الأخباررئيسىملفات وتقارير

بعد انسحابها.. تركيا تعزز قاعدة «الوطية» وترسل دعمًا عسكريًا جديدًا

كتبت – جيلان محمد

بعد ان قام طيران أجنبي بقصف رادارات ومنظومات دفاع تركية في الوطية، والتي تعتبر منظومة دفاع جوي تركية على الأراضي الليبية، أرسلت تركيا دعما عسكريا جديدا إلى قاعدة الوطية الجوية الليبية التي تسيطر عليها فصائل حكومة الوفاق بعد أيام على القصف الذي دمر منظومات دفاعها الجوي بالقاعدة.

وتناقل ناشطون ليبيون صورا لرتل عسكري مكون من عدة شاحنات محملة بأسلحة ومعدات في طريقه إلى قاعدة الوطية الجوية، بعد تفريغ طائرة شحن عسكرية تركية حمولتها في مطار معيتيقة بالعاصمة طرابلس.

وكانت وسائل إعلام تركية، أكدّت مطلع الأسبوع الحالي، أن الجيش التركي يعدّ لنشر منظومة دفاع جديدة في قاعدة الوطية الجوية، بعد التدمير الذي طال المنظومة السابقة، إثر تعرّض القاعدة فجر الأحد الماضي إلى عدّة غارات جويّة.

تركيا تُنصب منظومات دفاع جوية وبحرية في ليبيا

وذكرت التقارير أن الجيش التركي سيقوم قريبا بنصب منظومات دفاع جوي جديدة، وأنه سيفعّل منظومة “إس 125” التي اقتناها من أوكرانيا أخيرا، فوق المجال الجوي لمدينة سرت، وبعض المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للأتراك في غرب ليبيا.

ولم يتوقف التدخل التركي في الشأن الليبي بإنشاء قواعد جوية فحسب، حيث أعلنت القوات البحرية التركية، أمس، أنها ستجري مناورات بحرية ضخمة قبالة السواحل الليبية خلال الفترة المقبلة.

وكشفت وسائل إعلام تركية أن هذه المناورات ستجرى قريبا، وهي بمثابة تدريب تحسبا لاندلاع أي حرب في شرق المتوسط، علاوة على ما وصف بالتوترات المتصاعدة التي شهدتها ليبيا في الفترة الأخيرة.

ونقلت وسائل الإعلام، أن تلك المناورات المرتقبة سيطلق عليها اسم “نافيتكس”، وستجري قبالة السواحل الليبية في 3 مناطق مختلفة، وسيحمل كل منها اسم خاصا وهى “بربروس” و”ترجوت رئيس” و”تشاكا باي”.

وأفيد بأن المناورات البحرية التركية ستجري في المياه الدولية بمشاركة 17 طائرة حربية و8 قطع بحرية، كي تثبت “تركيا قدرتها على السيطرة على المنطقة جوا وبحرا”، ويأتي الإعلان عن هذه المناورات بعد أيام معدودة من زيارة قائد القوات البحرية التركية، الأدميرال عدنان أوزبال إلى العاصمة الليبية طرابلس إلى جانب وزير الدفاع خلوصى آكار.

مظاهرات ليبية مناهضة بعد زيارة وزير الدفاع التركي

في المقابل، خرج آلاف الليبيين، بداية الأسبوع الحالي، في مظاهرات حاشدة في بنغازي وغيرها من المدن الليبية للتنديد بالتدخل التركي السافر في بلادهم، الذي وصفوه بـ”الاحتلال”.

ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة للتواجد التركي في ليبيا ولافتات “ليبيا لم ولن تركع للنظام التركي” و”لا لصفقة بيع ليبيا للنظام التركي” و “ليبيا مقبرة الغزاة الأتراك العثمانيين” وشعارات أخرى داعمة للجيش الليبي.

وجاءت هذه المظاهرات بمثابة رد شعبي على زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ورئيس هيئة الأركان التركية يشار غولار لطرابلس ومصراتة، اللذين تفقدا خلالها القوات التركية هناك، وكذلك على تصريحات الوزير المستفزة التي تحدث فيها عن بقاء تركي في ليبيا إلى الأبد.

بداية التدخل التركي في الشان الليبي

بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تحقيق مطامعه للسيطرة على غاز المتوسط،في بداية شهر يناير من العام الجاري، بعد أن صادق البرلمان التركي على مشروع قرار يسمح بإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة في طرابلس.

وأكد رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب موافقة البرلمان على مشروع القرار، في خطوة تمهد الطريق إلى تعاون عسكري متزايد مع حكومة السراج على الرغم من انتقادات المعارضة.

وكانت هذه الخطوة استجابة لطلب حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج. ومن شأن هذا التفويض البرلماني أن يتيح للحكومة التركية اتخاذ القراربشأن توقيت إرسال القوات ونطاق انتشارها وعددها.

تركيا تعلن عن إرسال قوات إلى ليبيا

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في منتصف شهر يناير من العام الحالي، عن البدء في إرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس قبل أيام من موعد قمة في برلين بشأن الصراع الدائر في ليبيا.

وأضاف أردوغان، الذي تحدث في أنقرة، أن بلاده ستستمر في استخدام كل الوسائل الدبلوماسية والعسكرية لضمان الاستقرار إلى الجنوب من أراضيها بما في ذلك ليبيا. ومن المقرر أن يجتمع أردوغان مع زعماء ألمانيا وروسيا وبريطانيا وإيطاليا يوم الأحد المقبل لبحث الصراع.

كما صرح أن تركيا ستبدأ في منح تراخيص للتنقيب والحفر في شرق البحر المتوسط العام الحالي تمشيا مع اتفاق بحري أبرمته مع ليبيا. موضحا أن السفينة التركية أوروج ريس ستبدأ أنشطة مسح سيزمي بالمنطقة.

وبعد ثلاثة ايام من من إعلان أردوغان، استمراره في التدخل في شأن الدولة الليبية، شهدت العاصمة برلين مؤتمر دولي، وعدت فيه أبرز الدول المعنيّة بالنزاع الليبي، باحترام حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا وبعدم التدخّل في شؤونها الداخليّة، سعيًا منها إلى إعادة السلم إلى هذا البلد الذي تمزّقه حرب أهليّة.

ووصف وزير الخارجية الروسي لافروف قمة برلين حول ليبيا بال “مفيدة جدا”، فيما وصفتها المستشارة أنغيلا ميركل بـ”الخطوة الصغيرة إلى الأمام”. في المقابل قال خبير في الشأن الليبي إن نتائجها كانت “مخيبة”.

مصر والجامعة العربية تنددان بقرار برلمان تركيا بشأن ليبيا

دعت جامعة الدول العربية، إثر اجتماع طارئ على مستوى السفراء إلى “منع التدخلات الخارجية في ليبيا”، في إشارة الى اعتزام تركيا ارسال قوات لدعم حكومة السراج.

واعتبر مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة العربية أن خطوة موافقة البرلمان التركي على تفويض الرئيس أردوغان بإرسال قوات إلى ليبيا، تعد إذكاء للصراع الدائر هناك، وأنها تتجاهل ما تضمنه القرار العربي الصادر عن مجلس الجامعة في أواخر شهر ديسمير من العام الماضى.

مصر تحذر من أي تدخل عسكري في ليبيا

كما سارعت مصر إلى إدانة موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا بأشد العبارات. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن “مصر تحذر من مغبة أي تدخل عسكري تركي في ليبيا وتداعياته، وتؤكد أن مثل هذا التدخل سيؤثر سلباً على استقرار منطقة البحر المتوسط، وأن تركيا ستتحمّل مسئولية ذلك كاملة.

وحذر الرئيس عبدالفتاح السيسي، من تدخل مباشر للقوات المصرية في ليبيا، إذا واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق تقدمها نحو سرت التي تسيطر عليها قوات المشير خليفة حفتر.

واثناء تفقده وحدات الجيش المصري بالمنطقة العسكرية الغربية، صرح “بأن أي تدخل من الدولة المصرية بات له الشرعية الدولية، مضيفا سواء في ميثاق الامم المتحدة، حق الدفاع عن النفس أو بناء علي السلطة الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي “مجلس النواب”.

الجزائر ترفض أي قوة أجنبية في ليبيا مهما كانت

بدورها أكدت الجزائر رفضها وجود أى قوة أجنبية “مهما كانت” في ليبيا. وفي تصريح على هامش إرسال مساعدات إنسانية إلى ليبيا، قال صبري بوقادوم، وزير الشؤون الخارجية، إن الجزائر “ستقوم في الأيام القليلة القادمة بالعديد من المبادرات.

وتسعى الجزائر لاتخاذ الحل السلمي للأزمة الليبية ما بين الليبيين فقط”. ورغم أنه لم يشر صراحة لقرار البرلمان التركي إلا أن وزير خارجية الجزائر شدد على أن بلاده “لا تقبل بوجود أي قوة أجنبية مهما كانت.

ودانت السعودية  موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا دعما لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في ليبيا، معتبرة أنه “تصعيد يشكل تهديدا للأمن الإقليمي والعربي”، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان نشرته الوكالة الرسمية إن لتصعيد التركي يشكل تهديداً للأمن والاستقرار في ليبيا وتهديداً للأمن العربي والأمن الإقليمي كونه تدخلاً في الشأن الداخلي لدولة عربية في مخالفة سافرة للمبادئ والمواثيق الدولية.

الإمارات تعتبره انتهاك واضح ومسوغاته واهية

وفي ذات السياق أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة، التدخل التركي في ليبيا،  معتبرة إياه انتهاكا واضحا لمقررات الشرعية الدولية، ورارات مجلس الأمن حول ليبيا.

وحذرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها من مغبة اي تدخل عسكري تركي في ليبيا وتداعياته، مؤكدة رفضها لأي مسوغات قانونية واهية تستخدمها تركيا.

كما نوهت الوزارة بالدور الخطير الذي تلعبه تركيا بدعمها للتنظيمات المتطرفة والإرهابية عبر نقل عناصر متطرفة إلى ليبيا، مما يبرز الحاجة الملحة لدعم استاعدة منطق الدولة الوطنية ومؤسساتها في ليبيا مقابل منطق الميليشيات والجامعات المسلحة الذي تدعمه تركيا.

أما المجلس الأعلى للدولة في ليبيا فقد رحب بموافقة البرلمان التركي، وقال في بيان بموقعة الاليكتروني اليوم:” نرحب بمذكرة تفويض تسمح للرئاسة التركية بإرسال قوات تركية بناء على طلب حكومة الوفاق الوطني في مواجهة العدوان الخارجي الداعم للانقلاب على السلطة الشرعية بدول ومرتزقة، وقتل أبناء الشعب الليبي في سبيل السيطرة على الحكم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى