د. رشا فهمي تكتب: «مراحل ما بعد الصدمة»

مؤمن المصري2022/03/12 . 11:11 مساءً

130

د. رشا فهمي - أخصائي العلاج السلوكي والإرشاد النفسي وذوي الاحتياجات الخاصة

صدمات الإنسان

الكثير منّا يتعرض في حياته لصدمات من آلام الفقد أو الغدر أو الخيانة من الأصدقاء أو الشريك، أو فقدان الوظيفة أو الخسارة في عالم البيزنس أو الحوادث غير المتوقعة التي يتعرض لها الإنسان، تجعله ينصدم في أقرب الناس إليه.

أنواع الفقدان

وهناك العديد من أنواع الفقد، منها فقدان إنسان عزيز عليه مثل الأب أو الأم، وكذلك فقدان مكانة أو سلطة أو منزل تربى فيه. وربما يفقد جزءً من جسده أو ينصدم حال معرفة أنه لا يستطيع الإنجاب.

أنواع الخيانة

والخيانة أيضاً لها انواع عديدة، وربما الإنسان لا يتأثر بخيانة البعيد عنه، ولكنه يتأثر أكثر بخيانة القريب منه، لأنها تعد ألماً غير متوقع، فالحبيب أو الصديق لا تتوقع منه الغدر أو الخيانة، ويبدو أن عقلية الإنسان في حد ذاتها لا تستطيع ترجمة ما يحدث من هذا الشخص خصيصًا.

مراحل ما بعد الصدمة

يتعرض الشخص المصدوم لمجموعة أعراض، تنقسم إلى 5 مراحل، وتُسمى من قبل علماء النفس «أعراض ما بعد الصدمة النفسية»

1- مرحلة الإنكار

وفيها يتجنب المصدوم الاعتراف بما حدث له، ثم يأتي رد الفعل الأولي من صراخ أو بكاء أو الصمت أو فقدان الوعي أو التشنجات.

2- مرحلة الأسئلة

يسأل المصدوم نفسه في البداية، لماذا حدث له ذلك، وقد يشعر بالتقصير واللوم لنفسه، فيما حدث له من أذى نفسي أو بدني.

3- مرحلة التفاوض

يبدأ الشخص المصدوم في محاولة إيجاد سبب لما حدث له، ويحاول دائماً التفكير في الحلول الممكنة التي يتعايش معها واقعياً.

4- مرحلة الإكتئاب

يبدأ المصدوم فيها بالعزلة في غرفته بالأسابيع، ويصمت ويكره التحدث مع الغير، ولا يثق في من حوله، ويكاد أن يرفض الواقع.

5- مرحلة التقبل

وهي آخر مرحلة في اضطراب ما بعد الصدمة لأنه يبدأ في فهم ما حدث له وأسبابه سواءً فقد أو خيانة ويحاول الخروج من تلك الصدمة بأقل الخسائر.

وذلك ربما يحدث بالتفكير العميق أو بالرد على الأسئلة التي طرحها أو بتقبل الأمر الواقع والاستسلام له، وربما ياتي بسبب دعم من حوله له ومساعدته على الخروج من تلك الأزمة بسلام، وإقناعه بصغر حجم الحدث وأنه شيء سيء وذهب أو عن طريق الجلسات العلاجية علي يد طبيب نفسي متخصص.

وفي النهاية تلك الحياة عبارة عن محطات ومراحل وصدمات وأيام جميلة وأخرى مرة، فلا تعتقد أن قطار الحياة يقف عند محطة واحدة، وربما الصدمة تجعل منك إنسان قوي صلب يتحمل صعوبات الحياة وتزيدك خبرة.. وإن بعد العسر يسراً.