ماذا أنجز «بايدن» أول 100يوم من الحكم؟.. طارق فهمي يُجيب
كتبت: أمل سعداوي
مر 100 يومًا على تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن، حكم البلاد بعد منافسة شرسة مع غريمه الرئيس السابق دونالد ترامب، ليكتب التاريخ أسم بايدن الرئيس 46 لأمريكا، ليبدأ عهد جديد للبلاد.
وتعهد “بايدن” بتنفيذ عدداً من الوعود خلال الـ 100 يوم الأولى من توليه الحكم والتي كان من أهمها توفير لقاح لفيروس كورونا الذي أودي بحياة الألاف من الأمريكان، بالإضافة إلي تغير سياسية سلفه دونالد ترامب التي تسببت في الكثير من المشاكل على الصعيد المحلي والعالمي “وفقاً لرؤية الكثير من المعارضين له”.
في اليوم الأول من توليه الحكم أصدر قراراً بجعل الكمامة إجبارية في المكاتب الفيدرالية وأثناء التنقل بين الولايات المتحدة، وتمكن من توفير 100 مليون جرعة من لقاح كورونا في اليوم 59 من توليه الإدارة.
انتصار عظيم
كما تمكن من توزيع ما يقارب من 200 مليون جرعة خلال الـ 100 يوم الأولى من الحكم.
تمكن أيضاً من فتح ما يقارب من 49% من المدارس الابتدائية والإعدادية مع بقاء جزء من التعليم عن بعد.
كما نجح من الإنضمام لمنظمة الصحة العالمية بعد أن خرج منها سلفه ترامب العام الماضي، واتفاقية باريس المناخ، هذا بجانب عقد قمة المناخ التي ضمت ما يقارب 40 من قادة العالم، لإظهار أن أمريكا قادرة على إبطاء تغير المناخ.
وعلى الجانب الاقتصادي، نجح بايدن في تمرير خطة التحفيز التي تبلغ قيمتها 1.9 تريليون دولار، لتحسين الاقتصاد الأمريكي التي تأثر بسبب تداعيات الأزمة العالمية.
محاربة العنصرية
أما بخصوص العنصرية، فأعرب “بايدن” عن استياه مما يحدث وعن حزنه لما حدث لصحاب البشرة السمراء جورج فلويد التي توفى نتجية وضع ضابط شرطة قدمه على رقبته لدقائق.
كما تعهد بتعديل أوضاع الأقليات وإصلاح قوانيين العدالة الجنائية، لمواجهة العنصرية.
فيما يتعلق بأمور الهجرة، فقد أنهى ما يعرف باسم “حظر السفر” وأوقف ترحيل المخالفين، واقترح خطة لإعطاء الجنسية لنحو أحد عشر مليون مهاجر غير شرعي.
كما سمح للأشخاص الموجودين في الولايات المتحدة بشكل غير شرعي وهم أطفال بالبقاء، لكن تعامله مع قضية الأسر التي تعبر الحدود الجنوبية، أغضبت الكثيرين حيث لا يزال يبقي على سياسة إعادة من يعبرون الحدود الجنوبية بشكل غير شرعي إلى بلادهم باستثناء القصر.
نجاحات متعددة
أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن جو بايدن تولى الحكم وكان هناك انتشار كبير لوباء كورونا، فضلاً عن تعطل ملايين العاملين عن العمل وتأثر الاقتصاد بسبب أزمات الإغلاق الكبيرة، ودعوات كثير لإصلاح نظام الشرطة على خليفة الأحداث التي شهدتها البلاد بعد مقتل صاحب البشرة السمراء جورج فلويد على يد شرطي أبيض البشرة، وكان هناك حالة من الاستقطاب السياسي، والهجوم على مبنى الكونغرس والمخططات التشريعية معه.
أضاف «فهمي»، في تصريحاته لـ «عالم البيزنس»، أن “بايدن”تعهد بمواجهة ثلاث أزمات أساسية وهي الفيروس والاقتصاد والظلم العنصري كما قال، وفي اليوم الأول من توليه الحكم وقع على أوامر تنفيذية لأكثر من 60 بند لإلغاء سياسيات أقرها سلفه دونالد ترامب في إدارته.
تابع: بعد مرور الـ 100 يوم نجح “بايدن” في تحقيق نجاحات في الحرب ضد كورونا معلناً الوصول لهدف 200 مليون جرعة، ونجح أيضاً في حملات التطعيم وفتح المدارس والشركات والمطاعم والعودة للحياة الطبيعية، كما قدم مشروع للكونغرس بتوفير مصادر للحصول على الجنسية الأمريكية لنحو 100 مليون شخص من المهاجرين الغير شرعيين.
أشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن بايدن أوقف معاملات البناء في الحدود مع المكسيك في موجة المهاجرين المتزايد عند الحدود الجنوبية التي أدت إلى تعثر الجهود لحل أزمة الهجرة لتبدأ أزمة حقيقة في البيت الأبيض.
انتقادات لاذعة
أيضا كان هناك أوامر رئاسية التي من أهمها جمع شمل الأبناء بالأباء، وتعرضت “بايدن”لانتقادات كبيرة في الأمر الذي يتعلق بالسجون الأمريكية.
يعتقد «فهمي»، أن الأوامر التنفيذية التي وقعها “بايدن” لمعالجة معاملات الوكالات الفيدرالية في سياسات الإسكان والسجون ومواجهة خرائط الاجانب خصوصاً الأمريكان الآسيوين مهم للغاية، هذا بجانب تقيد تملك الأسلحة بعد زيادة حوادث إطلاق النار، والنجاح التي حققه بتطبيق قانون الإغاثة في ملف فيروس كورونا بقيمة 1.9 تريليون دولار، الذي تضمن مدفوعات مباشرة للأسر، وخطة التعافي الاقتصادي.
كما يرى أستاذ العلوم السياسية، أن بداية حكم بايدن للبلاد جيدة، ولكن بطبيعة الحال لا يستطيع الاستمرار عليها.
اختتم حديثه، أن “بايدن”تراجع عن الملفات الخارجية، ولكنه مع ذلك أرسل مبعوث لإيران وعين مبعوث لليمن لكن أغفل تمام قضية الشرق الأوسط ولم يعين لها أي مبعوث حتى هذه اللحظة، كنا أنه لم يفتح ملف الاعتراف بالقدس، ولكنه لم يشتبك مع الملف السوري والملف الليبي وتلك أمور مهمة للغاية.
