رئيسىصحةملفات وتقارير

لقاح كورونا الروسي يدخل مرحلة التصنيع.. وعلماء يدقون ناقوس الخطر للتحذير منه

كتبت: جيلان محمد

في الوقت الذي يتسابق فيه العالم لانتاج لقاح أو دواء يمكنه التصدي لفيروس كورونا المستجد، الذي أصاب أكثر من 20 مليون شخص حتى الأن، وراح ضخيته أكثر من 700 ألف شخص، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، عن تسجيل أول لقاح ضد فيروس كورونا المستجد في العالم، في أول خطوة لتقليل انتشار فيروس كورونا الذي أصاب دول العالم أجمع، وبذلك تكون روسيا أول دولة في العالم تسجل لقاحا لفيروس كورونا.

ووفقا لموقع روسيا اليوم، أطلقت الشركة الروسية المنتجة للقاح، اسم “سبوتنيك v”، وتم اختيار هذا الاسم نظرا لما يحمله من رمزية لأن أول قمر صناعي روسي حمل اسم “سبوتنيك” وتم إطلاقه عام 1957.

وبعد بضع دقائق من إعلانه تسجيل اللقاح، قال بوتين وفق ما نقلت عنه وكالة انترفاكس، “إحدى بناتي تلقت هذا اللقاح، أعتقد أنها في مرحلة ما شاركت في التجارب”.

وأعلن وزير الصحة الروسي، ميخائيل موراشكو، إنتاج أول لقاح روسي ضد فيروس كورونا المستجد، في شهر سبتمبر المقبل، وسيتم توزيعه في شهر يناير 2021، مشيرا إلى أن اللقاح يعتمد على أرضية علمية ملموسة وأثبت فعاليته في الاختبارات السريرية، وفق موقع روسيا اليوم.

20 دولة تطلب مليار جرعة من اللقاح الروسي

أعلن رئيس الصندوق السيادي الروسي، كيريل ديمترييف، أن عشرين دولة أجنبية طلبت مسبقا “أكثر من مليار جرعة” من اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا، مشيرا إلى أن المرحلة الثالثة من التجارب تبدأ الأربعاء.

وفي ذات السياق، أعلن وزير الصحة الأردني، سعد جابر، في تصريحات تليفزيونية، أن بلاده ستشتري اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا “إذا ثبتت نجاحه”، مضيفا أن الأردن أجرى اتصالات مع روسيا بشأن هذا المصل.

كما صرح الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في برقية تهنئة لرئيس روسيا، بعد توصل العلماء في المختبرات الروسية إلى انتاج وتسجيل أول لقاح في العالم مضاد لفيروس كورونا، بعد اجتيازه جميع الاختبارات بفاعلية، “أن تكون فلسطين أول من يحصل على هذا اللقاح ليستفيد شعبنا منه”.

استعدادات لاختبار لقاح كورونا الروسى بالبرازيل الأسبوع المقبل

أعلنت حكومة ولاية “بارانا” البرازيلية أنها تعتزم توقيع اتفاق مع موسكو لإنتاج اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا.

وكشفت وكالة تاس الروسية، إنه ستتم مناقشة المزيد من التفاصيل حول الإطار الزمني لتنفيذ اتفاقية الإطار، بالإضافة إلى قضايا التسليم والوصول إلى التقنيات الروسية ذات الصلة، وإمكانية إنتاج اللقاح في البرازيل اليوم الأربعاء.

وحسبما ذكر رئيس صندوق الثروة السيادي في روسيا، كيريل ديميترييف، في مؤتمر صحفي، انه تم التوصل لاتفاقيات مع الإمارات والسعودية لإجراء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية فيه.

منظمة الصحة العالمية تعلق على اللقاح الروسي

علقت منظمة الصحة العالمية بحذر على إعلان روسيا التوصل للقاح ضد فيروس كورونا، مذكرة أن “المرحلة التي تسبق الترخيص” والترخيص للقاح يخضعان لآليات “صارمة”.

وأوضح المتحدث باسم المنظمة طارق ياساريفيتش خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو، أن “مرحلة ما قبل الترخيص تتضمن مراجعة وتقييما لكل بيانات السلامة والفعالية المطلوبة التي جمعت خلال مرحلة التجارب السريرية”.

وكشف المنظمة أن أي سلعة دوائية يجب أن تخضع لكل الاختبارات والفحوص الضرورية قبل أن يصادق على استخدامها، مشيرة إلى أنها لم تتلق أي شيء رسمي من روسيا.

ألمانيا تشكك في اللقاح الروسي

من جانبها، شككت وزارة الصحة الألمانية في “نوعية وفعالية وسلامة” اللقاح الروسي، وأعلنت متحدثة باسم الوزارة لمجموعة “آر إن دي” الألمانية “لا معلومات معروفة عن نوعية وفعالية وسلامة اللقاح الروسي”، مذكرة بأن سلامة المرضى في الاتحاد الأوروبي هي على رأس الأولويات”.

وأضافت المتحدثة الألمانية “يجب إثبات أن معادلة الاستخدام مقابل المخاطر إيجابية قبل البدء بتسويقه”، مشيرة إلى أن لا اتصالات لبرلين حاليا مع الروس في هذا الخصوص.

وفي ذات السياق، حثت وزارة الصحة الإيرانية، اليوم الأربعاء، على توخي الحذر بشأن اللقاح،

الذي أثار انتقادات دولية لعدم استكمال المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الخاصة به.

وكتب المتحدث كيانوش جهانبور على تويتر: “قبل اكتمال جميع التجارب السريرية، يكون استخدام اللقاحات مثل (فتح صندوق باندورا) – صندوق الشرور – وبالتالي يحتمل أن يكون خطيرا”.

وفي الأساطير الإغريقية، كان الصندوق الذي فتحه الغريب باندورا يحتوي على كل شرور العالم، بما في ذلك المرض.

شكوك العلماء تحوم حول فاعلية اللقاح الروسي لعلاج كورونا

يعرب باحثون عن قلقهم من سرعة تطوير اللقاحات الروسية، متخوفين من أنه قد يتم تجاوز خطوات معينة من أجل تسريع العمل تحت ضغط من السلطات، وتوظيف الأمر سياسيا.

وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في أميركا، إنه يشك بجدية في أن روسيا أثبتت أن لقاحها آمن وفعال.

وتابع فاوتشي، في مقتطفات من مقابلته مع شبكة ABC News، “لدينا ستة لقاحات أو أكثر، لذا إذا أردنا اغتنام الفرصة لإيذاء الكثير من الناس أو منحهم شيئا لا يعمل، يمكننا البدء في القيام بذلك، كما تعلمون.

كما ذكر فيتالي زفيريف الأستاذ ورئيس مختبر في معهد ميتشنيكوف للأبحاث، لوكالة فرانس برس أنه من المبكر جدا التصديق على لقاح لم يخضع للتجارب بما فيه الكفاية للتأكد من سلامته.

مؤكدا على أنه من المستحيل التأكد من صحة لقاح في فترة زمنية مثل تلك التي تفصلنا عن بداية تفشي الوباء”، مضيفا أن الشركات الروسية الطبية البيولوجية التي يفترض أن تنتج اللقاح لم تكن معتادة على ذلك ولا على التقنية المتقدمة التي ينبغي استخدامها.

ومن جانبه، يحذر آيفر علي، الخبير البريطاني في البحوث الدوائية من مغبة استعمال لقاح تم إصداره بسرعة كبيرة، أما الخبير الألماني بيتر كريمسنر، فقد أكد على ضرورة اجراء تجارب واسعة على البشر للتأكد من فاعلية اللقاح ومعرفة الآثار الجانبية المحتملة.

ويشير الخبراء والمختصون الى أن عدم نشر معطيات عملية وعلمية كافية حول اللقاح، خاصة لجهة التصنيع وسلامة الردود المناعية والوقاية تطرح أسئلة جدية حول مصداقية وفائدة الإعلان الروسي.

اقرأ‎ أيضًا.. تقرير.. الأسباب الرئيسية التي أدت إلى انخفاض أسعار الذهب بشكل قياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى