صحة

بالتفاصيل … طرق مواجهة وعلاج الخوف والرعب والفزع لدى أطفالنًا

استكمالًا لموضوع الخوف والرعب والفزع والهلع الذي يصيب أطفالنا يقدم موقع «عالم البيزنس» في هذا التقرير كل ما يتعلق بأنواع الخوف عند الأطفال ومسببات هذه الحالة لديهم، وروشته علاجيه حددها علماء النفس والاجتماع لوقاية أبناؤنا من تحول الخوف الطبيعي إلى خوف مرضي يكون ملازمهم في جميع مراحل حياتهم.

أنواع الخوف والفزع والرعب والهلع الذي يصيب الأطفال

إن مشاعر الأطفال مهمة جدًا، وبالتالي فإن طرق التعامل معها لابد وأن تتسم بشئ من الحذر، ولا ينبغي إهمال جزء من تفاصيل تلك المشاعر، فالخوف عند الأطفال شعور من المشاعر التي سيختبرها بالتأكيد، والتي يجب علينا فهمها وفهم طبيعتها، وكيفية التعامل معها.

وللخوف عند الأطفال درجات تختلف من طفل لأخر، فقد يكون الخوف من أمور محسوسة مثل: الخوف من الحيوانات المفترسة، أو الخوف من أشياء غير محسوسة كالخوف من مجهول، أو الخوف من الفشل وعدم تحقيق النجاح، أو الخوف من الموت.

وكما ذكرنا في التقرير السابق أن العلماء حددو أنواع الخوف: بخوف طبيعي وخوف مرضي، وقالوا إن الخوف الطبيعي هو خوف يولد مع الإنسان كالخوف من الحيوانات المفترسة والزواحف والخوف من عدو والخوف من الظلام، وحالة الطفل في هذه الحالة هو شعور طبيعي نحو خطر يهدده.

أما الخوف المرضي هو خوف لا يتناسب مع المصدر أو العامل المثير، كالخوف من الأماكن المرتفعة، أو الخوف من ركوب الطائرة، أو الخوف من المصعد الكهربائي، أو السلالم الكهربائية وغيرها، والخوف من المناسبات الاجتماعية كالأفراح والحفلات وغيرها.

أطفالنا بين الخوف الطبيعي العادي والخوف المرضي

ينتاب الأطفال مع بداية حياتهم نوعان من الخوف إما خوف فطري أو خوف مكتسب، وفي هذه الحالة لا يفرق الآباء بين الخوف الفطري والخوف المكتسب الذي يكون عليه الطفل، ويكون رأيهم منقسم إلى:

  • يظن بعض الآباء أن المخاوف المكتسبة التي يعاني منها الطفل ما هى إلا مخاوف فطرية لديهم، فيحاولون حماية الطفل من مسببات هذه المخاوف باعتبارها شيئًا أصيلًا لا يمكن الفرار منه.
  • البعض الآخر يظن أن المخاوف الفطرية ما هى إلا مخاوف مكتسبة، ويحاولون باجتهاداتهم الشخصية أن يزيلوا هذه المخاوف، مما يزيد الأمر سوءًا.

طرق تحديد ما إذا كان خوف الطفل فطري أم مكتسب

يجب على الآباء والأمهات والمسئولين عن عملية تربية الأطفال والمعلمين رفع مستوياتهم في كيفية التفريق بين الخوف الطبيعي الفطري والخوف المرضي المكتسب، ومعرفة الطرق المثلى للتعامل مع خوف أطفالهم، فكما اوضح العلماء أن الخوف هو «هو حالة انفعالية شعورية، تتصاعد تدريجيًا أو فجأة، وتدل على أن شيئًا سيحدث للطفل أو للإنسان البالغ، فيتحرك بحذر لكي يسلم من عواقبه وآثاره.

ويجب على الوالدين أيضًا تحيد نوع الخوف الذي ينتاب طفلهم فهل هو خوف فطري (طبيعي، مرضي)، أو يكون خوف مكتسب، ويختلف الخوف المرضي عن الخوف الطبيعي الغريزي، فالخوف المرضي خوف معمم يشمل أشياء كثيرة، من الممكن أن يستمر مع الطفل حتى في مراحل متقدمة من عمره، أما الخوف الفطري يمر في حياة الطفل كخبرة طبيعية اكتسبها.

أنواع المخاوف الطبيعية في حياة الأطفال

حدد علماء النفس المخاوف الطبيعية الشائعة في المراحل المختلفة في حياة الأطفال ومنها:

  • من الولادة حتى سن السنتين:

في هذه المرحلة يخاف الأطفال من الأصوات العالية المرتفعة، ومن الأشخاص الذين لا يعرفونهم، ومن الابتعاد عن الوالدين وخاصة الأم، من الأجسام الكبيرة الضخمة.

  • من سن ثلاث سنوات إلى ست سنوات:

في هذه المرحلة يخاف الأطفال من أشياء خيالية منها الأشباح، والوحوش، والظلام، والنوم بمفردهم، وسماع الأصوات الغريبة.

  • من سن سبع سنوات إلى سن ست عشرة سنة:

في هذه المرحلة يخاف الأطفال من أشياء واقعية مثل الخوف من الإصابات، والخوف من الموت، والكوارث الطبيعية.

ماذا نفعل لو كان طفلنًا مصاب بالخوف؟

يجب على الآباء عند اكتشاف أي من أنواع الخوف عند أطفالهم في وقت مبكر، أن يتحلوا بالهدوء والإتزان، محاولين معرفة الأسباب المنطقية لحالة الخوف عند أطفالهم، وعدم تحقير الطفل بأنه فاشل أو خواف، فإن تردد ذلك سيطبع في نفس الطفل صورة سلبية عن والديه.

حيث يجب عليهم تعويد الأطفال على الأشياء التي يخافون منها، ويساعدوهم على مواجهتها تدريجيًا.

أما في حالة اكتشاف حالة الخوف عند الطفل في وقت متأخر فيجب اتباع بعض التعليمات التي حددها علماء النفس ومن أهمها:.

  • محاولة تخفيف آثار الخوف على الطفل، حتى لا يؤثر على حياته الدراسية.
  • محاولة تدريب الأطفال على الأشياء التي يخافون منها، وتعويدهم عليها.

احذروا: من الممكن أن يتحول الخوف إلى رعب ليلي

حذر اطباء وعلماء النفس من تحول الخوف في حياة الأطفال إلى رعب ليلي يوقظهم من نومهم في حالة خوف شديد وبكاء وصراخ، وقد يحدث ذلك بشكل متكرر، ويؤدي إلى جعل الأطفال خائفين دائما، وقد يصل الأمر إلى خوفهم من النوم حتى لا يحدث معهم تلك الأشياء، و«الرعب الليلي» عبارة عن شكل من أشكال اضطرابات النوم التي تؤرق الأطفال وأهاليهم على حد سواء.

وللرعب الليلي نوبات فجائية تحدث أثناء نوم الأطفال فيجلسون في اسررتهم، ويبدأون بالصراخ، ويتسرع تنفسه ونبضات قلبه، ويبدأون في الإنزعاج والرعب والخوف الشديد.

علامات الخوف عند أطفالنا

حدد علماء النفس بعض العلامات والدلائل التي يمكن من خلالها معرفة ما إذا كان الطفل خائف أم ماذا وما هو الشئ الذي يخاف منه، ومن تلك العلامات:-

  • رفض الطفل الانفصال عن والديه وخاصة الأم:

عند ملاحظات أن الطفل يتمسك دائما بالتواجد مع والديه وخاصة أمه لابد من التنبه أن هذا الطفل يعاني من حالة من حالات الخوف، ويعبر الطفل عن رفضة الانفصال عن والديه بالبكاء والصراخ.

  • رفض الطفل البقاء بمفردة:

كذلك فإن رفض الطفل البقاء وحيدًا من العلامات أيضا على خوفه، وفي هذه الحالة يقدم الطفل مبررات لكي يظل في جماعة.

  • الكوابيس المتكررة لدى الأطفال:-

يعتبر الكوابيس المتكررة من العلامات التي يمكن الاعتماد عليها لتحديد ما إذا كان الطفل مصاب بالخوف أم لا، والكوابيس هنا بخلاف الأحلام السيئة العارضة، إنما تكون متكررة.

  • يكون الطفل دائما متشتت ومندفع.
  • يكون الطفل دائما عصبي، وتظهر عليه تشنجات وقتية.
  • نوم الطفل لفترات طويلة على عكس المتعاد، وظهور عرق غزير على يديه.
  • زيادة معدل التنفس وزيادة سرعة ضربات القلب.
  • شعور الطفل بالعثيان والصدام وآلام في المعدة.

ويجب على الوالدين وخاصة الأم إذا ما ظهر على طفلها أي من هذه الأعراض أن تتحدث معه وتعطيه ثقة أكثر في نفسه وتساعده على تجاوز تلك الحالة.

ما يجب أن لا يقال لطفلك

يجب على الوالدين تجنب بعض الكلمات والعبارات أثناء حديثهم مع أطفالهم، وخاصة عند صدور سلوكات سيئة منهم، لأن تلك الكلمات تؤثر بالسلب في نفوسهم ويكون مردودة الإيجابي أقل وهي:-

  • كل الأمور تمام.

  • مفيش حاجة تخاف منها.

  • خوفك غير منطقي وغير مبرر.

  • أخوك أو صحبك ميعملش كدًا.

  • متكنش سخيف.

كيفية مواجهة الخوف عند أطفالنا وعلاجه

أكد علماء النفس أن مستوى خوف الطفل يعتمد على درجة القلق الذي يعاني منه، وتجاربه الماضية التي مر بها، وعلى مدى خياله، لذلك يجب على الوالدين إعطاء الطفل مزيدًا من الوقت، محاولين تجنيب تعرض الطفل لأحداث وموافق يمكن أن تثير المخاوف لديه، في هذه الحالة يصبح الطفل مستعدًا بشكل أفضل للتعامل مع مخاوفه بعد مرور فترة قصيرة.

كذلك يجب على الآباء والأمهات تجنب إلقاء المحاضرات للأطفال وتوجيه اللوم والتوبيخ لهم، وتقبلهم لحقيقة مخاوف أطفالهم على أنها أمور منطقية، ويحاولون دائما تقديم الدعم اللازم لأطفالهم عندما يكونوا خائفين.

كما يجب على الوالدين إدراك ان تلك الحالة إذا كان الخوف مرضي فهي حالة طبيعية في حياة الطفل، حيث يجب أن يكون لدى الطفل حذر صحي، فقد يكون الأشخاص الذين لا يعرفهم الطفل خطرين.

يجب أن يقوم الوالدين بتعليم أطفالهم كيفية مواجهة المخاوف، بحيث يستطيعون تعلم مهارات سلوكية تجعلهم يشعرون بالتحكم بشكل أفضل في مخاوفهم.

وحدد العلماء روشته علاجية للخوف عند الأطفال في النقاط التالية:-

  • ضرورة إزالة خوف الطفل بربط ما يخيفه بانفعال سار.

  • ضرورة زيارة الطبيب النفسي عند تحول خوف الطفل إلى صرع ليلي.

  • ضرورة تشجيع الأطفال على الاندماج مع آخرين وتفاعلهم معهم.

  • ضرورة إزالة المخاوف لدى الوالدين أولًا حتى لا تنتقل لأطفالهم.

  • ضرورة التعاون بين المدرسة والمنزل في علاج الأطفال، وعدم استعمال التخويف بالضرب في المدارس.

اقرأ أيضًا:

بالتفاصيل … أسباب الخوف والرعب والفزع والهلع عند أطفالنا

https://www.facebook.com/The.Agricultural.Bank.of.Egypt

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى