حوادث وقضايارئيسىملفات وتقارير

قتل البراءة.. صغيرات في ثوب الزفاف

  • كتبت: أمل سعداوي
  • طبيب نساء: قد تصاب الفتاة القاصر بتسمم الحمل
  • استشاري نفسي: ما يحدث في حق الأطفال هو اغتيال لبراءتهم
  • أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي: زواج القصر يسبب حدوث خلل في المجتمع
  • محامي بالنقص: زواج القصر يكلف الدولة الكثير من النفقات

انتشرت خلال الفترة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، صورًا لطفلين في حفلة خطوبتهما، الأمر الذي آثار موجة من الغضب بين رواد السوشيال ميديا مطالبين بمعاقبة كل من شارك في هذا الأمر خاصة وأن الأطفال لا يدركون ما يفعلون، ليفتح باب النقاش من جديد حول زواج القصر، التي تعد جريمة ترتكب في حق طفولتهم.

ففي شهر ديسمبر الماضي، شهدت قرية «أم خنان» بمركز الحوامدية بمحافظة الجيزة، حفلة خطوبة لطفلين، أحدهم يبلغ من العمر 11 عامًا والأخر 12 عامًا، وانتشرت الصور بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وتمكنت رجال الأمن عن طريق الصور الوصول لوالد العروس، وتم احتجازه بتهمة خطوبة قاصر، رغم تشديدات الدولة لمنع زواجهم.

ووفقًا لمنظمة اليونيسف، فإن زواج القصر هو زواج غير رسمي بين طفلين تحت سن الـ18 عامًا ، وأن أكثر من 120 مليون فتاة سيتزوجن قبل عيد ميلادهن الـ18 وذلك بحلول عام 2030.

لم يقتصر الأمر على مجرد زواج، بل تطور الأمر إلى حدوث طلاق ما يتسبب في حدوث مشاكل اجتماعية واقتصادية في البلاد، وحدوث أضرار نفسية لكل من الزوجين «الطفلين»، بخلاف الأضرار الجسدية التي تحدث للفتاة نتيجة دخولها في علاقة هي غير مؤهلة لها.

أضرار جسدية

زواج القصر
دكتور محمد جبريل – استشاري نساء وتوليد

أكد الدكتور محمد جبريل، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب جامعة الأزهر، في تصريحات لـ «عالم البيزنس»، أن هناك العديد من الأضرار الجسدية التي تحدث للطفلة القاصر نتيجة الزواج، وتتمثل في التالي:

  • حدوث نزيف أثناء العلاقة الزوجية.
  • تسمم حمل.
  • ضعف في الحمل، وترسيب الكالسيوم في العظام.
  • تكون عرضه للولادة القيصرية، نتيجة عدم اكتمال الحوض لديها.
  • زيادة الوزن أثناء الحمل نتيجة أضطراب الهرمونات.
  • قلة الوعي لديها بشأن تنظيم الأسرة ما يعرضها للحمل أكثر من مرة الأمر الذي يتسبب في إصابتها بأمراض عديدة منها سكر الحمل.
  • اضطراب في الجهاز التناسلي لعدم اكتماله.
  • اضطراب في مواعيد الدورة الشهرية.

لفت الدكتور محمد جبريل، إلى أنه بيتم التعامل مع تلك الحالات بأهتمام ورعاية أكثر بسبب صغر سنها.

اغتيال براءة الأطفال

الدكتور وليد هندي – استشاري الصحة النفسية

قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن زواج القصر هو اغتصاب مقنن، واغتيال لبراءة الأطفال في حقهم بالاستمتاع بالحياة.

أكد هندي، في في تصريحات لـ «عالم البيزنس»، أن زواج القصر منتشر على نطاق واسع، فوفقًا للإحصائيات الرسمية لواقع المسح السكاني لسنة 2015، فإن 14% من الزوجات أطفال في عمر ما دون 15 عامًا.

أضاف استشاري الصحة النفسية، أن الفترة الماضية كانت تسجل نحو 300 ألف حالة زواج قصر يوميًا في الشهر العقاري وترتفع لـ500 ألف حالة في فصل الصيف ويسمى في تلك الفترة بـ«الزواج السياحي».

أكد «هندي»، أنه هناك العديد من الأسباب وراء زواج القصر، منها اجتماعية، ثقافية، اقتصادية، مُشيرًا إلى أن البعض يتجه لزواج أطفالهم الفتيات بحجة العفة والستر.

وعن الأضرار التي من الممكن أن تحدث لضحايا تلك الجريمة، أشار استشاري الصحة النفسية، إلى أن هناك العديد من الأضرار التي من الممكن أن تحدث لها، منها:

  • انخفاض حول مفهوم الذات.
  •  جهل نتيجة عدم استكمال التعليم.
  • ‏طلاق مبكر ما يتسبب في سوء حالتها النفسية.
  • عدم التكيف العاطفي.
  • فقدان ثقافة التعامل مع أطفالها، سواء في الرضاعة أو أساليب التربية.
  • فقدان ثقافة التعامل مع النفس خاصة في فترة الحمل.

أكد استشاري الصحة النفسية، أن على برامج الإعلام تسليط الضوء حول تلك الجريمة التي تنتهك في حق الأطفال عن طريق إنتاج مسلسلات وأفلام تتناولها لتوعية المواطنين بخطورة هذا الأمر.

تابع: على رجال الدين إجراء خطب جمعة موحدة على مستوى الجمهورية لتوعية المواطنين، وتوضيح أن المولى عز وجل لم يحدد سن معين للزواج، وأيضًا تفعيل دور الجمعيات الأهلية اتجاه هذا الأمر.

وطالب «هندي»، برعاية الأطفال القصر الذي تم زواجهم عن طريق إقامة محميات لهم، لإعادة تأهيلهم للمجتمع، وإدخالهم في مشاريع الأسرة المنتجة.

وأيضًا إجراء مساحات لمعرفة أكثر المناطق التي يتم بها زواج القصر، للقضاء عليها بشكل كامل.

مشاكل اجتماعية واقتصادية

من جانبه، قال الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن زواج القصر يترتب عليه مشاكل اجتماعية واقتصادية، لأن عقد الزواج لا يمكن أن يوثق لعدم وصولهم للسن القانوني، ما يترتب عليه مشاكل بسبب عدم تسجيل الأطفال الناتجة عن تلك الزيجة بأسماء أبائهم.

أضاف قناوي، في تصريحات لـ «عالم البيزنس»، أن هذا الأمر يتسبب في حدوث خلل في المجتمع، كما يظل الطفل الناتج عن الزيجة لفترة طويلة بدون شهادة ميلاد أو التطعيمات التي يحتاجها في تلك الفترة، وغيرها.

أكد «قناوي»، أن الأطفال الذين يتعرضون للزواج قبل بلوغ السن القانوني، يصبحون في حالة عدم إدراك ما يحدث حولهم، كما أنهم غير مؤهلين للعمل، ما يتسبب في زيادة نسبة البطالة، ما يترتب عليه مشاكل اقتصادية.

ووفقًا لصندوق الأمم المتحدة، فإن الأسباب التي تدفع الآباء لتزويج أطفالهم القصر فتتمحور حول فقر أهل الطفل، أو رغبتهم في تحسين حياتهم المادية عن طريق المهر.

أعباء كثيرة

من جانبه، قال أيمن محفوظ، المحامي بالنقض، إن زواج القصر يكلف الدولة الكثير من النفقات، لما يتسبب به من أعباء لعدم قدرتهم على العمل، أو حتى إدارة منزل.

أضاف  محفوظ، لـ عالم البيزنس»، أن الزواج المبكر، هو انهيار للأطفال، وانتهاك صارخ لحقهم في الاستمتاع بحياتهم، واعتداء صارخ على حالتهم النفسية.

أكد المحامي بالنقض، أن الأهالي يتجهون لزواج أطفالهم بحجة الستر، مؤكدًا أن تلك ادعاءات باطلة والدين لا يقرها.

أشار «محفوظ»، إلى أنه وفقًا للمادة 227، فقرة 1، من قانون العقوبات، فإنه:”يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين أو بغرامة لا تزيد عن ثلاثمائة جنيه، كل من أبدى أمام السلطة المختصة بقصد إثبات بلوغ أحد الزوجين السن المحدد قانونيًا لضبط عقد الزواج ويعلم أنها غير صحيحة، أو حرر أو قدم أوراقًا كذلك، متى ضبط عقد الزواج على أساس هذه الأقوال أو الأوراق”.

معتقدات مغلوطة

أشار المجلس القومي للطفولة والأمومة، إلى أنه لا تزال عادة الزواج المبكر موجودة على نطاق كبير في القرى المصرية، وذلك نتيجة معتقدات مغلوطة تحتاج إلى تكاتف كافة الجهات الحكومية والأهلية لتغيير قناعة العائلات بأن الزواج المبكر بمثابة اغتصاب حقيقي لبراءة الطفولة.

أكد المجلس، أنه قام خلال العام الماضي بتكثيف جهوده للتوعية المتمثلة في حملات طرق الأبواب، والندوات، والمؤتمرات، وذلك بالتنسيق مع شبكة الرائدات الريفيات المنتشرة في جميع القرى المصرية.

كما خصص  خطاً هاتفيًا ساخنًا لنجدة الطفل برقم «16000»، والتي تمكن من إحباط الكثير من الزيجات للأطفال.

ووفقًا للإحصاءات الرسمية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء الأخيرة، فإن نحو 117 ألف حالة زواج تحت سن 18 عاماً سنويًا دون أية أوراق ثبوتية، والتي تُشكل نحو 40 في المئة من إجمالي حالات الزواج بالبلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى