كتب – حسام الروبي
استشهد طبيباً جديداً من الجيش الأبيض، الدكتور محمود خضر، الذي أعطى زميله الطبيب المصاب بفيروس كورونا «قبلة الحياة» فلحق به إلى دار الخلود.
وحين تتغلب المشاعر على العقل تقع الأخطاء؛ ولكن هذا الخطأ مُستمد من قيم الوفاء والإخلاص للصداقة، لا يلومه عليه أحد.
وقد اشتهر الدكتور محمود خضر بكفاءة شهد بها جميع المتعاملين معه سواء أطباء أو مرضى، ولم يختلف عليه اثنين، وعُرف بالحزم في كل تصرفاته داخل غرفة العمليات أو خارجها.
وفى لحظة فارقة وجد الدكتور نفسه فى اختبار صعب، بعد رؤية صديقه ورفيق دربه الدكتور منير الذي سقط ضحية كورونا يعانى من أزمة فى التنفس وصلت ذروتها.
وحتى يتمكن الدكتور منير من البقاء حياً لحين وصوله لجهاز التنفس، لم يجد صديقه الدكتور محمود خضر بديلاً عن إجراء التنفس الصناعي له بقبلة الحياة.
وبالرغم من يقينه بانتقال العدوى لكنه فعلها، ورفض أن يتخلى عن صديقه فى أحلك اللحظات، وليس لديه مانع أن يشاركه الألم أو حتى أن يلقى مصيره.
هذا المعدن الآصيل لطبيب من جيش مصر الأبيض، أظهر أسمى معاني الوفاء.
كانت قبلة الحياة للدكتور منير .. ولكنها أصبحت قبلة الخلود للدكتور محمود خضر.
تجدر الإشارة إلى ارتفاع عدد شهداء الأطباء المتوفين إثر الإصابة بفيروس كورونا إلى 54 شهيد من الجيش الأبيض.
نرشح لك : وفاة 5 أطباء متأثرين بإصابة كورونا والعدد يرتفع إلى 52 شهيد
