الأخبارملفات وتقاريرمنوعات

كيف احتفل المصريون بالمولد النبوي الشريف عبر التاريخ ؟

..ترتيل القرآن ومواكب الجنود وإغداق المنح والعطايا والصدقات..حتى نابليون احتفل بالمولد!

إعداد-لميس ناصر

للمصريين عاداتهم المتوارثة في المناسبات الدينية، ويظل المولد النبوي أحد أهم هذه المناسبات والتي تشهد احتفالات خاصة من المصريين جميعا وعلى كل المستويات، فالمولد مناسبة تتغير لها وجه الحياة في مصر، وترى الاحتفال به في الشوارع والبيوت ومن الدولة والمواطنين.

وقد ورث المصريون الاهتمام بالاحتفال بالمولد النبوي عن جدودهم، فلم يستطع حاكما تجاوز محبة المصريين للنبي وآل بيته، وعدم الاحتفال بمولد النبي، وذلك منذ بداية الاحتفال بالمولد على يد الدولة الفاطمية عام 973 هجريا، فى عهد الخليفة الفاطمى «المعز لدين الله».

اتخذ شكل الاحتفال بالمولد النبوى الشريف فى صورته الأولى إصدار مرسوم من الخليفة ببعض العطايا، مع إقامة مواكب تشارك فيها مجموعات من الجنود ويتم ترتيل القرآن وإغداق المنح والعطايا والصدقات، وإقامة الزينات والولائم ومشاركة الأعيان وشيوخ الطوائف والحرف. وتقدم القضاة والدعاة للمواكب، ومصاحبة الموكب بالطبول والزمور والبيارق. وهناك نموذج للمرسوم الذى أصدره الخليفة الآمر «ستة آلاف درهم، أربعون صينية فُطرة، أربعمائة رطل حلوى، ألف رطل خبز، بخلاف السكر واللوز والعسل»، ويتم توزيع ذلك على القراء والفقراء. وكان الخليفة يجلس فى منطقة تقع أمام دار فخر الدين جركس الأيوبى الذى تم تشييده فيما بعد.

وفى يوم الثانى عشر من ربيع الأول، أمر الخليفة بأن يُعمل فى دار الفطرة عشرون قنطارًا من السكر اليابس حلوى يابسة تُعبأ فى ثلاثمائة صينية نحاس تفرق بين ذوى المراتب، وأولهم قاضى القضاة، وداعى الدعاة الشيعى والقراء، وغيرهم. يتقدم الخليفة الموكب ويذهبون إلى الجامع الأزهر فيجسلون لقراءة القرآن، وأحيانًا يتوجهون للجامع الأنور أو جامع الحاكم، حيث يستمعون لخطبة من إمام الجامع.

وعندما نزل نابليون بونابرت مصر، فكر في حيلة لكي يتودد للشعب المصري، خصوصا يعد واقعة دخوله الأزهر الشريف بالخيول، ففي ذلك الوقت استدعى نابليون الشيخ البكري نقيب الأشراف وأعطاه مبلغا من المال وطلب منه أن يصنع حلوي المولد النبوي ويوزعها على المصريين وأن يعيد للشوارع بهجته بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

وإليك أبرز مظاهر احتفالات المصريين وحكامهم عبر التاريخ بالمولد النبوي:

كانت الدولة وعلى رأسها الخليفة والوزراء والعلماء ومعهم عامة الشعب يبدأون الاحتفال بالمولد النبوي مع أول أيام شهر ربيع الأول ويتبادل المصريون الحلوى بأشكالها المختلفة كالطيور والقطط والخيول والعرائس.

ألغت الدولة الأيوبية، الاحتفالات بالمولد وذك خلال معركته مع اقتلاع جذور المذهب الشيعي للدولة الفاطمية من مصر، الا أن الاحتفالات الشعبية استمرت بمصر وسائر بلدان الدولة الأيوبية فكان حاكم مدينه أربيل بشمال العراق، وفى ظل عصر الدوله الأيوبية، ينفق ثلاثمائة ألف دينار كل عام، خلال الاحتفال بالمولد النبوي، وكان المصريون يخرجون الإبل والبقر والغنم قبل المولد بيومين، ويذبحونها صبيحة المولد، ويجتمع الجميع العامة والخاصة على موائد لتناو الطعام.

وفي عهد الدولة العثمانية ورغم ما عاناه المصريون من غشم وظلم العثمانيين، استمرات الاحتفالات بالمولد وكان السلطان يركب حصانه المسرج بالذهب وخلفه الناس، ويحتفلون في المسجد بالاحتفال بقراءة القرآن وحلقات الذكر.

وأولى المماليك المولد النبوي اهتماما خاصا، وكان السلطان يقيم بالحوش السلطانى خيمة تسمى خيمة المولد، وكان أول من وضع هذه الخيمة السلطان «قايتباى»، ويتم توزيع عصير الليمون ويتباري المقرئون فى التلاوة.

استمر الاحتفال بالمولد حتى الأسره العلوية بـ«الساحة الرحبة» فى بركة الأزبكية وكانت تنصب السرادقات للدراويش وحلقات الذكر للمنشدين.

نرشح لك : أسعار حلاوة المولد 2021 في أشهر 5 محلات في مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى