الأخباررئيسىمؤسسات ماليةملفات وتقارير

ماذا سيحدث في الاقتصاد العالمي بعد الانتخابات الأمريكية؟.. خبراء يجيبون

كتبت: أمل سعداوي

بدأت اليوم الانتخابات الأمريكية التي تعقد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره المرشح الديمقراطي جون بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

خرج كل منهم بتصريحات ساخنة أثارت الجدل وجعلت الكثير يتساءل حول من سيصبح الرئيس الجديد وما تأثيره على الاقتصاد العالمي وانعكاسه على الوطن العربي.

ولذلك حرص موقع «عالم البيزنس» على نشر تصريحات من خبراء اقصاديين حول ما سيحدث للاقتصاد العالمي في حال فوز ترامب، أو بايدن.

جاب الله: نفس النهج ولكن بعقلانية أكبر

الخبير الاقتصادي وليد جاب الله

قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع في تصريحات خاصة لموقع «عالم البيزنس»: إنه لابد أن نؤكد أن الخطوط الأساسية للاقتصاد الأمريكي ثابتة تقوم على النموذج النيوليبرالي الذي يقره كافة المؤسسات والتنظيمات الاقتصادية الدولية.

فيما تابع قائلاً «لكن منذ تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية كان له الكثير من القرارات التي استهدف منها أن تكون الولايات المتحدة مستثناه من أي تنظيم دولي، فخرج وأوقف الكثير من الاتفاقات الاقتصادية وخاض نزاعات تجارية كبرى مع الكثير من الدول والكيانات الدولية والتي على رأسها صراعه التجاري مع الصين والذي اقترب من درجة الحرب التجارية».

وأضاف جاب الله: «الرئيس ترامب تعامل مع الاقتصاد الكلي للولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها شركة تستهدف الربح في المقام الأول ونجح في تحقيق الكثير من المكاسب قصيرة الأجل، إلا أن أزمة كورونا قلصت تلك المكاسب بشدة وأظهرت حاجة الولايات المتحدة إلي إدارة الاقتصاد وفقا لآليات الاقتصاد الكلي للدول وليس لآليات الاستثمار في الشركات الخاصة».

وأوضح: «في حال فوز ترامب في الانتخابات القادمة أتصور أنه سيسير في نفس نهجه ولكن بصورة أكثر عقلانية بحكم ما اكتسبه من خبره وتجارب، وأتوقع أنها ستدفعه لإتاحة الفرصة لمتخصصي الاقتصاد الكلي أن يكون لهم دور أكبر لتنظيم الاقتصاد الأمريكي وضبط علاقته مع اقتصادات العالم بصورة تسمح بتعاون أكبر بعدما أثبتت له الأيام ما هو معلوم عند متخصصي الاقتصاد الكلي بأنه من المستحيل في مجال التعاون الدولي أن يربح طرف واحد كل شيء بمفرده».

فوز «بايدن» سيوضّح مسار الاقتصاد الأمريكي

وتابع جاب الله: «بايدن هو من المعسكر الديموقراطي الذي ساهم بصورة كبيرة في رسم وتنظيم الهيكل الحالي للاقتصاد الأمريكي ولازال يسيطر على الكثير من مؤسسات الدولة العميقة، ولازال الكثير ممن ينتموا إليه يعملوا بالفرق الأمريكية بالمؤسسات الدولية، وأتصور أنه في حال فوز بايدن فإن مسار الاقتصاد الأمريكي سيكون أكثر وضوحاً وستنخض القرارات المفاجأة بصورة كبيرة، وربما تعود الولايات المتحدة الأمريكية للانضمام لاتفاقيات خرج منها ترامب سيما تلك المتعلقة بالمناخ والبيئة».

وكشف الخبير الاقتصادي عن انعكاس ذلك الأثر على العالم بعد نجاح أحد المرشحين سواء الرئيس الحالي «ترامب» أو المدعوم بقوة «بايدن» وحينها ستضح الرؤية والعودة للاقتصاد ستنخفض به المضاربة ويقل الصخب الذي يستهدف مكاسب وقتيه قصيرة الأجل”.

وتابع جاب الله: «سواء فاز ترامب أو بايدن فكلاهما سيعمل لمصلحة الولايات المتحدة الأمريكية وتحقيق أكبر مكاسب للمواطن الأمريكي، ولا يجب أن يتصور أحد في الوطن العربي أن أيهما سيستهدف مصلحة لغير المواطن الأمريكي، وتظل فرصة تحقيق مكاسب للمواطن العربي متوقفة على قدرة الدول العربية على قراءة الأحداث والتعامل معها واقتناص الفرص وخلق مزيد من التشابك العادل بين الاقتصاد العربي وكل الاقتصادات الكبرى في العالم».

واختتم جاب الله حديثه: «البورصة الأمريكية مرنة وغالب من يستثمر بها كيانات كبرى لديها إدارات أبحاث قادرة على بناء سيناريوهات للمستقبل وهي دائما في حالة تذبذب، ومن الطبيعي أن تتأثر بنتائج الانتخابات الأمريكية إلا أنها ستتجاوزها سريعاً وتتأثر بتفاعلات أخرى مثل تصريحات من سينجح في الانتخابات، والتأثيرات المستجدة لفيروس كورونا وغيرها».

الشافعي: الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة

الخبير الاقتصادي خالد الشافعي

قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، في تصريحات خاصة لموقع «عالم البيزنس» إننا لا نعتبر انتخابات الولايات المتحدة شأنًا أمريكيًا خالصًا، فتأثيرها يمتد إلى العالم أجمع وبالطبع إلى العالم العربي سواء سياسياً أو اقتصادياً، وعلينا أن نعرف أن الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة، ولا أحد ينكر أن ترامب، استطاع وساهم بقوة في استقرار أسواق النفط العالمية، وهو ما انعكس بالإيجاب على الاقتصاد العربي».

وأضاف خالد الشافعي: “كما أن ترامب لعب دوراً نشطاً في دعم استقرار أسواق النفط، وأعتقد أنه سيكون من الصعب توقع ما سيحدث للدولار الأمريكي في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، وهناك احتمالات كثيرة بإنهيار العملة الأمريكية، خاصة أن بايدن قد ينتهج نفس طريقة الرئيس السابق أوباما الذى أثار أزمات كثيرة في عدة مناطق بالعالم وفي القلب منها العالم العربي والذى شهد حالة مما أسموه الربيع العربي”.

وتابع: «كانت هناك انهيارات بالجملة في الاقتصاد العربي ويكفي هنا أن أشير لما فعله مخطط الشرق الاوسط والذى اكتشفناه مؤخرا من خلال تسريب ايميلات هيلاري كلينتون، فقد كانت أمريكا فاعل جداً فى احداث 25 يناير، وبعدها كان الاقتصاد المصري فى أدنى مستوياته والدولة كادت أن تعلن إفلاسها، كما انهارت قدرتنا على الوفاء بالتزاماتنا الدولية، وأصبحت المنظمات الاقتصادية تضعنا فى تصنيف متدني، وهو ما انعكس بالسلب على الاستثمار والسياحة وحياة المواطن».

فوز «بايدن» سيؤثر بشدة على البورصات العالمية

وأضاف السافعي: «من الصعب توقع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في ظل الديون القياسية للولايات المتحدة، وفى حال فوز بايدن اعتقد ان البورصة الامريكية وبالتالى البورصات العالمية سوف تتأثر بشدة و ستكون هناك سياسة جديدة قد تؤدى للمزيد من الأزمات خاصة والاقتصاد العالمي كله مرتبط بالدولار، وفى حال استمرار ترامب، سوف تستمر الاصلاحات الاقتصادية وتستمر معها الاصلاحات الاقتصادية العربية ونشهد مزيد من الاستقرار».

واستكمل حديثه: «علينا ان نعرف أن التغييرات المرتبطة بالدولار، ستؤثر على الاقتصاد العالمي بأسره، وعلى جميع البلدان وعلينا أيضا، في العالم العربي، فالعملة الأمريكية ليست فقط العملة الوطنية لأكبر اقتصاد في العالم، ولكنها أيضا عملة احتياطيات عالمية، وتهتم إدارة ترامب ببناء تحالف دولي لمعالجة المشاكل المشتركة بسبب كورونا وتعاون لتسريع تعافي الاقتصاد العالمي، وتطوير اللقاحات، وإصلاح المؤسسات الدولية، و تقديم المساعدات إلى المتضررين من الأزمة».

وتوقع الشافعي أن تستمر تلك العلاقات الوثيقة، وتتسارع خلال ولايته الثانية، ويسهل توقع أفكار ترامب، بعكس تماما ما يمكن أن نعرفه فى حال فوز بايدن».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى