الأخبارالأسواق العربيةرئيسى

خارجية الإمارات ترسل ردا لحقوق إنسان الأمم المتحدة بشأن نشر الجزيرة للتطرف

كتب احمد منتصر

وجه الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتى، اليوم الأربعاء، رسالة إلى زيد رعد الحسين، المفوض السامى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ردا على الإحاطة الإعلامية التى أدلى بها المتحدث باسم المفوض السامي بتاريخ 30 يونيو 2017، وعلى التصريح الذي أدلى به ديفيد كاى، المقرر الخاص المعنى بتعزيز وحماية الحق فى حرية الرأى والتعبير، بتاريخ 28 يونيو 2017 بشأن التقارير التى أفادت بتقديم عدد من الحكومات مطالبات إلى قطر بإغلاق شبكة الجزيرة الإعلامية.

وأكد قرقاش، فى رسالته إلى المفوض السامى، أنه على الرغم من الأهمية الأساسية لحماية الحق فى حرية التعبير، فهذه الحماية ليست مطلقة وهناك قيود على هذا الحق يسمح بها القانون الدولى من أجل حماية الأمن القومى والنظام العام، متابعًا: “حرية التعبير لا يمكن استخدامها فى تبرير وحماية الترويج للخطاب المتطرف”، مشيرًا إلى أن قرار مجلس الأمن التاريخى رقم 1624 لسنة 2005 الذى ركز على الرسائل التى تسبق غالبًا ارتكاب أعمال إرهابية، وعلى دعوة الدول إلى حظر ومنع التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية.

وأشارت الرسالة إلى الإعلان المشترك بشأن حرية التعبير ومكافحة التطرف العنيف الذى اعتمده المقرر الخاص المعنى بحرية الرأى والتعبير والعديد من المنظمات الإقليمية ومنظمات حقوق الإنسان، والذى جاء فيه: “ينبغى على الدول أن لا تقيد نشر الأخبار عن أى أفعال أو تهديدات أو تشجيع على الإرهاب والأنشطة العنيفة الأخرى ما لم يكن فعل نشر الأخبار نفسه يستهدف التحريض على العنف الوشيك، وأن يكون نشر الأخبار سيؤدى على الأغلب إلى التحريض على ذلك العنف، وأن يكون هناك رابط مباشر وفورى بين نشر الأخبار واحتمال وقوع أعمال العنف تلك”.

وحرصت الرسالة على التوضيح بأن تقارير الجزيرة تجاوزت مرارًا عتبة التحريض إلى العداء والعنف والتمييز، واستشهدت بأمثلة عديدة على ذلك منها اذاعة الجزيرة لخطبة الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين فى 18 فبراير 2008 بعد إعادة نشر كاريكاتير يتناول النبى محمد، والتى دعا فيها المسلمين إلى إحراق مقرات الصحف المسيئة لنبينا، وتفجيرها لتتطاير أشلاء “، فيما كانت الشرطة قد أحبطت فى وقت لاحق خطتين منفصلتين لاغتيال رسام الكاريكاتير وموظفى الصحيفة التى نشرت الرسوم المتحركة. وفى المقابل كانت هناك هجمات ناجحة كالهجوم الذى تم على مكتب صحيفة تشارلى إيبدو فى عام 2015. كما أن والدة وشقيقة أحد المشاركين فى هجوم جسر لندن، يوسف زغبة، صرحتا مؤخرا لصحيفة التايمز (المملكة المتحدة) إنه كان متطرفا من خلال مشاهدته لمحطة الجزيرة.

وأبرزت رسالة وزير خارجية الإمارات، كيفية ترويج الجزيرة للعنف المتصل بمعاداة السامية من خلال إذاعتها لمواعظ وخطب الزعيم الروحى للإخوان المسلمين يوسف القرضاوى، التى أشاد فيها بهتلر ووصف الهولوكوست بأنه ” تأديبا إلهيا وعقابًا قدريًا” ودعا الله إلى “أخذ هذه الفئة الظالمة اليهودية الصهيونية وألا يبقى على أحد منهم “. كما تضمنت الرسالة أمثلة عديدة على الدعم التحريرى المستمر للجماعات الإرهابية والترويج على الهواء للطائفية من قبل صحفيو الجزيرة. وذكرت الرسالة أن هذه القناة – التى تمتلكها وتديرها قطر – وفرت منصة لكل من أسامة بن لادن (تنظيم القاعدة)، وأبو محمد الجولانى (جبهة النصرة)، وخالد مشعل (حركة حماس)، ومحمد ضيف (حركة حماس)، وأنور العولقى (تنظيم القاعدة)، وحسن نصر الله (حزب الله)، ورمضان شلح (منظمة الجهاد الإسلامى الفلسطينية)، وعبد الحكيم بلحاج (الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة) وآخرين. كما أوضحت أن إجراء مثل هذه المقابلات أتاح الفرصة للجماعات الإرهابية لإطلاق تهديداتها وتجنيد اتباع جدد والتحريض دون أى رادع أو رقيب.

وأكد قرقاش، على أن اعتراضات دولة الإمارات القوية ضد محطة الجزيرة ليست مجرد خلاف فى وجهات النظر التحريرية بقدر ما هى رد مباشر وضرورى على تحريض الجزيرة المستمر والخطير على العداء والعنف والتمييز، وأنه فى ضوء الأمثلة الصارخة التى حوتها الرسالة فإن اعتراضات دولة الامارات تُعتبر اعتراضات مشروعة ووجيهة وتستند لأسس قوية.

واختتم قرقاش رسالته بتوجيه الدعوة إلى المفوض للسامى لحقوق الإنسان للحوار بشأن المزيد من الحالات الأخرى لترويج الجزيرة للفكر للمتطرف وبحث سبل حماية الحق فى حرية التعبير فى مواجهة هذه الانتهاكات الجسيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى