ملفات وتقارير

خاص/ رحلة إلى مسجد السيد البدوي

كتبت: أمل سعداوي

كان مجرد زاوية صغيرة، حتى تحول إلى مسجدًا كبيرًا ليصبح أحد أهم المعالم السياحية والآثار الإسلامية في منطقة وسط الدلتا، تم بناءه على مساحة تبلغ 6300 متر على يد علي بك الكبير حاكم مصر في زمن المماليك، و تعود أصول بناءه إلى القرن الـ 13، ليكون الحديث عن مسجد السيد البدوي بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، الذي أصبح واحدًا من أكبر مساجد مصر.

مربع الشكل به صحن كبير تحيطه به الأروقة من جميع الجهات وتغطي الصحن قبة مرتفعة، في الناحية الغربية يقع ضريح السيد البدوي، والذي يضم مجموعة من مقتنياته منها مسبحته التي يبلغ طولها عشرة أمتار وبها ألف حبة وصنعت من خشب العود والعنبر. وتخرج منها رائحة المسك، هذا بجانب عمامته ولثامه وعصاه الخشبية، وأيضًا أضرحة آخرى.


فكيف بنى هذا الضريح؟.. وكيف تحول هذا المسجد إلى أحد المعالم التي تحوى على العديد من الأضرحة والذي له طقوسه الخاصة؟.. وما قصة السيد البدوي؟

بداية الرحلة

في العام 1199، ولد أحمد ابن علي ابن إبراهيم ابن محمد ابن أبي بكر، وينتهي نسبه بـ «علي زين العابدين أبن الحسين»، ولقب بالسيد أحمد البدوي، في بلاد المغرب، وذلك بعدما هاجرت عائلته من  الحجاز إلى أرض المغرب في العام 73 هجرية في عصر الدولة الاموية بعدما زاد اضطهاد الحجاج أبن يوسف الثقفي للعلويين.

استقرت أسرته بالأخير في مدينة فاس بالمغرب حتى القرن السادس هجريًا، أي ما يقارب 500 عام.

كانت بدية  رحلة «البدوى» بعد اضطراب الاَوضاع في المغرب عقب قيام دولة الموحدين، ليبدأ اضطهاد العلويين مرة أخري ليقرر والده أن يهاجر مه أسرته إلى الحجاز من أجل أداء فريضة الحج، ليستقروا هناك قرابة الـ 6 سنوات بمكة في عهد الملك العادل شقيق صلاح الدين الأيوبي.

تغير كليًا

كان عمر «البدوي» 13 عامًا عندما توفي والده لتتغير حياته كليًا، عكف على العبادة، واعتزل الناس وعاش في صمت ورفض الزواج ولم يكن يتحدث سوى قليل، ليأتي من هناك لقب «البدوي» كما عكف في عزلته على دراسة تعاليم أمامي الصوفية في العراق عبدالقادر الجيلاني وأحمد الرفاعي.

في نهاية الثلاثينات من عمره، قرر «البدوي» الرحيل عن مكة لينتقل إلى الموصل والتقى هناك بسيدة تسمى فاطمة بنت برلي والتي لم تسطيع  إغواءه بجمالها الشديد لتعيش هي وقبيلتها تتعبد على طريقة وتعاليم احمد البدوى.

رؤية تغير مجرى حياته

في مطلع الأربعينات من عمره جاء «البدوي» إلى مصر وتحديدًا في مدينة طنطا وذلك بعدما شاهد رؤية في منامه ثلاث مرات أمر فيها بالسير إلى طنطا قيل له في الرؤية:«سر إلى طندتا -طنطا حاليًا- فإنك تقيم فيها وتربى رجالًا وابطالًا».

عاش مع الشيخ ركين التاجي واستقر معه 12 عامًا، ثم انتقل بعد ذلك إلى دار ابن شحيط وهو شيخ الناحية بطنطا، وآثناء الغزوات الصليبية المتكررة، تقدم بالاشتراك بجانب الشعب في الانتصار علي الصليبيين.

وتوفي في العام 675 هجرية دفن داخل ذلك المنزل، وأقام أحد تلاميذه بجوار قبره خلوة وتحولت فيما بعد إلى زاوية عرفت بالأحمدية. وخلفه من بعده تلميذه عبد العال، ليبني مسجده وكان فى البداية على شكل خلوة كبيرة بجوار القبر، ثم تحولت إلى زاوية للمريدين، ثم بنى له على بك الكبير المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح.

يُعد السيد البدوى ثالث أقطاب الولاية الأربعة لدى الطرق الصوفية، وإليه تنسب الطريقة البدوية ذات الراية الحمراء، وأطلق عليه العديد من الألقاب منها البدوى وشيخ العرب والسطوحى وأبا فراج.

كل عام يحرص أبناء الطرق الصوفية على إقامة احتفالان لمولد السيد البدوى الأول في شهر أبريل يسمى بالمولد الرجبى، والآخر في أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذى يُعد أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر على الإطلاق، و يزور  أكثر من 2 مليون زائر فى المتوسط خلال أسبوع.










إقرأ أيضًا.. خاص/ سراديب الموتى وأصل المثل الشعبي «نكسر وراهم قلة».. حكايات مقابر كتاكومب بالإسكندرية

https://www.facebook.com/The.Agricultural.Bank.of.Egypt

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى