أسواق المالرئيسىملفات وتقارير

هل تغير خطة الغرب باستبعاد البنوك الروسية من نظام «سويفت المصرفي» مسار الحرب في أوكرانيا؟

تواصل القوات الروسية عملياتها العسكرية الدامية في الأراضي الأوكرانية، معلنة تدمير أكثر من ٨٣٠ منشئة عسكرية والعديد من المطارات.

الحرب الروسية الأوكرانية

وتشير العديد من التقارير إلى أن الغرب فشل حتى الآن في الاتفاق على عقوبات قصوى ضد موسكو، رافضا استبعادها من نظام “سويفت” المصرفي.

وتطالب بريطانيا وفرنسا استبعاد روسيا من نظام “سويفت المصرفي، فيما تفضل أمريكا تأجيل اتخاذ القرار، لكن يظل “خيارا”، لكن العديد من الدول الأوروبية ترفض القرار بسبب تأثيره على إمداداتها من الغاز الروسي.

ولا تزال أمريكا وأوروبا تبحث مقترح إمكانية استبعاد البنوك الروسية من نظام “سويفت Swift” المالي العالمي، والذي سيكون له تأثير هائل عليها، والتي قد وصفها بعض الخبراء بأنها “قنبلة نووية” ستضرب الاقتصاد، بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا.

وأعربت أمريكا، وعدة دول أوروبية، منها ألمانيا والنمسا والمجر، عن تحفظات وخشية من تأثير القرار على إمداداتها من النفط، والغاز الروسي، وبعض السلع الاستراتيجية مثل الألومنيوم.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، أن استبعاد روسيا من “سويفت” يظل “خيارا”، مقرا في الآن نفسه بأن “الأوروبيين لا يتشاركون هذا الموقف حاليا”.

فيما تحاول بريطانيا ثني الاتحاد الأوروبي عن موقفه، فقد دعا رئيس وزرائها بوريس جونسون، خلال اجتماع مجموعة السبع إلى المضي قدما في قطع روسيا عن “سويفت”، وفق ما أفاد متحدث.

وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، لراديو بي بي سي “نريد تعطيل (سويفت)، هناك دول أخرى لا تريد ذلك”.

لكن فرنسا الأقل اعتمادا على المواد الأوليّة الروسية، أعلنت الجمعة استبعاد روسيا من “سويفت”، حسب وكالة فرانس برس.

الموقف الغربي

لكن الانتظار والتردد يسبب انزعاجا حتى داخل أوروبا، فقد قال الرئيس السابق للمجلس الأوروبي دونالد تاسك إن “حكومات الاتحاد الأوروبي التي عطلت القرارات الصعبة، يجب أن تشعر بالخزي”، وهو انتقاد أعربت عنه أوكرانيا أيضا.

خارج عقوبات واشنطن.. ما سر الـ12 مليون برميل نفط روسي والألومنيوم؟

وسبق أن طُرح الخيار عام 2014 بعيد ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، لكن تم التخلي عنه في النهاية.

نظام «سويفت»

“سويفت” هي اختصار لجمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك، هي شركة مقرها في بروكسل، وبالتالي تخضع للقانون البلجيكي والأوروبي.

وتأسست الشركة عام 1973، وهي واحدة من أكبر شبكات المراسلة المصرفية والمالية، تتيح التسويات البنكية بين المؤسسات المالية في أنحاء العالم.

«سويفت» سلاح نووي اقتصادي

ووفق موقع الجمعية الوطنية الروسية “روسويفت” فإن روسيا هي الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة في عدد مستخدمي هذا النظام الذي يضم نحو 300 بنك، ومؤسسة روسية.

ويسمح هذا النظام مثلا لألمانيا بأن تدفع إلكترونيا ثمن مشترياتها من الغاز الروسي.

ويُعتبر حظر دولة من هذا النظام “سلاحا نوويا اقتصاديا”، لما له من تأثير كبير على العلاقات الاقتصادية للبلد المعني مع بقية العالم.

لكن فصل دولة عن “سويفت” يعني أيضا منع البنوك من إجراء معاملات مع بنوك الدولة المعاقبة، وهو أمر يقلق الدول الأكثر اعتمادا اقتصاديا على روسيا، مثل ألمانيا.

الموقف الأمريكي غير الواضح

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه فرض عقوبات على بنوك روسية لديها أصول بـ1.4 تريليون دولار، فيما أكد بايدن أن الولايات المتحدة لن نفرض حظرا على نظام سويفت المصرفي في الوقت الحالي.

فرضت بريطانيا، الخميس، سلسلة جديدة من العقوبات على روسيا رداً على عمليتها العسكرية في أوكرانيا، فحظرت شركة ايروفلوت للطيران واستهدفت القطاع المصرفي، وصادرات التكنولوجيا، و5 رجال أعمال روس.

فرنسا تؤيد استبعاد روسيا من نظام “سويفت” للتحويلات المالية

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه تقرر استبعاد البنوك الروسية من النظام المالي في لندن، في إطار فرض مزيد من العقوبات بعد أن شنت موسكو “غزوا شاملا لأوكرانيا برا وجوا وبحرا” الخميس.

وقال جونسون للبرلمان “ستمكننا هذه الصلاحيات من استبعاد البنوك الروسية تماما من النظام المالي في المملكة المتحدة، وهو بالطبع الأكبر في أوروبا بفارق كبير، مما يحول دون وصولها إلى مدفوعات الجنيه الإسترليني والمقاصة عبر المملكة المتحدة”، مضيفا أن الولايات المتحدة تتخذ تدابير مماثلة.

وقال: “ستمكننا هذه الصلاحيات أيضا من حظر الشركات الروسية الحكومية والخاصة من جمع أموال في المملكة المتحدة، وحظر التعامل في أوراقها المالية ومنحها القروض، سنحد من الأموال التي يمكن للمواطنين الروس إيداعها في حساباتهم المصرفية بالمملكة المتحدة”.

ومن بين الذين تستهدفهم العقوبات بشكل فوري بنك “في.تي.بي”، والمجموعة الحكومية “روستك”.

الموقف الفرنسي

وأعلن وزير المال الفرنسي برونو لومير، الجمعة، أن بلاده تؤيد استبعاد روسيا من نظام “سويفت” للتحويلات المالية بهدف معاقبتها على “غزو أوكرانيا”، بحسب وكالة فرانس برس.

وقال لومير، في مؤتمر صحفي في إطار اجتماع لوزراء المال في الاتحاد الأوروبي، إن “بعض الدول الأعضاء أبدت تحفظات، وفرنسا ليست ضمن هذه الدول”.

لكنه برر استمرار غياب هذا “السلاح النووي المالي” عن ترسانة العقوبات الغربية ضد موسكو بتأكيده على “ضرورة أن يكون هناك إجماع أوروبي”.

النفطية الروسية نحو الموانئ الأمريكية، فيما أرجأ فريق الرئيس الأمريكي جو بايدن فرض عقوبات على الألومنيوم الروسي، حسب رويترز.

وأفادت مصادر مطلعة، الخميس، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أرجأت في الوقت الراهن فرض عقوبات على روسيا يمكن أن تحدث اضطرابا في إمدادات الألومنيوم، في وقت تكافح فيه الأسواق بالفعل من نقص حاد في المعدن.

رفض ألمانيا والمجر والنمسا

ورغم طرح الموضوع على الطاولة في قمة الاتحاد الأوروبي، الخميس، في بروكسل التي خصصت لبحث الرد على غزو أوكرانيا، لم يقرر القادة أي إجراء لمنع البنوك الروسية من استعمال “سويفت” الذي يعد أداة أساسية في المنظومة المالية الدولية.

وقد أعربت دول عدة، بينها ألمانيا والنمسا والمجر، عن تحفظات وخشية من تأثير القرار على إمداداتها من الغاز الروسي.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبستريت، الجمعة، إن “قطع سويفت سيكون له تداعيات هائلة… ليس على الشركات الألمانية في علاقاتها مع روسيا فقط، ولكن أيضا على تسوية مدفوعات امدادات الطاقة”.

أما رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان فرحّب بكون العقوبات التي أقرّت الخميس “لا تشمل الطاقة”، ما يضمن “إمدادات الطاقة للمجر، ودول أعضاء أخرى في الاتحاد الأوروبي”.

من جهته، قال خبير الشؤون الدولية في حزب الخضر الألماني يورغن تريتين إنه “يجب دائما توخي الحذر حتى لا نؤذي أنفسنا أكثر من الآخرين، فحينها لن يكون للعقوبات معنى”.

ومن جهتها أعلنت النمسا، على لسان مستشارها كارل نهامر، أن العقوبات

الاقتصادية التي قررها قادة مجموعة السبع، الخميس، ستؤثر بالفعل على 70% من معاملات البنوك الروسية، ما يجعل حظرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى