علوم و تكنولوجيامنوعات
عالم البيزنس: اقتصاد المعرفة تعريفاته وسماته
نستكمل في هذا التقرير الحديث عن «تعريف اقتصاد المعرفة» ضمن سلسلة اقتصاد المعرفة والذي بدأنه في الموضوع السابق بنشأة علم اقتصاط المعرفة
تعريف اقتصاد المعرفة
استخدمت مسميات عدة لتدل على اقتصاد المعرفة كاقتصاد المعلومات، واقتصاد الإنترنت، والاقتصاد الرقمي، والاقتصاد الإفتراضي، والاقتصاد الإلكتروني، والاقتصاد الشبكي، واقتصاد اللاملموسات، وكل هذه المسميات تشير في مجملها إلى اقتصاد المعرفة، وتستخدم هذه المسميات غالبًا بطريقة متبادلة، مما يبين أن مسألة تحديد تعريف جامع لهذا العلم لم تلقى إجماعًا حتى الأن بين أوساط الباحثين والمنظرين، ومن التعاريف التي يمكن استخدامها لتوضيح اقتصاد المعرفة منها:
- أن اقتصاد المعرفة نظام اقتصادي يمثل فيه العلم الكيفي والنوعي عنصر الإنتاج الأساس، والقوة الدافعة لإنتاج الثور
- اقتصاد المعرفة هو ذلك الاقتصاد الذي يعمل على زيادة نمو معدل الإنتاج بشكل مرتفع على المدى الطويل لاعتمادة بشكل أساسي على تكنولوجيا الإعلام والاتصال.
- وقد حدد التقرير الاستراتيجي العربي تعريف لاقتصاد المعرفة بإنه اقتصاد جديد فرضته طائفة جديدة من الأنشطة المرتبطة بالمعرفة وتكنولوجيا المعلومات، ومن أهم ملامحه التجارة الإلكترونية
- وكذلك يعرف اقتصاد المعرفة بأنه اقتصاد متطور قائم على الاستخدام الواسع النطاق للمعلوماتية وشبكة الإنترنت في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي وخاصة في التجارة الإلكترونية، مرتكزًا على قوة المعرفة والإبداع والتطور التكنولوجي خاصة ما يتعلق بتكنلوجيا الإعلام والاتصال.
- كذلك قدمت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية قدمت تعريف لاقتصاد المعرفة بإنه ذلك الاقتصاد المبني أساسًا على إنتاج ونشر واستخدام المعرفة والمعلومات.
- كذلك عرفه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عام 2003 بإنه نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاية في جميع مجالات النشاط المجتمعي الاقتصادي والمجتمع المدني والسياسي والحياة الخاصة وصولًا لترقية الحالة الإنسانية باطراد أي إقامة التنمية الإنسانية، ويتطلب الأمر بناء القدرات البشرية الممكنة، والتوزيع الناجح للقدرات البشرية.
- وعُرف اقتصاد المعرفة كذلك بأنه الاقتصاد الذي يدور حول الحصول على المعرفة والمشاركة فيها واستخدامها وتوظيفها وابتكارها، بهدف تحسين نوعية الحياة بكافة مجالاتها من خلال خدمة معلوماتية ثرية، وتطبيقات تكنولوجية متطورة واستخدام العقل البشري كرأس المال، وتوظيف البحث العلمي لإحداث مجموعة من التغييرات الاستراتيجية في طبيعة المحيط الاقتصادي وتنميته ليصبح أكثر استجابة وانسجامًا مع تحديات العولمة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعالمية المعرفة، والتنمية المستدامة.
- ويعرف البنك الدولي اقتصاد المعرفة بأنه: الاقتصاد الذي يحقق استخدامًا فعالًا للمعرفة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وجلب المعارف الأجنبية وتكييف وتكوين المعرفة من أجل تلبية احتياجاته الخاصة.
- وهناك من يعرف اقتصاد المعرفة بأنه اقتصاد المنتجات الذكية: أي أن هذه المنتجات هي بعض ملامح اقتصاد المعرفة القائم على تكتل المعلومات وتراكمها في جهاز الكمبيوتر الذي يقوم بدوره بتحليلها وتنسيقها ليتعاطى مع أحداث الواقع بما يتناسب معها تمامًا، كما يتعاطى معها الإنسان الراشد
- ومن كل التعريفات السابقة يمكن القول بإن اقتصاد المعرفة هو ذلك الاقتصاد الذي يشكل فيه إنتاج المعرفة وتوزيعها واستخدامها، هي المحرك الرئيسي لعملية النمو المستدام ولخلق الثروة وفرص التوزيف في كل المجالات، كذلك فإنه الاقتصاد الذي ينتج المعلومات بعد العصر الصناعي، وهو فرع جديد من فروع العلوم الاقتصادية يقوم على فهم جديد لدور المعرفة ورأس المال البشري في تطور الاقتصاد وتقدم المجتمع.
- اقتصاد المعرفة والاقتصاد القائم على المعرفة
- استخدم بعض الاقتصاديين مصطلح الاقتصاد القائم على المعرفة أو الاقتصاد المبني على المعرفة للدلالة على ما يعرف باقتصاد المعرفة، ولكن لتسارع التحولات الاقتصادية والتطورات التكنولوجية فقد قام بعض الباحثين بإعادة النظر والتمييز بين اقتصاد المعرفة والاقتصاد القائم على المعرفة :
- فاقتصاد المعرفة: هو ما يتعلق باقتصاد عمليات المعرفة ذاتها، أي إنتاج وصناعة المعرفة وعمليات البحث والتطوير، سواء من حيث تكاليف العملية المعرفية مثل تكاليف البحث والتطوير أو تكاليف إدارة الأعمال، أو إعداد الخبراء وتدريبهم من جهة، وبين العائد أو الإيراد الناتج من هذه العملية باعتبارها عملية اقتصادية مجردة.
- أما الاقتصاد القائم على المعرفة ينصب إلى معرفة أكثر اتساعًا ورحابة فتشمل دلالتها حجم قطاعات المعرفة والمعلومات والاستثمارات داخل نسيج الاقتصاد، ومدى تغلغل المعرفة والتكنولوجيا في الأنشطة الإنتاجية، فالاقتصاد القائم على المعرفة يعتبر مرحلة متقدمة من الاقتصاد المعرفي، أي أنه يعتمد على تطبيق الاقتصاد المعرفي في مختلف الأنشطة الاقتصاديىة والاجتماعية مثل التزاوج بين تكنولوجيا المعلومات مع قطاعات متعددة كالاتصالات وغيرها.
خصائص وسمات اقتصاد المعرفة
- يتسم اقتصاد المعرفة بالقدرة على استخدام وتوليد المعرفة، والقدرة على ابتكارها، ذلك لأن اقتصاد المعرفة لا يمثل المصدر الأساسي للثروة فقط، إنما يُعد أساس الميزة المكتسبة في الاقتصاد الجديد، فالمعرفة هي الوسيلة الأساسية هذه الأيام لتحقيق كفاءة عمليات الإنتاج والتوزيع وتحسين نوعية وكمية الإنتاج وفرص الاختيار بين السلع والخدمات المختلفة سواء بالنسبة للمستهلكين أو المنتجين.
مميزات الاقتصاد المبني على المعرفة
- يتميز اقتصاد المعرفة أو الاقتصاد المبني على المعرفة بالآتي:
- لا تعتبر المسافات عائق أمام عملية التنمية الاقتصادية أو الاتصال أو التعليم أو نجاح المشروعات أو الاندماج الكامل في المجتمع بشكل عام
- المعرفة متاحة بشكل متزايد لكافة الأفراد ويتم توفيرها بصورة تتوافق والاحتياجات الفردية والاجتماعية بما يمكن كل فرد من اتخاذ القرارات بصورة أكثر حكمة في كافة مجالات الحياة
- كل فرد في المجتمع ليس مجرد مستهلك للمعلومات ولكنه أيضًا صانع أو مبتكر لها.
- اقتصاد المعرفة اقتصادًا منفتح على العالم، لأنه لا يوجد اقتصاد يمكنه خلق واحتكار المعرفة دون أن يشارك أو يستورد المعارف الجديدة من الآخرين، كما أن المناخ الاقتصادي على المستوى الكلي في الاقتصاد المبني على المعرفة يجب أن يكون مشجعًا للاستثمار في المعرفة والمعلومات والقدرة على الإبتكار، وهو أمر مهمة جدًا، لأن ضمان الاقتصاد المبني على المعرفة يقتضي ضرورة تشجيع الاستثمار في المستقبل.
- كذلك فإن اقتصاد المعرفة يرتكز على الاستثمار في الموارد البشرية باعتبارها رأس المال المعرفي والفكري.
- يعتمد اقتصاد المعرفة على القوى العاملة المؤهلة والمدربة والمتخصصة في التقنيات الجديدة.
- يعتمد اقتصاد المعرفة على التعلم والتدريب المستمرين وإعادة التدريب التي تضمن للعاملين مواكبة التطورات التي تحدث في ميادين المعرفة.
- يوظف اقتصاد المعرفة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات توظيفًا يتصف بالفعالية لبناء نظام معلوماتي فائق السرعة والدقة والاستجابة.
- يساهم اقتصاد المعرفة في انتقال النشاط الاقتصادي من إنتاج وصناعة السلع إلى إنتاج وصناعة الخدمات المعرفية.
- يساعد اقتصاد المعرفة على تفعيل عمليات البحث والتطوير كمحرك للتغيير والتنمية.
- يسهم اقتصاد المعرفة في ارتفاع الدخل لصناع المعرفة كلما ارتفعت مؤهلاتهم وتنوعت كفاياتهم وخبراتهم.
- يمتاز اقتصاد المعرفة بالمرونة الشديدة وسرعة التغير، ويتطور لتلبية احتياجات متغيرة، كما يمتاز بالانفتاح والمنافسة العالمية.
- يمتلك اقتصاد المعرفة القدرة على الابتكار وإيجاد وتوليد منتجات فكرية معرفية جديدة لم تكن الأسواق تعرفها من قبل.
- يتسم اقتصاد المعرفة بارتباطه بالذكاء والقدرة الابتكارية والخيال والوعي الإدراكي بأهمية الاختراع والخلق والمبادرة والمبادأة الذاتية والجماعية.
سمات الاقتصاد المبني على المعرفة
يمكن من خلال التعرف على الاقتصاد المبني على المعرفة تحديد آثر ثورة المعلومات على الاقتصاد والمجتمع وكيف يمكن أن يتلائم نموذج التنمية الشاملة الوطنتية مع هذه التغيرات العالمية ولتحديد ذلك نوضح سمات الاقتصاد المبني على المعرفة
- الاقتصاد المبني على المعرفة تجاه متنام نحو آفاق التكامل العالمي.
- الاقتصاد المبني على المعرفة يساهم في الانتقال من التمركز إلى الانتشار.
- الاقتصاد المبني على المعرفة يساعد على الانتقال من النمطية إلى التنوع حيث كانت الاحتكارات الضخمة في الستينيات من القرن العشرين تنتج أعدادًا هائلة من المنتجات ذات نمط موحد وكان توزيعها يتم عبر شركات توزيع ضخمة وقوية، مما كان يفرض هذه النماذج على الأسواق القومية.
- الاقتصاد المبني على المعرفة ينقل الشركات والاقتصاد من الانغلاق إلى الانفتاح كيث كانت شركات الستينات والسبعينيات من القرن العشرين تسعى نحو الانغلاق أي نحو إنتاج كل شئ ضمن اقسام الشركة بما في ذلك توزيع المنتج وتسويقه، ولكن وفقًا لاقتصاد المعرفة يتميز اقتصاد العالم اليوم بقدرته على صنع السيارة أو الحاسوب أو أية آلة أخرى في أربعة بلدان مختلفة ثم يمكن أن تجمع أجزاؤها في بلد خامس.يمتاز الاقتصاد المبني على المعرفة بالتحول من الدورة الطويلة في التصنيع إلى التسارع التنافسي والسعي إلى تخفيض عمر المنتج.
- يتميز الاقتصاد المبني على المعرفة باعمتاده على فريق العمل لأن المنتجات الجديدة تنتقل من المصممين إلى المنتجين ثم إلى الموزعين وأخيرًا إلى العملاء.
- يسهم الاقتصاد المبني على المعرفة على إعادة توزيع الأرباح والمسئوليات والسلطات.
- يساهم الاقتصاد المبني على المعرفة على خلق نظام جديد للثروة بسرعة شبكات الاتصال.
