بنوكرئيسى

أمين اتحاد المصارف العربية: ضرورة تهيئة البنية التحتية للتحول الرقمي في البنوك

كتب – مجدي دربالة

قال وسام فتوح الامين العام لأتحاد المصارف العربية خلال منتدى التحوّل الرقمي في المصارف، ومستقبل الوساطة المالية”  انه لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هدفنا في إتحاد المصارف العربية من هذا المنتدى الذي سيناقش مسألة “ التحوّل الرقمي في المصارف، ومستقبل الوساطة المالية” هو تسليط الضوء على أهميّة التحوّل الرقمي في البنوك، ففي ظل المنافسة المتنامية لشركات التكنولوجيا المالية، وتنامي دور البنوك المركزية في دعم التحوّل الرقمي والمتطلبات الجديدة للرقابة والإشراف، أصبح من الضروري البحث في مسألة تهيئة البنية التحتية التكنولوجية لتنفيذ هذا التحوّل، وإستعراض ما يُستجد من مخاطر ناشئة عنه، وكيف سنواجهها من خلال وضع تصوّرات تتيح للبنوك التعرّف على أهم الفرص والتحديات والتواصل لوضع خارطة طريق لإستراتيجية التحوّل الرقمي لمصارفنا العربية.

واضاف فتوح :”دعونا نتعامل مع هذا الموضوع الهام، بمحاولة لإستشراف ماذا سيكون عليه المستقبل، وكيف سيكون عليه عالمنا الجديد، فبالعودة إلى العام 2017 وفي مثل هذا اليوم تحديداً أطلقت السيدة كريستين لاغارد، مدير عام صندوق النقد الدولي، خلال مشاركتها في مؤتمر لبنك إنكلترا في لندن على هذا العالم الجديد، “بأنه عالم جديد شجاع”. وإعتبرت أن الكثير قد تغيّر، وخصوصاً بالنسبة للمصرفيين وصنّاع السياسات، وسألت كيف ستتغيّر التكنولوجيا المالية والصيرفة المركزية على مدار الجيل القادم.

وقال إنّ الكثير من الإبتكارات وجد طريقه إلى محافظنا وهواتفنا الذكية ونظمنا المالية، ولا نزال نشعر بأنها البداية فقط، خصوصاً بالنسبة لما ستسفر عنه العملات الإفتراضية، والطلب المتزايد على خدمات الدفع الجديدة، وظهور نماذج جديدة للوساطة المالية، حيث من الممكن تقسيم الخدمات المصرفية أو تفكيكها، ففي المستقبل قد نحتفظ بأرصدة ضئيلة لخدمات الدفع في محافظنا الإلكترونية، ويمكن الإحتفاظ ببقية الأرصدة في صناديق مشتركة، أو إستثمارها في منصات للإقراض المباشر بين الأطراف، تتميّز بتفوّقها من حيث البيانات الضخمة والذكاء الإصطناعي من أجل إحتساب الجدارة الإئتمانية تلقائياً.

واضاف الامين العام لأتحاد المصارف العربية “:تعلمون جيّداً أنه عالم يتميّز بدورات تطوير المنتجات وعمليات التحديث التي لا تتوقف، ولا سيّما لبرمجيات الكمبيوتر التي تولي أهميّة كبيرة لتسهيل أعمال المستخدم وتأمين الأمن الموثوق به. ونسأل أنفسنا اليوم، كيف يمكن وضع السياسة النقدية في هذا السياق، فإنّ مهام البنوك المركزية ستتوسّع، وقد تزداد ضغوط الرقابة، والضغوط السياسية، وستحتاج الإستقلالية في وضع السياسة النقدية إلى مزيد من التحصينات وتواصل مستمر وشفاف، وإلى حوار بين الأجهزة التنظيمية المتمرّسة والأجهزة التنظيمية التي بدأت مؤخّراً في التعامل مع التكنولوجيا المالية، ويقودنا هذا إلى البحث في الأثر التحويلي للذكاء الإصطناعي وإستشراف ما سيكون عليه دور محافظ البنك المركزي بعد عقود من الزمن، وماذا سيحدث عند تحويل ملايين الوظائف إلى التشغيل الآلي؟ وهل بوسع التكنولوجيا المالية، رصد التغيّرات في العلاقات الإقتصادية وتقييم مخاطرها؟ وهل يمكن للأجهزة الإلكترونية أن تتولى مهمة إعداد السياسة النقدية.

وقال :”:لقد تسارعت مفاجآت الصيرفة الرقمية مع ظهور شركة فيسبوك الدولية المحدودة، وحصلت على حقّ تقديم الخدمات الأساسية مثل التحويلات المالية الإلكترونية، ومكّنت فيسبوك مستخدميها من إرسال الأموال إلى بعضهم البعض في تطبيق “ماسنجر”، وأضيف إليها التحويلات المالية بين الشركات، حيث تشير الدلائل إلى أنّ شركات التكنولوجيا الكبرى تعمل على منافسة البنوك وتقديم نفسها كوسطاء ماليين يحلون محل البنوك التقليدية، الأمر الذي يبشّر ويمهّد بتحويل المؤسسات المالية إلى شيء من الماضي من خلال توفير البنية البديلة للبنوك عبر مواقع تكنولوجية مثل “أمازون” و”غوغل” أو “فيسبوك”، ما يشير إلى أنّ الزمن الذي كنا نعيشه، عندما كانت الخدمات المالية تقدّم من قبل البنوك، يوشك على النهاية، وأنّ شركات مثل “غوغل” و “أمازون” و “فيسبوك” والعديد من شركات التكنولوجيا التي لديها الكثير من العلاقات مع عملائها سوف يكون بإمكانها الطلب من البنوك المركزية الحصول على رخص لإنشاء خدمات مالية أفضل من خدمات البنوك الحالية.

ومن المعتقد أن تكون حصّة شركات التكنولوجيا عملاقة لدرجة أنّ معظم البنوك قلقة من هذا التحوّل، حيث يتوقّع أن تصبح الخدمات المالية جذابة لشركات التكنولوجيا، وتصبح قادرة على إنتزاع وظيفة البنوك تدريجياً، وهذا يذكّرا كيف تطوّرت خدمات موقع “باي بال” تدريجياً حتى أصبح بنكاً إلكترونياً.

من جهة ثانية، هناك تحدٍ آخر، حيث قامت الشركة الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية “علي بابا” عبر ذراعها المالية المتخصصة بالمدفوعات عبر الإنترنت بطلب الحصول على ترخيص للمعاملات الإلكترونية في بريطانيا، في سعي منها لتوسيع نشاطها المالي عالمياً إنطلاقاً من أوروبا.

واختتم فتوح كلمته قائلا:”هناك الكثير ما يّبرّر للبنوك الشعور بالقلق بسبب نجاحات شركات التكنولوجيا، ففي العام 2018 أظهر مسح في 18 بلداً، أنّ واحداً من ثلاثة زبائن للبنوك وشركات التأمين العالمي مستعد لتغيير حساباته البنكية إلى “غوغل” و “أمازون” و “فيسبوك”، وما يزيد قلق البنوك اليوم إعداد تشريعات تُعزّز المنافسة تحت إسم “المصرفية المفتوحة”، وذلك عن طريق إجبار البنوك على السماح لطرف ثالث مثل أمازون أو غيرها للوصول إلى بيانات العملاء.

من جهة ثانية، وفي المستقبل القريب قد يتمكن عملاء البنك من الحصول على إجابات على إستفساراتهم البسيطة مباشرة عبر خدمة الدردشة مع منصّة الذكاء الإصطناعي، كما أن مفهوم الفروع المصرفية الكبيرة التي يعمل بها عدد كبير من الموظفين سيختفي ليحل محلّه الفروع المتنقلة “موبايل برانش” التي يمكن إستدعائها لتقديم خدمات للموظفين في شركة ما أو في تجمّع سكني معيّن، حيث تتيح هذه الفروع أداء الخدمات المصرفية عبر أجهزة الصراف الآلي وغيرها.

أمّا عن رحلة العميل داخل فرع البنك فإنها ستبدأ من عند روبوت الذكاء الإصطناعي الذي سيستقبل العملاء في كل فروع البنك، ويقدّم لهم المساعدة والمعلومات حول المنتجات والخدمات المصرفية، إضافة إلى إطلاعهم على مختلف الحلول المصرفية المبتكرة المقدّمة من البنك عبر إجراء محادثة معهم باللغة العربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى