد ثلاث مستويات يجب على الشخص أن يستمر عليها وهم« تغير النتائج، تغير العادة، تغير المعتقدات».
لفتت «عبدلله»، إلى أن المستويات السابق ذكرها تعتمد على قيام الشخص بالتركيز على هدفه. مؤكدة أنه بعد اتباعها يجب عليه التركيز على عادته الجديدة.
نوهت «عبدالله»، إلى أن خلف كل نظام من الأفعال يوجد نظام من المعتقدات. مؤكدة أنه لا يمكن تغير العادات إلا بتغير المعتقدات.
بذل المجهود
أضافت استشاري الصحة النفسية، أن الإنسان دائمًا يبحث عن العادة السهلة التي لا تجعله يبذل مجهود، ولذلك يقع في بؤرة العادات السيئة، لذلك عليه أن يبذل بعض الجهد حتى يغير ما يرغب به من عاداته.
تابعت «عبدالله»، أن أي عادة يكتسبها الشخص يكمن وراها رابط.
أكدت استشاري الصحة النفسية، أنه على الشخص تبديل العبارات السيئة التي تدور في ذهنه إلى عادات إيجابية وذلك من خلال التدريب على ذلك.
تابعت «عبدالله»، أنه يجب على الشخص الراغب في تغير السلوك التنبؤ بالإيجابيات التي ستحدث مما يعطيه دافع قوي لتغيره.
اختتمت استساري الصحة النفسية حديثها، بأن العادات الجديدة يكتسبها الشخص من خلال التكرار.
إقرأ المزيد.. استشاري صحة نفسية توضح أسباب النوم لساعات طويلة وطرق العلاج
