مقالات

ياسمين الموجي تكتب: «اقتصاد المعرفة والتنمية المستدامة .. ضرورة أم اختيار؟»

تغيرت مفاهيم ومعادلات الاقتصاد ليأخذ الاقتصاد المعرفى مكانة هامة بين العلوم المختلفة والقائم على المعرفة فى العالم اجمع وفى العالم العربى خاصة .

ولعلنا فى السطور القادمة  نتعرف سويا على اهمية اقتصاد المعرفة وعلاقته بالتنمية الشاملة و المستدامة فى ضوء السباق العالمى فى هذا المجال لمحاولة اللحاق ومواكبة العالم من خلال تحقيق استراتيجيات تحول العالم العربىللاقتصاد المعرفى والتحول التقنى.

بعض الاقتصاديات الناشئة والارتقاع التدريجى

ولعل هذا المفهموم قد ظهر فى القرن الماضى فى ظل التنامى لبعض الاقتصاديات الناشئة والارتقاع التدريجى فى مساهمتها فى الانتاج المحلى بل والدولى بالمقارنة بالصناعات التقليدية (الهامة) مثل الصناعة والزراعة .. ومن اكبر الاسهامات العلمية التى توضح اهمية الاقتصاد المعرفى كانت عملية (هابربوش) والتى كانت فى المانيا للحصول على الهيدروجين من الهواء فى اوائل القرن العشرين والعالم (جيمس واط) وهو مهندس ومخترع (اسكتلندى الاصل) والذى كان له العديد من براءات الاختراع للمحركات البخارية ، وغيرهم الكثير والكثير والذي كان لهم بصمة واضحة فى الدول المتقدمة بل والعالم اجمع وانعكاس مباشر على اداء المؤسسات بل و مستوى معيشة الافراد وحياتهم الطبيعية والعملية بعد اكتشاف العلوم المختلفة فى العلوم الادارية والوراثة والتدريب والمهارات البشرية والمعلومات والاتصالات وغيرها فى مختلف المجالات .

الثروات الاقتصادية للدول المتقدمة

ولعلك تتفق معى فى الرأى ان نسبة كبيرة للغاية من الثروات الاقتصادية للدول المتقدمة هو القائم على استغلال المعلومات وتوزيع المعارف المختلفة والبحوث والتطوير المستداموكذلك التعليم ومراكز البحوث المختلفة والذين يلعبوا دورا هاما واساسيا للغاية لأعداد الكوادر والاجيال الناشئة للتعامل مع اقتصاد المعرفة وجعل الشعوب جزء اساسى بل ومساهمين فى بناء الأقتصاد المبنى على المعرفة.

تهيئة البيئة والمناخ اللازم

لذلك نجد ان تنمية المهارات بالمؤسسات المختلفة للأفراد وحثهم بشكل مستمر على ذلك وتهيئة البيئة والمناخ اللازم وسرعة التكيف اصبحت امور بالغة الاهمية فى بيئة الشركات و المؤسسات العامة والخاصة والتى لها انعكاس مباشر على الكفاءة والانتاج ، فلم يعد الفكر العام يتجه الى التخصصية بل يتجه الى اكتساب المهارات المختلفة التى يحتاجها تطوير المؤسسات.

والتى تنعكس بشكل اساسى على اداء المؤسسات بشكل مستدامعلى الانتاجية على المدى القريب والبعيدعلى حد سواء وذلك لمواكبة ايضا تطور ومتطلبات المتلاحقة للعصر الحالى وذلك ليس فقط على سبيل انتاج المعرفة فحسب بل ايضا فى كيفية الحصول عليها واكتسابها وتطبيقها بالشكل الملائم طبقا لمعطيات واداء كل مؤسسة على حدى وذلك لتحقيق الرؤية العامة للتنمية الشاملة والمستدامة .

الاقتصاد المعرفى

ولعلك تعلم ان يمكن الوقوف على وضع دول العالم من حيث تطور الاقتصاد المعرفى بالرجوع الى مؤشر نتائج (اقتصاد المعرفة السنوى) والذى اطلقه برنامج الامم المتحدة الانمائى عام 2017 وتشارك فيه حوالى 138 دولة حول العالم حيث يعطى مؤشرات على اداء كل دولة على حدى من حيث بنيتها التحتية المعرفية وتعزيز المجتمعات القائمة على المعرفة وسد الفجوات المعرفية المختلفة .

رحلتنا القصيرة

ولعلك الان عزيزى القارىء فى رحلتنا القصيرة سويا فى المقال ادركت مدى اهمية اقتصاد المعرفة وانعاكساتها على التنمية الشاملة والمستدامة فى نبذة سريعة وتأثيرها على اداء المؤسسات وتطور الدول والتى سنلقى عليها المزيد من الضوء فى مقالات قادمة اخرى باذن الله تعالى ..
ويبقى التمنى بغد افضل فى فضاء واسع يملؤوه روح العزيمة والمثابرةللاستحقاق الراقى لرؤية هذا اليوم ..
عزيزى القارىء ولنا لقاء فى حديث اخر قريبا ان شاء الله ..

بقلم مهندسة /ياسمين الموجى
الباحث فى مجال الادارة وتطوير الاعمال

نرشح لك.. المهندسة ياسمين الموجي تكتب : حروب الجيل الخامس وتأثيرها على الاقتصاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى