عالم الفنملفات وتقارير

تعرف على أمنية محمود المليجي قبل أن يكون ممثل

محمود المليجي الذي ولد بحي المغربلين بالقاهرة عام 1910 وسط أسرة بسيطة، كان أبوه يعمل تاجرًا للخيول والسيارات، حصل المليجي على شهادة المدرسة الخديوية الثانوية.

محمود المليجي وهو شاب - صورة أرشيفية
محمود المليجي وهو شاب – صورة أرشيفية

ولم يكمل محمود المليجي تعليمه بسبب حبه للتمثيل، وقبل أن يصبح من أفضل الممثلين والفنانين الذين عرفتهم الشاشة الذهبية والفضية، تمنى أن يكون مطربًا، حيث قال في إحدى اللقاءات التلفزيونية: “منذ إلتحاقي بالمدرسة الخديوية غنيت أمام مدرس الموسيقى فطردني لأن صوتي نشاز، وكان ذلك الأستاذ هو موسيقار الأجيال «محمد عبد الوهاب»، أما بداية التمثيل في حياة المليجي فكانت عن طريق تقليد اساتذته في الفصل أثناء دراسته.

بداية التمثيل في حياة محمود المليجي

بدأ محمود المليجي حياته الفنية في فرقة فاطمة رشدي التي يرجع لها الفضل في اكتشافه وإسناد الأدوار له، حتى أصبح الفتى الأول بفرقتها، وانتقل بعدها المليجي في عام 1926 لينضم إلى فرقة رمسيس عام 1926 والتي عمل بها ملقنًا لفترة طويلة ثم، صار ممثل بالفرقة القومية، وخلال فترة الستينات التحق شرير الشاشة إلى فرقة إسماعيل ياسين وشارك في كتابة عدد من الأفلام منها «سجين أبو زعبل»، كما أنتج المليجي ثلاثة أعمال سينمائية هى: «فيلم عواطف، وأبو الليل، وألو أنا القطة».

أول أفلام محمود المليجي

كانت بداية أفلام البطولة في حياة شرير الشاشة محمود المليجي فيلم «الزواج» الذي عرض عام 1933، أمام الفنانة فاطمة رشدي وقدم فيه المليجي دور الفتى الأول، وبعد مشاهدة فاطمة رشدي للفلم لم يعجبها أداءها، وقامت بحرق النسخة الوحيدة للفيلم.

أفيش فيلم الزواج لمحمود المليجي وفاطمة رشدي
أفيش فيلم الزواج لمحمود المليجي وفاطمة رشدي
فيلم الزواج محمود المليجي وفاطمة رشدي
فيلم الزواج محمود المليجي وفاطمة رشدي

وكان ثاني أعمال الفنان محمود المليجي السينمائية فيلم «وداد» الذي عرض عام 1936 أمام سيدة الغناء العربي أم كلثوم.

أول أجر يتقاضاه محمود المليجي من الفن

كان أول أجر «راتب» يتاقضاه محمود المليجي نظير عمله في الفن «واحد جنيه» في اليوم، ثم تدرج هذا الأجر وأصبح «خمس جنيهات»، وبعدها تقاضي «25 جنيهًا» في الأسبوع، حتى وصل أجره عن العمل الواحد «12 ألف جنيه» وهو مبلغ كبير في منتصف القرن العشرين، وكان أغرب راتب تقاضاه المليجي عبارة عن «مفاتيح سيارة» تقدر فيمتها بـ «3 آلاف جنيه» في الستينات.

أدوار الشر التي لازمت محمود المليجي في جميع أعماله السينمائية

أشتهر الفنان الكبير محمود المليجي في معظم أعماله وخاصة السينمائية بتقديم أدوار الشر، والتي جسد خلالها دور قاطع الطريق، والبلطجي، وتاجر المخدرات، والسارق، واللص، وغيرها من أدوار التي اتسمت بالعنف والتي أصبحت ملازمة له في حياته وعرفه الجمهور بها، فيقول المليجي عن هذه الأدوار: “أدوار الشر التي اشتهرت بها لازمتني منذ فيلم «ليلي العمرية» عام 1947.

واستطعت التخلي عنها بعد نجاحي في فيلم «الأرض» عام 1969

وبمقياس شباك التذاكر لم يكن محمود المليجي نجمًا يأتي الجمهور إلى دور العرض من إجله، بل عاصر فترات إزدهار نجوم السينما المصرية ومنهم «يوسف وهبى، ونجيب الريحاني، وأنور وجدي، ويحيى شاهين، وكمال الشناوي، وفريد شوقي، وعمر الشريف، ورشدي أباظة وغيرهم».

الأدوار التي كان يرفضها محمود المليجي يقوم بها فريد شوقي

كان الفنان الكبير محمود المليجي أكبر من الفنان «فريد شوقي» بـ 12 عامًا، وكان ما يؤديه فريد شوقي في أربعينيات القرن الماضي من أدوار الشر على طريق المليجي، وكان المنتجون يرون فريد شوقي بديلًا للمليجي، حتى أن الأعمال التي كان يرفضها محمود المليجي كان يذهب بها المنتجون إلى فريد شوقي للقيام بها، ونتيجة لتسارع الحياة أصبح «فريد شوقي» ممثلًا كبيرًا في خمسيننيات القرن الماضي، وأصبح الجمهور يأتون إليه خصيصًا ويقطعون تذاكر الأعمال السينمائية بإسمه، ولم يتصدر اسم محمود المليجي أفيش الأفلام أبدًا حسبمًا قال هو، وفيلم الأرض الذي كان بطله، سبق اسم نجوى إبراهيم اسمه في التترات.

الزواج في حياة الفنان محمود المليجي

تزوج الفنان الكبير محمود المليجي من الفنانة «علوية جميل» في منتصف القرن الماضي، والتي تعرف عليها لأول مرة في فرقة يوسف وهبى.

محمود المليجي وزوجته علوية جميل
محمود المليجي وزوجته علوية جميل

وبسبب علاقته القوية بزوجتة «علوية» لم يستطع الزواج من الراقصة «لولا صدقي» التي أحبها عام 1953، وفي آواخر ستينات القرن الماضي تزوج المليجي من الفنانة «درية أحمد»، حتى وصل الخبر إلى زوجته «علوية جميل» التي أجبرته على تطليقها على الفور.

كما تزوج محمود المليجي من فتاة تدعى «فوزية الأنصاري» كانت تعمل بفرقة أم كلثوم أجبرته زوجته كذلك على تطليقها.

وفي نهاية السبعينات تزوج المليجي من الفنانة «سناء يونس» والتي يعتقد الكثير من الناس أنها ماتت وهى عانس.

محمود المليجي وزوجته سناء يونس
محمود المليجي وزوجته سناء يونس

الجوائز التقديرية في حياة محمود المليجي

حصل الفنان الكبير محمود المليجي خلال رحلته الفنية الكبيرة على العديد من الجوائز في السينما والمسرح وشهادات التقدير، وحصل المليجي أيضًا على جائزة الدولة في الفنون والآداب، وحصل على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، ووسام الصداقة والتعاون من لبنان، ووسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة، في عام 1980 عيين المليجي عضوًا بمجلس الشورى تقديرًا لسجله الحافل بالأعمال الفنية.

نهاية فنية مأسوية لمحمود المليجي

وكما بدأ شرير الشاشة محمود المليجي حياته بالأعمال الفنية اختتمها كذلك بعمل فني، حيث توفي المليجي خلال تصوير فيلم «أيوب» الذي شاركه فيه البطولة الفنان الراحل الكبير «عمر الشريف»، والفنانة الراحلة «مديحة يسري»، والذي كان يجسد فيه دور «فاضل» وهو رجل أعمال.

وبينما هو يؤدي المشهد الثالث من مشاهده في الفيلم، طلب أن يشرب كوب من القهوة، وبعد تناوله أول رشفه اضطجع على كرسيه وقال لعمر الشريف: “يا أخي الحياة دي غريبة جدًا، الواحد فيها ينام ويصحى، وينام ويشخر” حتى راح في النوم وعلى صوت شخيره، وبعدها انقطع الصوت حتى اكتشفوا أن محمود المليجي قد فارق الحياة في مشهد أتقنه كما أتقن جميع أعماله الفنية.

https://www.youtube.com/watch?v=Crv7nXR-bTQ

وأبلغ عمر الشريف المنتج ممدوح الليثي بخبر وفاة المليجي، فأسرع بالحضور إلى مكان التصوير ليتأكد من الخبر فوجده قد مات، ثم حمله ممدوح الليثي إلى بيته فلم وصل وجد المصعد معطل، فصعد به خمسة أدوار وهو يحمله، ثم وضعه على سريره وأخبر زوجته «علوية جميل» لتكون معه في أخر حياته كما كانت معه في بدايتها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى