أسواق المالرئيسىملفات وتقارير

«بلومبرج» تكشف مؤشرات تحسن آفاق النمو الاقتصادي العالمي رغم جائحة كورونا

كتب: مجدي دربالة

كشفت وكالة بلومبرج العالمية، في تقريرها الشهر لرصد حركة الأسواق عن هذا الأسبوع، مؤشرات تحسن آفاق النمو الاقتصادي العالمي رغم جائحة كورونا.

حركة الأسواق العالمية

وأشارت الوكالة العالمية، إلى أن عمليات البيع المكثف لسندات الخزانة الأمريكية في شهر مارس، استمرت مدفوعة بحزم التحفيز المالي التي أقرها الرئيس جو بايدن للنهوض بالاقتصاد المتضرر جراء جائحة كورونا والبالغ قيمتها 1.9 تريليون دولار أمريكي، والتي عززت من توقعات التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية.

بالتالي زيادة توقعات التضخم. وظل ارتفاع عوائد سندات الخزانة في الولايات المتحدة الأمريكية محور الاهتمام هذا الشهر مع قيام المستثمرين بتقييم تأثير هذا الارتفاع على العديد من فئات الأصول الأخرى. وكان المشاركون في الأسواق خلال الشهر يترقبون رد فعل لجنة السياسة النقدية تجاه ارتفاع العوائد. ولكن اتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، وصرح أنه ليس في عجلة من أمره لتشديد السياسة النقدية او حتى تقليص معدل شراء الأصول، وذلك خلال اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.

كما قام البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع توقعاته للنمو الاقتصادي والتضخم، مع الإقرار بأن تعافي الاقتصاد بالفعل يسير بخطى سريعة، إلا أنه على الرغم من هذا الانتعاش.

فقد أكد البنك أن الاقتصاد لا يزال بعيدًا عن مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا، وأن ارتفاع التضخم سيكون مؤقت، الى جانب أن الفيدرالي سيبقي معدلات أسعار الفائدة بالقرب من الصفر طالما لم يتم تحقيق هدفي السياسة النقدية بعد.

التحفيزات الأمريكية

وبالرغم من النهج التيسيري الذي اتبعه البنك الاحتياطي الفيدرالي، لا يزال استمرار الصراع بين المستثمرين و والبنك المركزي حيث لزالت الأسواق تتوقع بتشديد السياسات النقدية بدءا من عام 2022. واستقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية في النصف الثاني من الشهر.

وعلى الرغم من التقلبات التي شهدتها أسواق الأسهم خلال هذا الشهر، إلا أن تعاملات شهر مارس أغلقت على ارتفاع، حيث بدأ المستثمرون في استيعاب آفاق التعافي الاقتصادي، وخطة جو بايدن لتحفيز الاقتصاد، وكذلك التقدم المحرز بعمليات طرح وتوزيع اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

في غضون ذلك، ارتفع الدولار مدفوعًا بارتفاع عوائد سندات الخزانة، وحالة التفاؤل الاقتصادي مما ضغط بدوره على الذهب، وعلى عملات الأسواق المتقدمة الأخرى، وعملات الأسواق الناشئة.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أكدت البيانات الاقتصادية لشهر مارس تحسن آفاق النمو الاقتصادي.

وفيما يتعلق بفيروس كورونا، نجحت كلٌ من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة في تخفيض عدد حالات الإصابة والوفيات جراء فيروس كورونا، وزيادة عدد اللقاحات المطروحة.

تحسن آفاق النمو الاقتصادي

ومع ذلك، تشهد أوروبا بداية الموجة الثالثة في ظل المشاكل التي تواجهها في برنامج التطعيمات، كما تقوم العديد من الدول في المنطقة بإعادة فرض الإغلاق. وكان هذا الشهر مليئًا باجتماعات السياسة النقدية في كل من الأسواق المتقدمة والناشئة.

ومن المتوقع أن تؤدي شيكات المساعدات النقدية البالغ قيمتها 1400 دولار أمريكي إلى زيادة دخل المستهلكين، وبالتالي زيادة إنفاقهم.

تم إقرار خطة الرئيس جو بايدن لتحفيز الاقتصاد المتضرر جراء جائحة كورونا والبالغ قيمتها 1.9 تريليون دولار أمريكي خلال شهر مارس، مما عزز تفاؤل المستثمرين بشأن حدوث تعافي اقتصادي، وفي الوقت نفسه ارتفعت توقعات التضخم وتزايدت المخاوف من حدوث فرط نشاط اقتصادي.

مع تحرك عوائد السندات ارتفع منحنى الفارق بشكل حاد، خاصة منحنى فارق العائد بين سندات الخزانة لآجل عامين والسندات لآجل عشرة أعوام الذي شهد اتساعًا كبيرًا. لا تزال عوائد سندات الخزانة الأمريكية هي محور الاهتمام خلال شهر مارس، حيث أنهت هذا الشهر عند أعلى مستوياتها منذ عام بعد إقرار حزم التحفيز المالي، بينما شهدت أسوأ أداء ربع سنوي لها منذ عام 2016.

الاقتصاد الأمريكي

ازدادت توقعات تعافي الاقتصاد الأمريكي بشكل أسرع من المتوقع، مدفوعة بعملية طرح وتوزيع اللقاح، مع إقرار حزم التحفيز المالي الإضافية، التي دفعت توقعات التضخم إلى مستويات عالية لم تسجل منذ أكثر من سبع سنوات، مع اقتراب توقعات معدل التضخم، المنعكسة من عائد السندات المرتبطة بالتضخم ذات أجل خمس سنوات، من مستوى الـ 3%.

شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعًا للشهر الثالث على التوالي، ولكن بمقدار يقل عما شهدته خلال شهر فبراير.

ولا يزال ارتفاع عوائد السندات يهدد الأسهم الأمريكية، مع تحرك معامل الارتباط الى المنطقة السلبية.

كما تعزز الدولار على خلفية ارتفاع عائدات السندات الأمريكية إلى جانب التفاؤل المحيط بالتعافي الاقتصادي.

ومع ذلك ، كانت المكاسب مدفوعة في المقام الأول بالأسهم الدورية (الشركات الصناعية والمالية بشكل رئيسي) حيث يركز المستثمرون على آفاق الانتعاش الاقتصادي. على الرغم من ارتفاع العوائد، تمكنت الأسهم من تحقيق مكاسب خلال الشهر، مدعومة بحزم التحفيز المالي وتوقعات زيادة النشاط الاقتصادي، وذلك على خلفية عمليات التطعيم والبيانات الاقتصادية الإيجابية.

قطاع التكنولوجيا

وفي الوقت نفسه، حقق قطاع التكنولوجيا مكاسب أقل حيث أثر ارتفاع عائدات السندات بالسلب على تقييمات الأسهم التكنولوجية. وبغض النظر عن التحول في تركيز المستثمرين، فقد سجلت أسواق الأسهم ارتفاعات قياسية وسط معدل تذبذب أقل مع كل هذه المؤثرات، تراجع كل من الذهب والين الياباني، بسبب التفاؤل المحيط بالتعافي الاقتصادي وارتفاع الدولار.

كما تباطأ النمو السابق الذي شهدته أسهم الشركات الصغيرة.

ومع ذلك، تفوق الجنيه الإسترليني على اليورو بسبب برنامج التطعيم الأسرع والتوقعات بقرب إعادة فتح الاقتصاد. كما انخفض كل من اليورو والجنيه الإسترليني على خلفية قوة الدولار، وتراجع اليورو بسبب تأخر عمليات طرح وتوزيع اللقاح في المنطقة.

وفي أثناء ذلك، تتوقع الأسواق تشديد مبكر للسياسة النقدية، وتعكس التعاملات التوقع برفع الفائدة مرة واحدة على الأقل في عام 2022 وثلاثة ارتفاعات إضافية بحلول عام 2023 … انتظر المستثمرون رد فعل من بنك الاحتياطي الفيدرالي وسط ردود أفعال فئات الأصول وارتفاع عوائد السندات، ولكن لا يزال معظم مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي يتوقعون أن تظل معدلات الفائدة قرب الصفر حتى عام 2023 في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في مارس.

 

النمو الاقتصادي العالمي

وعلى أرض الواقع، جاء تقرير الوظائف لشهر مارس أفضل مما كان متوقعًا مع وصول قطاع الوظائف غير الزراعية إلى أعلى مستوياته منذ سبتمبر 2020، ووصل معدل البطالة إلى أدنى مستوى له منذ مارس 2020، لكن كلاهما ظل أسوأ من مستويات ما قبل الجائحة … قام بنك الاحتياطي الفيدرالي بمراجعة توقعاته الخاصة بالتضخم والنمو الاقتصادي بالزيادة في اجتماعه المنعقد في مارس، وخفض توقعاته للبطالة وسط ترقب بحدوث انتعاش اقتصادي قوي

ويظل مقياس التضخم الأكثر مشاهدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي أقل من متوسط ​​هدفه البالغ 2.0%…

يبدو أيضًا أن المملكة المتحدة تحاول ان تبقي الفيروس تحت السيطرة مع انخفاض عدد الحالات اليومية. وبالانتقال إلى الأوضاع الحالية لجائحة كورونا، شهدت أوروبا بداية موجة ثالثة، بينما استمرت الولايات المتحدة في السيطرة على انتشار الفيروس إلى حد ما.

كثفت المملكة المتحدة من جهود التطعيم وتحافظ على حالة مستقرة إلى حد ما مع استهدافها تطعيم معظم السكان البالغين بحلول فصل الصيف. كما أن أوروبا لا تزال متأخرة من حيث جهود التطعيم، حيث تجاوزت الولايات المتحدة القارة بأكملها من حيث جرعات اللقاح التي يتم إعطاؤها يوميًا.

أما من حيث نسبة تغطية عدد جرعات اللقاح الى عدد السكان، تتصدر إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وتشيلي، تليها المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

لقاحات كورونا والتحفيز

على الصعيد العالمي، تتصاعد جهود التطعيم أيضًا بقيادة الولايات المتحدة حيث تتفوق من حيث عدد للقاحات التي يتم إعطاؤها.

وكذلك عملاتها في الأسواق الناشئة، فشلت المعنويات الإيجابية في دعم الأسواق حيث أنهت الأسهم تداولات شهر مارس على انخفاض

ويمكن تفسير خسائر العملات إلى حد ما، من خلال انخفاض التدفقات إلى أسواق الأسواق الناشئة كما هو موضح أدناه. مع تراجع غالبية عملات الأسواق الناشئة متأثرة بقوة الدولار.

وعلى الرغم من ارتفاع سعر الفائدة القياسي ، كانت الليرة التركية هي الخاسر الأكبر خلال شهر مارس، حيث تراجعت العملة مع استمرار الرئيس أردوغان في الضغط على ثقة المستثمرين من خلال إجراء تغييرات متكررة لرؤساء المؤسسات الرئيسية في البلاد، وخاصة محافظ البنك المركزي قبل إقالة محافظ البنك المركزي التركي الأسبق ، كان البنك المركزي التركي يبقي سعر الفائدة الرئيسي سابقا للتضخم المتزايد. ويبقى أن نرى ما إذا كان المحافظ الجديد سيتبع نفس السياسة.

مع ظهور اتجاه عرضي في العديد من الأسواق الرئيسية تسبب استمرار المخاوف الناتجة عن فيروس كورونا أيضًا في ضعف في أسواق السلع.

فشل حادث إغلاق قناة السويس في تعزيز أسعار النفط بشكل دائم وبدلاً من ذلك تراجعت بسبب المخاوف من الإغلاق في أوروبا، واضطراب انتعاش الطلب للنفط. بينما ينتظر المستثمرون التداعيات.

اقرأ أيضًا.. «بلومبرج» تكشف أسباب تراجع النفط عالميًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى