أسواق المالرئيسىمؤسسات ماليةملفات وتقارير

خبراء اقتصاد يوضحون تأثير فوز «بايدن» على الاقتصاد الأمريكي والعالمي

كتبت: أمل سعداوي

خلق فوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية أمام نظيره دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الحالي، حالة من التغيرات سواء على الصعيد المحلي الأمريكي أو العالمي.

ومنذ الإعلان عن فوز «بايدن» صعدت أسواق المال الأمريكية والعالمية مسجلة أعلى مستوياتها، كما ارتفع الذهب عالميًا بنسبة 30%، وشهد النفط العالمي ارتفاعًا ملحوظا.

ويرصد لكم موقع «عالم البيزنس» في هذا التقرير آراء خبراء الاقتصاد، لمعرفة تأثير فوز بايدن على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، وبالتالي انعكاسه على الوطن العربي.

«حسن هيكل» يتوقع تحسن أجواء الاقتصاد العالمي

الخبير الاقتصادي حسن هيكل

قال حسن هيكل الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لموقع «عالم البيزنس»، إنه يتوقع مزيد من الحراك نحو النمو في الاقتصاد العالمي بعد فوز بايدن، نتيجة تحسن أجواء الحرب الاقتصادية التي بدأها ترامب ضد الصين، ثاني اكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الامريكية.

وأوضح هيكل أن الولايات المتحدة تهيمن على ربع الاقتصاد العالمي بناتج محلي يبلغ 21 تريليون دولار، بينما تقدم الصين إنتاج بـ14.2 تريليون دولار، بنسبة 16% من الناتج المحلي العالمي، وبالتالي توقف الحرب بين أكبر اقتصادين، سينعكس على الشركات الصناعية الكبري في أمريكا التي ما زالت تفضل التصنيع في الصين التي تحولت إلى أضخم مصنع في العالم.

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن ترامب أراد إعادة العديد من الصناعات إلي بلاده لتوفر مزيد من فرص العمل وفرض عقوبات علي الصين عام 2018، وردت الصين في 15 ديسمبر 2019 بتطبيق رسوم جمركية بنسبه 5-10% علي 5 آلاف منتجًا أمريكيا، وأيضًا بنسبة 5% علي فول الصويا الامريكي و سرعان ما توصل الجانبان، آنذاك علي سماح الصين باستيراد 20 مليار من المنتجات الزراعية و المصنعة و الطاقة علي مدار عامين، مقابل تخفيض أمريكا رسومها العقابية علي واردات امريكية.

واختتم حسن هيكل حديثه قائلاً إن فيروس كورونا عصف بمعدلات النمو الاقتصادي العالمية بنسب لا تقل عن 4.4% عما كانت عليه في عام 2019 بحسب احصاءات منظمة التجارة العالمية.

رشاد عبده: لا يوجد اختلافات كبيرة بين رؤساء أمريكا

الخبير الاقتصادي رشاد عبده

قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لموقع «عالم البيزنس»: «علميًا لا يوجد اختلافات كبيرة بين الرئاسات في أمريكا، لأنها دولة مؤسسات وليست دولة أفراد، لكن هناك تغير من حزب لحزب، ولكل حزب فكره الخاص، ودائما الحزب الجمهوري من أنصار من يخفض الضرائب للأفراد وخصوصًا رجال الأعمال والمستثمرين».

وذلك لأن رجال الأعمال والمستثمرين في أمريكا يملكون وجه نظر وهي عندما يعملون كثيرًا، سيؤدي إلى توسع خطوط الانتاج وإنشاء مصانع جديدة وبالتالي توفر فرص عمل، وتخفيض معدلات البطالة، وتساعد على التصدير وتقوي العملة، وبالتالي تصبح الشركات قوية في البورصة، ولكل ذلك يعتبر مكاسب بالنسبة للأقتصاد الأمريكي.

وأضاف رشاد عبده أن أفضل فترة رواج اقتصادي في أمريكا، كانت في وجود رئيس ليس اقتصادي وهو «ريغان»، وعندما تم سؤاله كيف الاقتصاد في عهدك مزدهر على الرغم من أنك رجل ممثل و لست رئيس اقتصادي؟، أجاب «ريغان» قائلاً: «قمت بتخفيض الضرائب على رجال الأعمال والمستثمرين، وبالتالي كسب المستثمرين، وقاموا بإنشاء مصانع وشركات وبالتالي أتاحت الكثير من فرص العمل، ووفرت المنتجات في الأسواق، ونشطت البورصة وبالتالي نشط الاقتصاد».

«ترامب» خفض الضرائب ولكنه خسر بسبب «كورونا»

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن ترامب كان من الممكن أن يكتسح  الانتخابات لولا فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، الذي هدد كافة المكاسب الاقتصادية، التي تمكن من الحصول عليها، عندما قام بتخفيض الضرائب بنسبة كبيرة، وهذا كان داعم كبير له، كما انخفضت معدلات البطالة 3.6%، وهذا يدل على أن ترامب كان لديه الكثير من الإنجازات.

ورأي رشاد عبده أن سياسة «بايدن» تختلف عن «ترامب» فهو قرر تخفيض الضرائب لصالح الفئات التي تحصل على دخل قليل، وبالنسبة لرجال الأعمال والمستثمرين، فهم لا يحتاجون إلى تخفيض الضرائب.

ولفت إلى توقع كثير من الخبراء إلى وقوع البورصة في حالة خسارة ترامب في الانتخابات، لكن هذا لم يحدث بل ارتفعت البورصة، بعد إعلان فوز بايدن في الانتخابات، وفي الوقت نفسه، بدأ بايدن في معالجة السلبيات التقليدية، الأمر الذي جعل المستثمرين يطمئنون من عدم اتخاذه اي موقف ضدهم، وأيضا لن يصبح متشددًا في علاقته الخارجية.

«ترامب» تسبب في مشاكل مع كثير من دول العالم

الخبير الاقتصادي رشاد عبده

وأضاف الخبير الاقتصادي أن «ترامب» دخل في كثير من المشاكل مع كثير من دول العالم، ولذلك فإن الأوروبيين سعداء الآن بفوز بايدن، لأنه سينفتح على أوروبا وسيصبح هناك تعاون بينهم، حتى الصين لن يكون متشددًا معاها مثل ما فعل ترامب.

وتوقع رشاد عبده أن «بايدن» سيقوم بعقد الكثير من المعاهدات والاتفاقيات، التي تصب في مصلحة الدولتين، وكذلك علاقته بإيران، ولذلك فإن العلاقات الدولية الأوروبية الأمريكية ستتحسن كثيرًا، وستتغير سياسة بايدن ولكن ليس كثيرًا، مع الصين وإيران وروسيا”.

انعكاس نجاح «بايدن» على الوطن العربي وخاصةً مصر

وأضاف الخبير الاقتصادي: «بالنسبة لمصر وللمنطقة العربية، فنحن نحترم حقوق الإنسان، و لا يوجد أي اختلافات، وكل ما يقال بان بايدن سيدعم الإخوان المسلمين ليس صحيحًا، المرحلة تختلف، مصر دولة قوية وعلاقاتها بالدول العربية قوية، ومرحلة الربيع العربي لن تتكرر مرة اخرى».

واختتم رشاد عبده حديثه قائلاً أن «بايدن» خرج منهكًا من الانتخابات الأمريكية، كما الأمر الذي يهمه الآن هو فيروس كورونا المستجد، فهو يهتم بالشأن الداخلي أكثر من الشأن الخارجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
البنك الأهلى المصرى