حوادث وقضايارئيسىملفات وتقاريرمنوعات

جزّارة ومنجدة وبائعة سمك.. حكايات وقصص «نساء» أبدعن في أعمال الرجال

كتبت: دنيا عبدالله

اجبرت ظروف الحياة بعض النساء، على اقتحام مجالات وأعمال مخصصة للرجال، منها مهنة الجزارة والتنجيد وبيع الأسماكن وأعمال النقاشة وغيرها.

ورغم ذلك أظهرت المرأة إبداعًا في كل الأعمال التي تقومها بها رغم مشقتها وقسوتها على جسمها الضعيف.

يقدم موقع «عالم البيزنس» في هذا التقرير، حكايات متنوعة لممارسة المرأة بعض المجالات المتخصصة للرجال واستطاعت أن تثبت نفسها.

حكايات نساء أبدعن في أعمال الرجال

حكاية آية أول طالبة جامعية تعمل بالجزارة

قالت منة الله محمد طالبة بجامعة الإسكندرية تعمل في مهنة الجزارة، إنها تعلمت المهنة بالتدريج بعدما بدأت بوزن اللحمة وانتهت بذبح الحيوانات.

اضافت: “عملت مع والدي لأنه لم ينجب أولادًا وأحببت أن أعوضه عنهم، والجميع كان متعجبًا من كوني أعمل جزارة، لكنهم تأقلموا على الأمر بعد ذلك”.

تابعت طالبة جامعة الإسكندرية: خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، الذي يعرض عبر «القناة الأولى»، الفضائية المصرية، و«on»،  “كنت أساعد في العمل والدي منذ أن كنت في التاسعة من عمري، وهناك زبائن تطلبني خصيصًا لكي أذبح ذبائحهم”.

قالت منة عن طريقة الذبح: “بكتف الحيوان كويس وبعدين بتعامل عادي، ومؤخرًا زملائي في الجامعة عرفوا إني بشتغل جزارة، وعمومًا أغلبية الناس على السوشيال ميديا وافقوا على عملي، لكن في ناس اعترضوا وقالوا إني بنت وازاي أعمل الحاجات دي، وأدام بساعد والدي وهو راضي مش هيفرق معايا الكلام السلبي، والشغل مش عيب ولا حرام، وناوية أكمل حتى بعد التخرج، وناوية أتعلم تسويق وإدارة عشان أمشي في المجال”.

أوضحت، أن صديقاتها تعجبن من عملها في بداية الأمر، لكن بعد ذلك اصبحن يشجعنها وصرن يشترين من عندها، لافتة إلى أنها لا تحب أكل اللحمة بسبب طبيعة عملها التي تجعلها مع الدم.

حكاية أصغر جزارة

لم تترك ملك ذات الخمسة عشر سنوات، تعليمها الذي التحقت فيه بإحدى مدارس اللغات، بل تفوقت في سنوات تحصيلها المدرسي، ورغم من ذلك اختارت أن تخوض مهنة الرجال لتكون رغم صغر سنها أحد المعلمين في مهنة الجزارة.

تستيقظ الطفلة الصغير في الرابعة فجراً لترتدي ملابس الجزارين، فتبدو بقميص رجالي وحذاء طويل يصل لركبتها، وتشد حول خصرها الصغير حزاما مملوءا بالسكاكين المختلفة، لتنطلق مع جدها في رحلة إلى المجزر.

في المجزر، تتزاحم ملك بين الجزارين تذبح وتسلخ، وتشفي الذبيحة من العظام، فتقول كلام الكبار: “الحياة إن لم تكن بهدف فلا حياة هدفي في الحياة النجاح والكفاح طريقي”.

تقول الطفلة الصغيرة: «منذ أن ولدت وأنا أشاهد جدي الجزار وقررت أن أتحمل مسئولية نفسي وأن أتعلم هذه المهنة الشاقه وأصنع طريقي في الحياة جنبا إلى جنب مع التعليم».

تابعت: “منذ أن كان عمري ٣ سنوات اصطحبني جدي إلى المجزر لأرى كيف يقوم بذبح الماشية، فتعلمت منه، وكان يشجعني على تعلم كل أعمال الجزارة من ذبح وسلخ وتشفية، فلم أخف يوما من حمل السكين”.

حكاية المعلمه تغريد بائعة السمك

تغريد أصغر معلمة تقوم ببيع السمك رغبة منها في مساعدة والدها وأخيها، امتلكت الخبرة الكافية للعمل في هذا المجال، وكذلك استطاعت أن توفق بين العمل وتمرين “الكيك بوكسنج”، فكانت تقوم بالعمل نهارًا والتمرين ليلًا وتقول إنها اتخذت الفكرة من فيلم “fight clup”.

أمل أول امرأة تعمل في التنجيد

اختارت أمل أبو سمرة أن تتعلم مهنة التنجيد وتصنيع الأثاث، لتنزل إلى ورش العمل بنفسها في سن صغير حتى تتعلم المهنة وكيفية تصنيع الأثاث المختلف بنوعه، حتى تمكنت من إتقان المهنة بشكل محترف، لتفتح مصنعها الخاص بالتنجيد وتصنيع الأثاث في منطقة جسر السويس.

تحدثت أمل عن حكايتها لكاميرا “صدى البلد” قائلة: “أول ما فتحت المصنع بتاعي كان في وسط ورش كتيرة للرجال، وكله كان عمال يقول إيه دا بنت، هتتعامل إزاي ولا تشتغل إزاي، وكانوا بيتريقوا إن معنديش عدة النجارة كاملة، وكنت لازم أطلع أكمل الشغل بره في تقطيع الخشب أو غيره، وكله كان بيقول مش هتكمل”.

أضافت أنها بدأت تعليمها في ورشة أحد الأقارب لكي تتعلم التنجيد وتصنيع الأثاث، ثم عملت في أكثر من ورشة أخرى لأساسيات تصنيع الأثاث، حيث إنه توجد مراحل عديدة لتصنيع الأثاث وتعلمتها جميعها، حتى تقدر على فتح مصنعها الخاص بها، معقبة: “الحمد لله إحنا وصلنا لدرجة مصداقية عالية وبنسلم شغل وبنستلم بأحسن جودة”.

وتابعت أمل: “أنا صممت وركزت لغاية ما بقى ليا زبايني المخصصوين، وكل اللي كان بيتريق عليا أو يستهزق بيا، بيتمنوا دلوقتي إنهم يشتغلوا معايا، أو حتى يوردوا ليا شغل، أو خامات أو خشب اشتغل بيه”.

حكاية أم باسم سباكى القلعة

تقول أم باسم: «قررت أن أخلق لنفسى عملًا وأتعلم صنعة، لمواجهة صعوبات الحياة وتربية أبنائي، وفكرت أن ألتحق بدورة لتعلم مهنة الخياطة، لتساعدنى على مواجهة تكاليف الحياة، ولم أجد حيث كانت الدورة المتاحة وقتذاك لتعلم مهنة السباكة».

اضافت: «المسئول عن الدورة رفض فى البداية بحجة أن الملتحقين بالدورة رجال، إلا أنى أصررت، وتم قبولى فى الدورة وتخرجت منها بترتيب الأول على كل الرجال، ونزلت إلى سوق العمل، ولم أهتم بالنظرات المندهشة وتعليقات الجميع، وواجهت تحديات كثيرة حتى على مستوى الأسرة، حيث رفض أولادى فى البداية عملى فى مهنة السباكة، ومنهم من هددنى أنه سيغير اسمه لو عملت بها، بل وهددتنى ابنتى بالانتحار، ولم تقف معى سوى ابنتى الكبرى بسنت التى وقفت بجوارى خاصة أن والدها تركنا دون عائل نعتمد عليه».

ومع الوقت أم باسم بدأت الأمور تتغير، وبدأ الزبائن يطلبونها بالاسم، وعرف الأبناء أن العمل الشريف لا يعيب صاحبه، وتمكنت بفضل عملها من تزويج أولادها وأصبح لها من الأحفاد 10.

اقرأ أيضًا.. القصة الكاملة لقضية «زواج التجربة» التي أثارت غضب الشعب المصري.. والإفتاء ترد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى