موهبة مصرية خالصة تثبت بأعمالها الفنية أن المستحيل لا مكان له.. ومحمد رمضان يقتني «بورترية» من لوحاته

كتبت: تقى أيمن

الرسم موهبة من الله تعالى يسرح معها الخيال وتترجمها الأنامل، بأيدي مُبدعة تتحرك على لوحة لتُثبت بها أحاسيس الفنان تجاه واقعه، وتترجم أفكاره الغامضة، فممارسته لموهبته الإلهية أشبه بشبكة مشعة من المعاني، والمشاعر المتأتية من انحناءات الخطوط وتدريجيات الألوان على اللوحة التي تنقل في النهاية صورة «طبق الأصل» من الواقع الذي نعيشه.

تحول الرسم الورقي للفن الرقمي

وكان الرسم كمثل أي شيء أغوته التكنولوجيا، وطورت أدواته إلى أن أصبح ما يُسمى بـ«الديجتال آرت» أي الفن الرقمي الذي يستبدل فيها الفنان الريشة والأقلام بأدوات تكنولوجية واللوحة بجهاز أملس بمجرد أن يضع خط عليه يظهر أمامه على شاشة الجهاز.

وجعلت تلك التكنولوجيا الرائعة ظهور لوحات عديدة تبدو وكأنها حقيقة بأيدي موهوبة، أجبرت كل عين على «السرحان» في تفاصيلها، بل واقتنائها أيضًا، ومن بين النماذج الموهوبة «إسلام إبراهيم» صاحب الـ35 عامًا الذي لم تطأ قدماه جامعة أو معهدًا للفنون الجميلة، بل بمفرده استطاع أن يصل لمكانه تختلف مسارها عن مجال تعليمه الجامعي، وفقًا لحواره لـ«عالم البيزنس».

«إسلام إبراهيم» هو ابن محافظة الإسكندرية الحاصل على ليسانس آدب تاريخ عام 2009، يقول إن أول عمل له بعد التخرج من الجامعة كان في شركة أدوية واستمر عمله فيها 12 عامًا حتى تركها منذ سنة.

ولم يكن الرسم هو الموهبة الوحيدة لدى «إبراهيم» فقد كان يهوي الكتابة والتصوير، ففي عام 2018 اشترك في معرض للتصوير الفوتوغرافي الخاص بـ«مؤسسة كاميرا إسكندرية للفنون والثقافة».

ومع أوائل عام 2020 أثناء فترة انتشار فيروس كورونا، وفرض عدم الخروج من المنزل، أراد الشاب الثلاثيني أن يكتسب موهبة جديدة: «قررت أتعلم حاجة جديدة وكنت حابب جداً موضوع الـ Digital Art.. فقلت ليه مجربش؟»

وبالفعل بدأ تحقيق فكرته بمتابعته لفيديوهات علي مواقع «يوتيوب» و«فيسبوك» و«انستجرام» لفنانين تستخدم نفس طريقة رسم اللوحات والبورترية الذي كان يريد أن يتعلمه، وخطوة بخطوة استطاع تحقيق ما كان يريده حتى تمكن من ممارسة الفن الرقمي بالتجارب المستمرة.

وتمنى إسلام إبراهيم، أن يجعل الناس ترى رسوماته وموهبته المبدعة فقرر إنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لتكون خاصة بأعماله فقط: «بدأت أعمل بورتريهات لبعض الأصدقاء وكمان بعض المشاهير من الفنانين والبلوجرز علة السوشيال ميديا وكنت بعمل منشن ليهم»

«إسلام» يُجذب أعين الفنانين 

وتابع «إبراهيم»: «مع كل شخصية كانت بتشوف البورترية الخاص بيها وبتعمل إعجاب أو بترد وبتعلق أو بتعمل شير للبوست وبتنشر البورترية على صفحتها كان دا معناه إني عملت شئ لاقى قبول وإعجاب بالفعل»

أكد الشاب الثلاثيني: «كل ده كان بيمثل حافز كبير جدا ليا إني أكمل في الموضوع وأطوره بشكل يحاكي الرسم اليدوي بأدواته المختلفة خصوصاً الرصاص والفحم لدرجة إن بعض الناس مش بتفرق بين الاتنين و بيفتكروا إن أعمالي بالرصاص أو الفحم».

أضاف إسلام إبراهيم: «وبمرور الوقت الحمدلله الصفحة كبرت وبقى ليا متابعين كتير وفي بعض المشاهير بيتابعوني ودا شئ يسعدني»

بورترية من أعمال «إسلام» على غلاف كتاب لفاطمة ناعوت 

وظلت أعمال «إبراهيم» تلاقي إعجاب كل من يراها حتى وضعت الكاتبة فاطمة ناعوت «بورترية» بصحبة نجلها عمر على غلاف كتابها الجديد «عُمر .. من الشرنقة إلي الطيران»، حيث يقول: «أنا كنت بتابع أ. فاطمة ناعوت علي السوشيال ميديا وبقرأ مقالاتها وبيعجبني أسلوبها في التعبير جداً»

واستكمل حديثه: «ولكن متابعتي لها ككاتبة شئ ومتابعتي لها كأم شئ آخر وفي رأيي إن كل معاني الأمومة اتجسدت في شخصيتها وكل اللي بيتابعها يقدر يلمس دا حرفياً في علاقتها بإبنها عُمر فحسيت إني حابب أعبر عن دا بطريقتي فعملت بورترية ليها مع إبنها.. و نال إعجابها جداً و كان شرف ليا إنها وضعته على غلاف كتابها الجديد»

إسلام يطور من أعمال باستخدام الذكاء الاصطناعي

ولم يكتف إسلام إبراهيم بالنجاح الذي وصل إليه، فقد أراد أن يتوسع في أعماله باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويضم جميع رسوماته الرائعة في معرض، قائلًا: «في الفترة الأخيرة بدأت أقرأ كتير عن موضوع الذكاء الإصطناعي أو الـ AI ودخوله في مجالات كتير زي التصميمات والرسم و غيرها واتفرجت على أعمال كتير تمت باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي»

أضاف: «بدأت أجرب دا وعملت أكتر من تصميم وبورترية بالذكاء الاصطناعي وكمان عملت تصميمات لرسومات قصة أطفال كاملة بالذكاء الاصطناعي هعلن عنها قريباً، وبحلم أعمل معرض يضم أعمال فريدة كلها مصممة بالكامل بالذكاء الاصطناعي وأعتقد إن دا هيكون أول معرض من نوعه في مصر بأعمال كلها من وحي الخيال باستخدام تقنية الـ AI»، كما تمنى ابن الإسكندرية، أن يكون جزء من كيان يهتم بتحفيز وتنمية أي موهبة.

«إسلام» ينصح الموهوبين الصغار: «تأكد أن مفيش مستحيل»

وجه إسلام إبراهيم عدة نصائح لمن يكتشف موهبته ويريد أن يطورها، قائلًا: «الروتين والوظيفة وبيئة العمل قادرين يقتلوا أي موهبة حرفياً ويسرقوا وقتك اللي كنت ممكن تبدأ فيه إنك تمارس موهبتك وتنميها أو إنك حتى تتعلم أي مهارة جديدة»

أضاف «إبراهيم»: «بنصح أي حد عنده موهبة مهما كان الوقت اللي هتبدأ فيها فتأكد إن هو دا الوقت المناسب اللي اختاره ربنا ليك، فالمهم هو إنك تبدأ وإنك متسمحش لوقتك اللي بتملكه إنه يضيع منك على الفاضي، و خلي عندك جرأة وخد القرار في إنك تبدأ تمارس موهبتك ومهارتك وثق تماماً بقدرتك إنك هتقدر توصل وتنجح بشرط عدم اليأس وعدم استعجال النجاح وتبقى علي يقين إن مفيش مستحيل».

وتابع حديثه: «تقدر تتعلم وتنمي موهبتك وانت حتى في بيتك بإنك تاخد كورسات أونلاين أو حتى من خلال مشاهدة فيديوهات على اليوتيوب بمنتهى السهولة، وحاول دايماً تشوف المحتوى الأجنبي الخاص بمجالك لإن دا هيفيدك جدا، و بالتكرار والتجارب الكتير هتبقى مميز جدا في مجالك».

وواصل ابن الإسكندرية نصائحه للشباب غير القادرين على معرفة موهبتهم، بأن يرى الشاب المهنة القريبة من قلبه والمناسبة لإمكانيته: «لو مش عارف تبدأ في أي حاجة فإختار مهارة حتى لو بسيطة تكون بتحبها وقريبة لقلبك ومناسبة لإمكانياتك، وابدأ فيها، فلو قعدت كل يوم عشر دقائق فقط تتعلم فيهم مهارة معينة وتنميها وتطور من نفسك فبعد سنة تقدر تبقي في مكان تاني أحسن بكتير من اللي انت فيه دلوقتي».

نرشح لك: إعرف شخصيتك من لونك المفضل