مظاهرات في إسرائيل .. وقلق في البيت الأبيض
كتب – إبراهيم عاطف
إندلعت مظاهرات غاضبة فى تل أبيب بعد قوانين الإصلاح القضائى التى أقرتها حكومة نتنياهو، والتى من شأنها تحجيم دور نظام القضاء الإسرائيلى، وذلك عن طريق الحد من سلطات المحكمة العليا من إصدار أحكام ضد السلطتين التشريعية والتنفيذية، وذلك سيساعد النواب فى تعيين القضاة التى تتوافق مع رؤيتهم السياسية، فيصبح للحكومة نفوذاً أكبر.
دور الحكومة فى التغييرات القضائية
يسعى نتنياهو التأثير على القضاء بسبب إتهامه رسمياً بالفساد مما أدى لمنعه من المشاركه فى مبادرة التغييرات القضائية.
ولكنه قال إن التغييرات ستعزز من الديمقراطية، وألقى اللوم على وسائل الإعلام والمعارضه بتشويه صورة خطة التجديد وإشعال نيران الإحتجاجات لإسقاط الحكومة.
وتعتبر الحكومة الإسرائيلية أن المحكمه العليا تتجه لليسار وتولى حقوق الأقليات على مصلحة البلاد كما تتدخل بشكل كبير فى الحياة السياسية.
أعرب وزير الدفاع الإسرائيلى يوأف غالانت، عن رفضه التام لهذا القانون كما دعا الحكومه لوقفه لأن الخلافات حول التجددي تهدد أمن إسرائيل.
رد المعارضة على قرارات الحكومة
تناول المنتقدين للتجديد أن التغيرات القضائية الجديدة ستعطى السلطة المطلقة للحكومة وذلك سيضعف دور القضاء فى القضايا الدولية الذى يعتبر خط الدفاع الرئيسى لإسرائيل.
أبدت المعارضه مخاوفها من تعرض الحريات المدنية لخطر الديكتاتورية الذى سيؤثر بالسلب على حياة الأفراد السياسية بعد القوانين الجديدة.
وضحت قوى المعارضه بأن قوانين اللجنة العليا لن تصبح ذات أهمية لسهولة إلغاءها بسبب الإصلاحات القانونية الجديدة التى تسمح لمجلس النواب المكون من 120 عضو سلطة للإلغاء بأغلبية بسيطة وهى 51%
دعا يائير لابيد زعيم المعارضه فى البرلمان ورئيس الوزراء السابق أن نتنياهو أقال وزير الدفاع الإسرائيلى لانه قال الحقيقة فقط، كما دعا لحوار وطنى لإنشاء دستور لإنشاء دولة يعيش فيها الناس بإحترام متبادل.
قدم صباح اليوم الإثنين طلب من المعارضه فى البرلمان لسحب الثقة من نتنياهو وحكومته ولكن نجت الحكومة.
وزيرا العدل والاقتصاد يؤيدان القانون
دعم وزير العدل الإسرائيلى باريف ليفين قرارات نتنياهو الأخيره وأنه سيحترم أى قرار يتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلى بالنسبة للقضاء، كما دعا حزب الليكود بالوقوف خلف قرارات نتنياهو الأخيره .
قال باريف وزير العدل الإسرائيلى “إن الوضع الذى يفعل فيه الجميع ما يشاء سيؤدى لسقوط الحكومة وإنهيار الليكود.
ناشد وزير الإقتصاد الإسرائيلى نير بركات، الحكومة بالوقوف خلف نتنياهو فى الأزمة الاخيرة وسط تصاعدات بشأن الإصلاحات القضائية.
غرد بركات على موقع التغريدات تويتر: “أدعو جميع زملائى فى الحكومة وفى حزب الليكود والأحزاب الشريكة فى الائتلاف إلى الاتحاد خلف رئيس الوزراء نتنياهو ودعمه”
300 ألف متظاهر في تل أبيب و حيفا
إزدادت المظاهرات إشتعالا وغضباً بعد قرار نتنياهو بعزل وزير الدفاع من منصبه بعد تصريحاته برفضه التام لقوانين الإصلاح القضائى الجديدة.
تشير الإحصائيات الأخبرة لخروج 300 ألف متظاهر فى تل أبيب حيث تعتبر النقطة المركزية للإحتجاجات الذين قاموا بغلق الشوارع الرئيسية للضغط على الحكومة للإستجابة لمطالبهم .
كما شهدت حيفا خروج 50 ألف متظاهر ويعتبر هذا رقم قياسى تسجله المدينة فى عدد المتظاهرين.
أعلن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب فى البلاد بعد الإشتباكات العنيفة التى حدثت بين المتظاهرين ورجال الشرطة كما تم تعليق الدراسة فى كل أنحاء البلاد إلى أجل غير مسمى.
الإضرابات فى القطاعات الحيوية
توقف العمل فى مينائي حيفا وأشدود الرئيسيين فى إسرائيل بعد إعلان نقابة العمال الرئيسية عن إضراب عام بسبب الإصلاحات الحكومية للنظام القضائى.
علق مطار بن غوريون فى تل أبيب الرحلات المغادرة تضامناً مع الإحتجاجات فى البلاد.
كما أعلنت كل من نقابة الأطباء الإسرائيلية واتحاد السلطات المحلية تضامنهما مع الإضراب.
أعلنت سلسلة مطاعم “ماكدونالز” على تويتر تعليق العمل فى كل فروعها فى إسرائيل حتى إشعار أخر.
دعا أرنون بار دافيد رئيس اتحاد نقابات العمال فى إسرائيل ” الهستدروت” إلى إضراب عام على مستوى البلاد.
بيان الولايات المتحدة الأمريكية
أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها الشديد من الأوضاع فى إسرائيل فى الفترة الأخيرة وخاصة بعد إقالة وزير الدفاع يوأف غالانت.
وقال المتحدث الرسمى للبيت الأبيض “نشعر بقلق عميق حيال التطورات الجارية فى إسرائيل وتداعيتها على الجيش”.
واستكمل حديثه بأن القيم الديمقراطية ستظل دائما السمة المميزة فى العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
أضاف أن التغييرات فى النظام الديمقراطى يجب متابعتها بأوسع قاعدة ممكنه من الدعم الشعبى.
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعو لإيجاد نقطة تسوية فى أسرع وقت ممكن.
