مقالات

المهندسة ياسمين الموجي تكتب: «إدارة التغيير مجرد حالة أم ضرورة؟!»

تأتى حقيقة ان الكون سابقا ولاحقا  من مدى تقبل حقيقة التغيير فهى سنة ألهية عامة فى الكون والمخلوقات فالله تعالى قال ((ان الله لا يغير قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) الرعد 11 .. وكذلك قال (( هو الذى ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته)) الشورى 28 ..

وعلى صعيد اخر قال المفكرين والمؤثرين على مستوى العالم (( عليك ان تكون التغيير الذى يريده العالم )) غاندى .. (( ابدأ بالضرورى ثم انتقل الى الممكن تجد نفسك فجأة تفعل المستحيل )) فرانسيس بيكون .. وكذلك (( اعظم التحولات تأتى من أصغر التغييرات )) اوبرا وينفرى .. الخ الخ ..

كل هذه الآيات الكريمة والمقولات وغيرها والتى غيرت العالم تؤكد عزيزى القارى ان حقيقة التغيير هو مبدأ الحياة فى هذا الكون لذلك من اهم مبادىء التغيير هى المرونة فى التعامل مع مختلف الامور والقضايا فكما يقول البرت اينشتاين (( لايمكن حل المشكلات المزمنة بنفس العقلية التى اوجدتها)) ..

تحد كبير للغاية

لذلك تقف العديد من المؤسسات والجهات المحلية والعالمية امام تحد كبير للغاية ويكون من اهم مؤشرات استمرارها بالاسواق ومن ثم نموها فى ظل ازدياد التنافسية المحلية والدولية وكذلك تعددالتحديات ومدى تقبل وتطبيق مفهوم ادارة التغيير طبقا للمعطيات المختلفة والوقوف على نقاط القوة والضعف للمؤسسة وامكانية تحويل نقاط الضعف الى فرص ممكنة لتطوير المؤسسات المختلفة لتغيير النتائج ..
ولعلك تدرك يا عزيزى خطورة عدم الاخذ بمفهوم او هذا النوع من انواع الادارة وهو ادارة التغيير وعدم تطبيقه يهدد المؤسسة بالتراجع ومن ثم بالتلاشى وهذا تم ادراكه واثباته فالعديد من التغييرات التى هددت تواجد العديد من الشركات والمؤسسات بالاسواق فى الفترات الماضية..

مفهوم ادارة التغيير

ولكن كن على حذر عزيزى القارىء فيجب ان يطبق مفهوم ادارة التغيير بطريقة مدروسة وان لا يكون بين ليلة وضحاها ولكن يجب ان يكون مدروسا بطريقة جيدة حتى تستطيع المؤسسات البقاء وتطويرها بشكل مستمر وسرعة التكيف مع البيئة المحيطة للأعمال ..

ولعلك تتسائل حاليا عن كيفية الانخراط فى تطبيق هذا النوع من الادارة فهى تمر بعدة مراحل :-

  1. مرحلة تشخيص والتعرف والوقوف على مشكلات المنظومة.
  2. تحديد اسباب التغير ومعرفة اسباب الحاجة الى هذا التغيير.
  3. وضع خطة للتغيير سواء التغيير الجزئي أو الكلي أو الجذري.
  4. تنظيم تطبيق خطة التغيير ورصد معوقات تنفيذها ومدى التعامل معها.
  5. متابعة تنفيذ خطة التغيير وتحقيق اهدافها على ارض الواقع طبقا لبرنامج زمنى محدد.

لذلك عزيزى القارىء يجب ان تظل تحاول فالتغيير قدر استطاعتك .. وان لم تسطتع فكن انت التغيير .. و لعلك تنشد الكمال فى تحقيق النتائج ولكن ان تم التغيير جزئى فهو انجاز ولا تستهون به فهو انجاز .. وان كانت النتائج كلية فهى انجاز ايضا وهو الامر المنشود .. ولكن الجمود وعدم المرونة وعدم الشفافية والانخراط فى حل مشكلاتك فلن يكون متضرر غيرك يا عزيزى ..

فكما قالت سونيا جونسون ((شخص واحد عاقد العزم يمكن ان يقوم بتغيير كبير ومجموعة صغيرة من الاشخاص عاقدى العزم يمكنها ان تغير مسار تاريخ)) فالعبرة بالكيف وليس الكم .. لذلك ان اهم ما يجعلك قادر للتتغير هى المرونة وكذلك قوة الارداة .. فكن مستعدا دائما .. وابدأ بالتغيير..

ويبقى الأمل بغد افضل .. وإلى اللقاء عزيزى القارىء فى مقال قادم ان شاء الله..

المهندسة ياسمين الموجى

حاصلة على DBA من جامعة القاهرة

باحث فى مجال الادارة وتطوير الأعمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى