منتدى «لكي» المصرف المتحد ينظم محاكاة لأسس ترشيد الاستهلاك في العصر الفرعوني

كتب: مجدي دربالة

نظم منتدى «لكي» المصرف المتحد، نموذج محاكاة لطرق وأساليب إدارة المرأة المصرية في العصر الفرعوني لموارد ونفقات الأسرة بحكمة، وذلك بهدف نشر مبادئ ترشيد الاستهلاك وترسيخ الهوية المصرية وتعميق الثقافة المجتمعية، وذلك احتفالًا بيوم المرأة المصرية.

الاحتفال بيوم المرأة المصرية

كما عقد المنتدى نموذجا لمحاكاة المرأة المصرية في العصر الفرعوني في الأماكن الأثرية والبيئة الحقيقية لحدوثها منذ آلاف السنين، وذلك عن طريق نسخ الأنشطة المتنوعة التي كانت تقوم بها المرأة قديما في الحياة الواقعية، ومحاولة محاكاتها من العناصر النسائية المعاصرة، بغرض التعلم وتطبيق أسس ومبادئ ترشيد الاستهلاك، وكيفية إدارة موارد الأسرة وتقليل النفقات.

جاء ذلك عبر جولة تاريخية في المعالم الفرعونية لمدة يوم واحد، شملت منطقة الأهرامات بالجيزة، إحدى أهم عجائب الدنيا السبع، والوحيدة التي لا تزال قائمة لتشهد على عظمة الحضارة المصرية، كذلك زيارة منطقة أبو الهول ومتحف مراكب الشمس والمقبرة الشرفية، والتي بجوار الهرم الأصغر للملك منقرع، وهي المقبرة المخصصة للملكات وأبنة فرعون.

كما شملت الجولة الثقافية زيارة المتحف القومي للحضارة المصرية، والذي يقع في منطقة الفسطاط بمصر القديمة، ويتكون من خمسين ألف قطعة أثرية تحكي تطور الحضارة المصرية، وإنجازات المصري القديم منذ فجر التاريخ وحتى العصر الحديث، وافتتح المتحف في عام 2021 الماضي باحتفال أسطوري تناقلته جميع وسائل الإعلام بالعالم.

وتضمنت جولة منتدى “لكي” الدخول إلى قاعة المومياوات الملكية بالمتحف القومي للحضارة المصرية التي تضم 22 مومياء و17 تابوتًا ملكيًا، تمثل ملوك الأسر الـ 17 والـ 18 والـ 19 والـ 20، ومنهم مومياء الملكة، حتشبسوت والملكة ميرت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، وأيضا الملكة أحمس نفرتاري زوجة الملك أحمس.

كما تضمن منتدى “لكي” شرحا تاريخيا لعضوات المنتدى لما كانت تتمتع به المرأة المصرية في العصر الفرعوني من حكمة ومكانة كبيرة، فقد كانت الحضارة المصرية سباقة في تقدير المرأة، وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل، كما نالت سيدات مصر ما لم تنله امرأة في العالم.

التعليم باستخدام أسلوب المحاكاة

قالت جرمين عامر، رئيس الاتصال المؤسسي بالمصرف المتحد، إن التعلم بالمحاكاة يعتبر أحدث أساليب التعلم بتقريب الصورة الذهنية للأحداث القديمة إلى الواقع الحديث، ومع الثورة المعلوماتية التي نعيشها حاليا بدأت خاصية التعلم باستخدام أسلوب المحاكاة تنتشر وتستخدم لطلاب المدارس والجامعات والباحثين لغرز المفاهيم والأنشطة والتجارب بصورة عملية من خلال اجهزة الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية ذات التقنيات العالية.

كما أعربت عن أن منتدى “لكي” المصرف المتحد، حرص أن يضع ضمن أهدافه الاستراتيجية تعميق الهوية المصرية عن طريق تعظيم الأدوار المحورية للمرأة في مناحي الحياة، ويأتي ضمن أولوياتها تعزيز ثقافة الترشيد الاستهلاكي، وتعظيم الادخار، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم.

وأوضحت عامر، أن منتدى “لكي” يعمل علي بناء وتفعيل حوار ثقافي مفتوح لدعم المرأة المصرية، ومن ثَم بلورة رؤية ثقافية شاملة لإحداث آليات تستهدف التمكين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمرأة، وذلك عبر التفاعل المباشر من خلال المؤتمرات ،وورش العمل، والتوعية والجولات المكوكية الثقافية، وأيضا من خلال وسائل الإعلام المختلفة، سواء التقليدية أو الحديثة التي لها دور مؤثر في تشكيل الوعي العام للشعوب.

كذلك تمتعت المرأة في العصر الفرعوني بالتمكين الاقتصادي، حيث كان للنساء بعض الممتلكات الخاصة والأراضي التي أشرف على إدارتها بأنفسهن، كما كان لها الحق في إقامة الدعاوى القضائية بنفسها، وكذلك الإدلاء بشهادتها، فضلًا عن تنفيذ العقاب إذا ما اقترفت أي جريمة، كما كان للمرأة المصرية الحق في اختيار شريك الحياة أو الزوج.

تحقيق التوازن بين موارد ونفقات الأسرة

أضافت جرمين عامر، أنه لم يقتصر دور المرأة في الحضارة المصرية القديمة على تربية الأطفال فقط، بل كانت تقوم بعدد من الوظائف الهامة؛ منها: الطب والتمريض وإسعاف المصابين، فضلًا عن الرسم وأعمال الغزل والنسيج والجلود، وكان للمراة المصرية دور كبير في توجيه استثمارات الأسرة البسيطة تجاه الادخار والتجارة؛ لتحسين دخل الأسرة، كما كانت المرأة المصرية تميل إلى الاستثمار في مجال البناء.

كذلك فقد اعتلت المرأة عرش مصر، وشاركت فيه أكثر من مرة في ظروف سياسية وتاريخية، وحملت ألقابًا عبر العصور؛ من بينها: سيدة مصر العليا والسفلى، وسيدة الأرْضَين، والحامية، والعالمة، وابنة الإله، والحاكمة، وقوية الذراع، والقابضة على الأرضين، وسيدة التجلي،  إلى جانب مجموعة أخرى من الألقاب الشرفية، مثل: جميلة الوجه، وعظيمة المحبة، وصاحبة الرقة.

بينما استعرضت الجولة التاريخية لمنتدى “لكي” أهم ملكات الحضارة المصرية القديمة؛ وهن: الملكة مريت نيت – الملكة خنتكاوس والدة الملوك – الملكة سوبك نفرو سيدة الأرْضَين – الملكة حتشبسوت – الملكة تاوسرت زوجة الملكين.

كذلك تعتلي المرأة أولوية كبرى في نقل الثقافة المالية والمجتمعية، وتعميق الهوية الفكرية والإبداعية، فهي تمثل الناقل الثقافي والاقتصادي الأكثر تأثيرًا في تشكيل الوعي والثقافة المجتمعية،  فضلًا عن قدرتها التحفيزية القوية والمؤثّرة في مواجهة التحديات الصعبة التي تواجه المجتمع ككل.