أسواق المالرئيسىمقالات

محمد مهدي يكتب: هل تبتلع الصين تايوان قريباً؟

في خضم الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت ‏وزارة الدفاع في تايوان عن اختراق 9 طائرات عسكرية صينية لمجالها الجوي في إشارة واضحة من بكين للعالم إلى نقطة حرب جديدة قيد التحضير، ففي الماضي القريب و تحديدًا مطلع 2019، قال الرئيس الصينى شي جين بينج، إن إعادة تايوان لحضن بلدها الأم «الصين» أمر لا مفر منه حتى لو اضطر لإستخدام القوة العسكرية ضد من يدعمون تايوان أنفسهم.

إنفعال صيني نادر

ابتسمت الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب وقتها لهذا الإنفعال الصيني النادر، و أدركت أن تمركزها عبر المعهد العسكرى في تايوان وموالاة رئيسة البلاد تساي اينج وين، لواشنطن واطمئنانها لمظلة الحماية الأمريكية يقلق بكين بشدة ويشعرها بألام حادة في الأطراف.

وذلك إلى أن أنهت بكين عام 2019 برسالة عملية هامة في هذا الشأن حيث ارتفع الإنفاق العسكري الصينى بنحو 10.6 مليار دولار مرة واحدة بما يوازي تقريبًا ميزانية تايوان الدفاعية بالكامل والتى تقدر بنحو 10.9 مليار دولار .

الديموقراطية الناطقة

لكن الولايات المتحدة الأمريكية ردّت في عمق الميدان برفع وتيرة التجارة مع تايوان لأكثر من 5% وبدعم فوز الرئيسة تساى اينج، بولاية أخرى في يناير 2020، بل وغرد ترامب مهنئاً و ضارباً عرض البحر بمبدأ الصين الواحدة بأن تايوان هي الديموقراطية الوحيدة في العالم الناطقة باللغة الصينية.

زعيمة تايوان الموالية للغرب تماماً تمارس دورها المطلوب منها بتذكير العالم سنوياً بحادث الميدان السماوي في بكين حيث أفضت القوة الساحقة للسلطات الصينية إلى مصرع أكثر من 10 الاف متظاهر من الطلاب و العمال عام 1989 .

الحرب الباردة

تستمر «الحرب الباردة»، الأمريكية الصينية من عودة الطائرات الصينية في 22 سبتمبر 2020 للتنزه 4 مرات في المجال الجوي الإقليمي لتايوان إلى اليوم 24 فبراير 2022 حيث بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، مع تجاهل الخارجية الصينية لما يعرف بالخط الفاصل بين البلدين فى مضيق تايوان – نظراً لأن تايوان جزء من الصين – على حد وصفهم النظري، وجزء من النفوذ الأمريكي حسب التوصيف العملي الراهن.

الممرات التجارية

لا تفوت الصين أى مناسبة للتذكير بهيمنتها شبه الكاملة على بحر الصين الجنوبي، و هو جزء عملاق من المحيط الهادي تبلغ مساحته نحو 3.5 مليون كم2 وتشترك فيه 7 دول «الصين – الفلبين – فيتنام – ماليزيا – بروناي – تايوان – اندونيسيا»، ويشمل اثنين من الممرات التجارية الهامة وهما مضيق بلقا ومضيق تايوان.

سيطرة نسبية

تتنازع الدول السبع على السيادة بدرجات متفاوتة على سلسلتين من الجزر «باراسيل وسبراتلي» الخاليتين تقريباً من الكثافة السكانية، وتعكس المشاهد المستمرة للطلعات الجوية والدوريات البحرية من قبل الصين سيطرة نسبية على تلك الجزر بجانب إثارة القضية دبلوماسياً بأحقية الصين في السيادة الكاملة على بحر الجنوب.

تناوش الولايات المتحدة الأمريكية عسكرياً في بحر الجنوب من خلال تعزيزات عسكرية قريبة من تلك الجزر وتعاون متنامي مع دول البحر المناهضة للصين، وكل ذلك تحت عنوان «حماية حرية الملاحة البحرية»، إلا أن الصين تتمدد في انشاء الجزر الصناعية ونشر قواتها العسكرية وإعادة مفهوم «خط الخطوط التسع» الذي يزعم بالسيادة الصينية على البحر كله، بجانب اشعال متقطع للاتهامات الإعلامية بين الجانبين الأمريكي والصيني لما للبحر من أهمية اقتصادية وسياسية كبرى.

الشحنات البحرية العالمية

تمر عبر بحر الصين الجنوبي نحو 35% من تجارة الشحنات البحرية العالمية، فمن خلال مضيق بلقا يمر النفط القادم من المحيط الهندي إلى شرق آسيا وكذلك من 60% إلى 80% من امدادات الطاقة المتجهة إلى كوريا الجنوبية وتايوان واليابان .

تجارة النفط العابرة لمضيق بلقا ببحر الصين الجنوبي تعادل 15 ضعف ما يمر بقناة بنما ونحو ثلاثة أضعاف ما يمر بقناة السويس من كميات نفطيه خلال العام الواحد.

وحسب التقديرات الرسمية الصينية فأن باطن بحر الصين الجنوبي يحتوى على احتياطي نفطي مؤكد يبلغ 10 مليار برميل، وكذلك ثروة هائلة من الغاز الطبيعي بنحو ألف تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.

وتتنامي مزاعم الصين بأن ثروات هذا البحر لم تكتشف بعد، فهو يزخر بأكبر احتياطي نفطي عالمي غير مؤكد، بالإضافة للثروات المعدنية والسمكية الكبيرة التى تمثل مصادر دخل هامة للدول السبع المحيطة ببحر الجنوب.

ليبقى السؤال المهم هو هل تنتهر الصين فرصة انشغال الغرب بملف روسيا في أوروبا لتبتلع تايوان مرة أخرى ؟! .. على ما يبدو الأيام القادمة تحمل مفاجأت ثقيلة للعالم كله.

إقرأ أيضاً للكاتب.. محمد مهدي يكتب: «ميدان السيبرانية»

خبير أسواق مال عالمية
محمد مهدي عبدالنبي – خبير أسواق مال عالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى