أسواق المالمقالات

محمد مهدي يكتب: «في أسواق المال.. من يعرف مكان الفرامل؟!»

تقول البيانات التاريخية لمؤشر «S&P 500» الأمريكي أن النصف الأول من عام 2022 هو الأصعب والأكثر هبوطاً منذ عام 1932، ليطفو سؤال الساعة وكل ساعة.. عند أية مستويات تستقر الأسواق في قيعان مقبولة و جاذبة؟!

وعلى ضفة قريبة جدًا من ذلك يجيب «جيروم باول» رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بإجابات متخبطة للغاية، ولكنها متدرجة الإعتراف بصعوبة الواقع، فرغم أن نظرته للتضخم الكبير في 6 شهور فقط؛ من كونه مؤقت، إلى مستمر، إلى مفاجئ، مع توقع مفاجآت جديدة قد تمضي باقتصاد «أمريكا القوية» حسب وصفه إلى وجهات مجهولة !!!

فتح الدفاتر القديمة

هنا تقف أغلبية المتداولين في الأسواق العالمية بين حيرة توصيف الأحوال بلا حلول واستمرار غرس المؤشرات في رمال متحركة لا تعرف مستقر، ليتوجب عليهم فتح دفاتر الأسواق القديمة بغية سماع إجابات منطقية من قيعان سابقة قد تصلح للبناء عليها، و هو ما نستعرضة في النقاط التالية:

أولاً: مؤشر ستاندرد آند بورز 500 «S&P 500» هو أفضل قياس لأسهم أكبر خمسمائة شركة أمريكية تستحوذ تقريبًا على نصف القيمة السوقية لأسواق العالم مجتمعة، وتحقق كل منها مجموع إيجابي في أرباحها الربعية السابقة للتداول الحالي، ولا تقل القيمة السوقية لأي منها عن 8.2 مليار دولار، مع إتاحة 50% من أسهمها بحد أدنى للتداول العام، إذن تحديد قاع هذا المؤشر المهم جداً يمثل على الأرجح خط نهاية نزيف الأسواق.

ثانياً: حقق «S&P 500» قمته التاريخية عند مستوى 4818 نقطة في 4 يناير 2022 ليمضي فاقداً نحو 21% من قيمته منذ بداية العام، قبل أن يقام مؤقتاً منذ 20 مايو الماضي تفعيل دخوله في الاتجاه الهابط «bear market» عند مستوى 3855 نقطة حتى قبل جلستين من قرار الفيدرالي برفع الفائدة منتصف يونيو الجاري، لتعود بقوة ذكريات تشاؤم الكبار أمثال جيرمى جرانثام و راى داليو ببلوغ المؤشر مستوى 2000 و 2500 نقطة فقط خلال ما تبقى من العام 2022 .

ثالثاً: تاريخ انهيارات الأسواق الأمريكية خلال نصف قرن مضى يكشف عن طول أمد وتذبذبات مرحلة السوق الهابط «bear market» التى عصفت بالمؤشرات كلها لمدة 630 يوم بين عامي 1973 و 1974 ، بمستوى تضخم عند 9% وهو ما يقترب منه التضخم الراهن فى 2022 عند 8.6% خلال مايو الماضي، غير أنها استمرت بين عامي 2000 و 2003 لمدة أقل وصلت لنحو 546 يوم و بين عامي 2007 و 2009 لنحو 408 يوم فقط .

رابعاً: بعد ازدهار استثنائي متقطع لنحو 13 عامًا يعود شبح السوق الهابط لمؤشر «S&P 500» مجددًا الذي يكشف متوسطة لخمس سنوات ماضية عند مستوى 4448 نقطة عن تدني قيم الأسهم بنحو 19%. مشيرًا إلى فرص استثمارية سريعة وارتداد متوقع قصير المدى، أما بحساب متوسط المؤشر لعشر سنوات عند مستوى 4042 نقطة فالاسواق تحت قيمها الحقيقية بنحو 8% فقط.

رقبة التضخم الجامح

لكن بحساب متوسط المؤشر في مرحلة وباء كورونا عند مستوى 3109 نقطة فتتجه التوقعات إلى استمرار هبوط الأسواق بنسب تتراوح من 17% إلى 20% خلال العام الجارى من مستوياتها حاليا عند مستوى 3800 تقريبًا.

ختاماً تتشابك و تتباين الأسباب التى تقود الأسواق إلى قعيان جاذبة للقوى الشرائية الحقيقية، فعلى رقبة التضخم الجامح قد يتطلب حلول؟ا من بيانات الأزمة المالية العالمية 2009 بفائدة على الدولار تقارب 5% مع زيادة معدلات البطالة الأمريكية المنخفضة الآن عند 3.6% إلى أعلى من 6%، هذا إذا كان الفيدرالي جادًا في فرملة ما يحدث و اختيار طريق آخر غير ركود الاقتصاد.

محمد مهدي يكتب: «توهج الشمس وغروب الأسواق»

خبير أسواق مال عالمية
محمد مهدي عبدالنبي – خبير أسواق مال عالمية

إقرأ المزيد عن الكاتب محمد مهدي خبير أسواق المال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى