رئيسىملفات وتقاريرمنوعات

«من يريد يستطيع».. 4 شباب يحتفلون بتخرج والدتهم من كلية الحقوق جامعة الإسكندرية

كتبت: أمل سعداوي

السن لم يكن عائقًا أمامها، فهو مجرد رقم مكتوب في بطاقة الرقم القومي لا يحكم صاحبه إذا كان لديه حلم يرغب في تحقيقه، تمكنت من أن تحقق حلمها وحلم أولادها، عادت للتعليم بعد أن توقفت وهي في سن الـ18 من أجل الزواج، انجبت 4 أولاد، كانوا مصدر الدعم لها، أصروا عليها لكي تستكمل تعليمها، لتلبي رغبتهم وتتخرج من كلية الحقوق جامعة الإسكندرية بتقدير جيد جدًا.

«وفاء» 49 عامًا، مواطنة سورية تعيش في مصر، من أم مصرية وأب سوري، توقفت عن تعليمها في سن الـ18 لكي تتزوج، وبالفعل تزوجت وانجبت 4 اولاد، لكن زواجها لم يستمر لتنفصل عن زوجها قبل 10 سنوات، وتدخل في حالة اكتئاب شديدة.

استكمال الطريق

حالة «وفاء» لم ترضي أولادها الـ4 الذين أصبحوا شباب في مقتبل العمر فكان على ملامحها الحزن دائمًا، فقرروا أن يتحدوا معًا ويشجعنونها على استكمال دراستها لإخراجها من تلك الحالة وأن الحياة عندها لم تتوقف عند ذلك فقط، وبالفعل نجحوا في ذلك لتدخل الثانوية العامة وتحصل على مجموع 80% وتلتحق بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، وتخرجت منها بتقدير مرتفع، وسط فرحة تملئ قلبها، لتصبح مثال لكل من يرغب في النجاح، وتثبت أن لا يشئ يسمى مستحيل، من يريد يستطيع.

لينشر أحد أبنائها صورة لها أثناء التخرج، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي « فيس بوك»، معبرًا عن سعادته بنجاح والدته بكلمات فخر واعتزاز، فليست مجرد كلمات قالها على إحدى الصور وإنما تعبير عن ما بداخله من فرحة كبيرة لا تقدر بثمن.

يقول:”النهاردة ماما اتخرجت من كلية حقوق الإسكندرية بتقدير عالي، ماما مكملتش تعليمها عشان تتحوز وهي عندها 18 سنة، وجابت 4 أولاد وبعد طلاقها من بابا من حوالي 10 سنين جالها حالة من الاكتئاب، اقترحنا عليها أنا وأخواتي أنها تكمل تعليمها وده ممكن يشغلها شوية من اللي كانت فيه، وأن حالتها ممكن تتغير شوية”.

تابع:” وبالفعل أخذت القرار ودخلت الثانوية العامة وذاكرت واجتهدت وجابت مجموع عالي، بعد كده اختارت تدخل كلية الحقوق، وفعلاً دخلتها وبدأت تحضر المحاضرات وتذاكر زي أي حد لحد ما جه اليوم اللي تتخرج فيه بتقدير كمان”.

حلم لم ينتهي

استكمل الشاب:”أنا وأخواتي عمرنا ما كنا نتخيل أنها توصل للمرحلة دي.. احنا بجد فخورين بيكي يا أمي فعلاً علمتينا يعني إيه مفيش حاجة اسمها مستحيل وأن دائما فيه أمل.. ربنا يخليكي لينا وعقبال ما نشوف احسن محامية في مصر لأن الحلم والطريق لسة مخلصش.. مبروك يا أمي”.

ولم يكن التشجيع لاستكمال الدراسة هو الشيء الوحيد الذي قام به أولادها، بل أيضًا قاموا بتزويجها العام الماضي، الذي ليس من السهل قيام أي حد به، ومن الأمور النادرة التي نراها، وهي أن يقوم الأولاد بتزويج الأم برجل غير والدهم.

ليختتم الشاب العشريني حديثه:”على فكرة هي كمان عروسة جالها عريس من سنة وجوزناها.. فهي عروسة برضو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى