أسواق المالرئيسى

هل تقبل الدول قرار روسيا بشأن الغاز مقابل الروبل؟.. خبراء يُجيبون

خبراء: روسيا لن توقف إمدادات الغاز لبعض الدول وفقًا للتعاقدات القديمة وإلا تعرضت للمحاكم الدولية

كتبت- أمل سعداوي

تتسابق كل من روسيا، ودول الاتحاد الأوروبي وأمريكا، في إصدار قرارات واتخاذ إجراءات، في ظل الأزمة الجيوسياسية «أزمة أوكرانيا وروسيا» التي يشهدها العالم.

فبعد إصدار دول الغرب وأمريكا عقوبات هدفها شل حركة الاقتصاد الروسي، حيث شهد القطاع المصرفي الروسي تدهورًا كبيرًا وتراجعت «الروبل» إلى أدنى مستويات لها، قامت روسيا بالرد عليها بإجراءات لم تكن متوقعة.

وأعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن تطبيق قاعدة جديدة، وهي «الغاز مقابل الروبل». مطالبًا كل من مجلس الوزراء الروسي والبنك المركزي وشركة «جاز بروم»، باتخاذ الإجراءات اللازمة، حيث منحهم أسبوعًا لتطبيقها.

والسؤال الأهم هنا، هل تقبل دول الاتحاد الأوروبي قرار روسيا بشأن الدفع بالروبل خاصة بعد رفض مجموعة السبع دول هذا القرار؟، وما أثر تحويل مدفوعات الغاز بالروبل على القارة العجوز؟.

مناورة اقتصادية

وفي هذا الصدد، قال محمد كيلاني، الخبير الاقتصادي، إن روسيا تصدر نحو 155 مليار متر مكعب من الغاز للاتحاد الأوروبي أي تتراوح ما بين 40: 55% من صادراتها، سواء كانت دول صديقة أم لا.

أضاف «كيلاني»، لـ«عالم البيزنس»، أن الدول الأوروبية منقسمة بشأن الدفع بالروبل. مؤكدًا أن هذا الأمر يتوقف أيضًا على إن كانت تلك مناورة اقتصادية من جانب بوتن في سبيل تخفيف العقوبات التي فرضتها دول الغرب على بلاده وتكون ورقة ضغط على تلك الدول لأنهاء العقوبات.

قرار ذو جانبين

أوضح الخبير الاقتصادي، أنه في حالة استمرار بوتن في قراراه، لن يكون أمام الدول سوا الشراء بالروبل. مؤكدًا أن لقرار بوتن جانبين، واحد ظاهر، والآخر خفي.

لفت «كيلاني»، إلى أن الجانب الظاهر هو تصعيد قيمة الروبل وجعلها عملة لها توازن في السوق، حيث تُعد أحد العملات المنافسة بالنسبة للدولار، وأيضًا التخفيف من العقوبات عن طريق تقليل قيمة الدولار.

أشار الخبير الاقتصادي، إلى أن هناك دول تدرس القرار بشأن الموافقة. مُشيرًا إلى أنه عندما توصلوا إلى نتيجة وجدوا أنه من الصعب أخذ إجراءات تعاقدية بالنسبة لتوريد الغاز لمواطنيها إلا بعد عامين وهذا أمر صعب.

لذلك تقوم تلك الدول بدراسة قرار شراء الغاز بالروبل لمدة عامين فقط، وبعد ذلك سيكون هناك تعاقدات مع دول اخرى غير روسيا.

رفضًا سياسيًا

أكد «كيلاني»، أن أمريكا تمنع قرار روسيا، لما يمثله من تهديد على الدولار. مُشيرًا إلى أن رفض بعض الدول القرار ليس رفضًا اقتصادي إنما هو رفضًا سياسيًا.

أعتقد «الخبير الاقتصادي، أن النظام الروسي لن يستطيع إيقاف الإمدادات نتيجة العقود الجديدة الصادرة عليها روسيا والتي في حالة عدم تنفيذها ستلجأ الدول صاحبة تلك التعاقدات إلى المحاكم الدولية.

أوراق اللعبة

من جانبه، قال وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن قيام روسيا باصدار قرار بدفع الغاز بالروبل، ربما يكون مهم بالنسبة لروسيا، كأحد أوراق اللعبة التي تمارسها مع الدول الغربية وتقوم بضغوط بشأنها.

أضاف «جاب الله»، لـ«عالم البيزنس»، أنه بالنسبة لبقية دول العالم التي لم تعلن رفضها للقرار، فإنه يمكن تطبيق ذلك بصورة أو بأخرى مثل عمليات شراء العملات المتبادلة أو القيام بتسويات مباشرة.

تابع الخبير الاقتصادي، أن عمليات التسويات من عملة لأخرى بعيدًا عن نظام سويفت، وبعيدًا عن الدولار، ربما تكون أكثر كلفة وتفتقر إلى السرعة والمرونة الكافية.

توقع «جاب الله»، أن قيام مجموعة الدول السبع برفض القرار، سينتهي بقبول روسيا بأن تبيع الغاز بالدولار لتلك الدول نتيجة التعاقدات التي بينهم في الوقت الحالي.

أما بالنسبة لاتفاقيات المستقبل، فأكد الخبير الاقتصادي، أنه لا يوجد ما يلزم روسيا بقبول رفض الدول التعامل بالروبل.

وعن أثر تحويل مدفوعات الغاز بالروبل على القارة العجوز، أوضح «جاب الله»، أنه أمر سيجعل التبادل بين الدول أقل مرونة وأكثر كلفة. مؤكدًا أن قيام روسيا باتخاذ هذا القرار ما هو إلا ورقة ضغط للتفاوض مع دول الغرب حول العقوبات التي فرضتها عليها.

إقرأ المزيد.. هل تنجح روسيا في تطبيق قاعدة «الغاز مقابل الروبل»؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى