حوادث وقضايارئيسىملفات وتقارير

«الحل عند الدب الروسي».. خبير يكشف لـ«عالم البيزنس» موعد انتهاء الأزمة الروسية الأوكرانية

كتبت: أمل سعداوي

  • «عبد الجواد»: روسيا ستنهي الحرب بعد الوصول إلى طريق عسكري مسدود
  • «مينا رفيق»: الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية ساهمت في الحد من الآثار السلبية للأزمة الأوكرانية 

أحداث ساخنة تشهدها الحرب الروسية الأوكرانية كل لحظة، والعالم يحبس أنفاسه لا يعلم إن كانت تلك الأخيرة أم لا، فالأزمة تأخذ كل يوم منحيًا جديدة، تارة تجد الحديث حول احتمالية استئناف المحادثات ما يجعل الأمور تهدئ وتارة أخرى تشهد أحداث تنذر بقيام حرب عالمية ثالثة.

فروسيا تصمم على عدم إنهاء تلك الحرب إلا بعد الانتهاء من عمليتها في أوكراينا، بينما تؤكد الأخيرة للأولى بأنها ليست «وليمة سهلة»، يمكن إلتهامها، فقد اخفق الجيش الروسي من السيطرة على ثلاث مناطق رئيسية بمنطقة دونبستك، ولوجانسك بإقليم دونباس شرقي البلاد، وفقًا لما أعلنه مسؤول عسكري بأوكرانيا.

مؤشرات انتهاء الأزمة أصبح بعيدًا عن الأنظار، خاصة بعد المفاوضات التي تحدث بين الطرفين ودخلت في شهرها الثالث دون جدوى، وما زاد الوضع سيئ.

ووفقًا لتصريحات وزير الخارجية الروسي، فإن رفع دول الغرب وأمريكا عقوباتها على روسيا هو جزء من مفاوضات السلام مع أوكرانيا.. فهل ستقبل دول الغرب هذا القرار وتخضع لروسيا لأنهاء تلك الحرب التي دخلت فيها دول العالم دون أن يكون لها ناقة بها ولا جمل أم سيكون هناك قرار أخر؟.

استمرار التعاون

الدكتور عاطف عبد الجواد

أكد عاطف عبد الجواد، باحث في العلوم السياسية جامعة جورج واشنطن والمحلل السياسي والخبير بالشؤون الأمريكي، أنه رغم استمرار الحرب في أوكرانيا والتي تقف الولايات المتحدة منها في موقف النقيض من روسيا فما زال البلدان يتعاونان في مجالات عديدة خارج الحرب منها أنهم تبادلا مسجونين الأسبوع الماضي .

أوضح «عبد الجواد»، في تصريحاته لـ «عالم البيزنس»، أن محطة الفضاء الدولية لا تزال تضم رواد فضاء روس جنبًا إلى جنب مع الرواد الأمريكيين. كما أن البلدين يستمران في اتصالات دبلوماسية مباشر عن طريق سفارتيهما في كل من وشنطن وموسكو. مُشيرًا إلى أن هذا التعاون يعرف باسم «عملية فصل بين القضايا».

أشار «عبد الجواد»، إلى أن الحرب والعقوبات مستمرة على مستوى والتعاون في مجالات معينة أخرى ما زال مستمرًا أيضًا، ولهذا السبب سيأتي يوم تستأنف فيه الدولتان التعاون في مجال الاستقرار الاستراتيجي رغم التجميد الروسي لتلك المفاوضات في الوقت الراهن ردًا على الضغوط الأمريكية الإقتصادية والعسكرية على روسيا.

لفت «عبد الجواد»، إلى أن السبب في ذلك هو أن تلك المفاوضات تخدم المصالح الروسية والأمريكية أيضًا ولكن روسيا تستخدمها كورقة ضغط على أمريكا.

أكد «عبد الجواد»، أن هناك مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا ولكنها لم تؤدي إلى أية نتائج، فيما استمرت القوات الروسية في الزحف على الأراضي الاوكرانية.

نهاية الحرب الحقيقة

مصنع عسكري كييف

أوضح «عبد الجواد»، أن روسيا تريد الهيمنة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الأوكرانية لكي تتفاوض في النهاية من مركز قوة، لكن الولايات المتحدة لن ترفع عقوباتها عن روسيا إلى أن تشهد نهاية حقيقية للحرب تؤدي إلى مفاوضات سلام دبلوماسي وانسحاب روسي من الأراضي الاوكرانية.

وطأة العقوبات

وعن تصريحات وزير الخارجية الروسي، فأكد «عبد الجواد»، أن معنى ذلك أن روسيا تشعر فعلًا بوطأة العقوبات وتريد مقايضة مفاوضات السلام برفع العقوبات.

طريق مسدود

حظر الواردات
أضاف «عبد الجواد»، أن الحرب ستنتهي في حالة واحدة وهي أن تشعر موسكو بأنها وصلت إلى مأزق عسكري أو طريق مسدود عسكريًا فتبدأ في طرح حلول دبلوماسية.

أشار «عبد الجواد»، إلى أنه لحفظ ماء الوجه سوف تدعي روسيا أنها حققت أهدافها بالهيمنة على شرق أوكرانيا وجزء من جنوب اوكرانيا.

تعهد بعدم الإنتصار

أوضح «عبد الجواد»، أنه قد يأتي هذا الإعلان الروسي في التاسع من مايو أثناء الاحتفال السنوي الروسي بعيد النصر -النصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية- لكن الحقيقة هي أنه لن يكون هناك نصر روسي نهائي أو حاسم لأن واشنطن تعهدت علنًا بأن موسكو لن تخرج منتصرة من الحرب.

أكبر صدمة منذ سبعينات القرن الماضي

الأزمة الروسية الأوكرانية
الدكتور مينا رفيق، خبير أسواق المال

وعلى الصعيد الاقتصادي، فقد أعلن البنك الدولي في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن صدمات الأسعار العالمية للغذاء والوقود قد تستمر حتى عام 2024. مؤكدًا أنها أكبر صدمة يتعرض لها العالم منذ سبعينات القرن الماضي، بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.

وفي هذا الصدد، قال مينا رفيق، خبير أسواق المال، إن تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية في توقيت التعافي بعد أزمة كورونا والتي أثرت بالفعل على الإمدادات الغذائية و معدلات الإنتاج و معدلات التضخم العالمية، زادت الوضع سوءًا.

أكد «رفيق»، في تصريحاته لـ «عالم البيزنس»، أن ذلك ساهم في تفاقم أزمة ارتفاع الأسعار العالمية بالأخص و أن روسيا تحتل مرتبة عالمية في إمدادات الوقود كما تحتل روسيا وأوكرانيا على مرتبة متقدمة في إمدادات القمح لبقية دول العالم.

أما عن الوضع في مصر، فأشار خبير أسواق المال، إلى أن عملية الإصلاح الاقتصادى التى اتخذتها الحكومة، ساهمت في تقليص حدة الأزمة.

أوضح «رفيق»، أن الحكومة اتجهت في الآونة الأخيرة لاتخاذ بدائل و تنويع مصادر واردات القمح و تشجيع المزارعين على توريد حصص أكبر من القمح لمواجهة الأزمة بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز و الاتجاه للتصدير ساهم أيضًا في الحد من آثار الازمة الإقتصادية.

إقرأ المزيد.. ماذا سيحدث للصين في حالة دعم روسيا عكسريًا وماديًا في حربها ضد أوكرانيا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى